السبت 18 مايو 2024 - 06:00 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

الناسك


احمد صلاح
الأربعاء 11 مارس 2020 09:25:45 مساءً



مبارك مات

تابعت منذ بدء الاعلان عن وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بكثير من الاهتمام مواقع الأخبار وكذا التواصل الإجتماعي، حتي تم تاكيد نبا الوفاة، وتحولت المواقع الخيرة اما الي سرادق عزاء أو جلسات شماتة، الكثير من الأكاذيب تم لصقها بالرجل الذي رحل، أو حقائق أعيد كتابتها مرة اخري في محاولة من كتائب " ما " للدعوة بالجحيم لرجل مات وما عاد يملك شئ.

كانت الفرق ثلاث، فرقة كبيرة تري ان مبارك كان زعيما وطنيا ، استطاع ان يحمي مصر من الكثير من المؤامرات ونأي بها عن الدخول في حروب كانت تزج فيها مصر زجا ولكنه كعسكريا محنكا قاد عربة الوطن بعيدا ان تلك المطبات السياسية

الفريق الثاني ويري أن الرجل لم يكن له اي حسنة، ولا اي انجاز، وحصروا كل ما فعل في محاولة " التوريث" التي لم تثبت عليه أساسا لا في تصريح أو حتي في حديث خاص، وفتحوا ملفات حول التعذيب والفساد والإهمال، ونصبوا لأنفسهم مشنقة يقطعون فيها رقبة الراحل بضعة مرات بل ويأكلون جثته

أما الفريق الثالث فهو الفريق المتلون، الفريق الذي يستطيع ان يقرا المشهد السياسي بشكل جيد، وهؤلاء في الغالب هم طائفة تستطيع أن تخلع جلدها ببساطة وتغير من فكرها وعقيدتها مثلما يغيرون ملابسهم أو حتي يضغطون أزرار الريموت كنترول، وهؤلاء كانوا في أعضاء في الحزب الوطني، أو حتي قبلها بالتنظيك الطليعي والاتحاد الاشتراكي، ثم قرأو مشهد انهيار نظام مبارك فظهروا بالميدان، ثم احسوا بقوة الاخوان ، فظهرت علامات الصلاة علي جباههم وأمسكوا المسابع واطلقوا لحاهم، ثم اختفوا قبل 30 يونيو ليعودوا مرة أخرى يظهرون علي الساحة يحاولون أن يجدوا دورا علي خشبة المسرح، وبمجرد أن أعلن الحدادعلي مبارك واقيمت له جنازة عسكرية مشرفة ، حتي هرعوا الي سرادق العزاء يبكون علي الراحل، ويثبتون الحضور أمام عدسات المصورين، يتحسسون هواتفهم المحولة في انتظار رقم " مجهول".

كل هذا المشهد العبثي لم يكن به الا بارقة لطيفة من الأمل، حينما بكي الشعب البسيط الغلبان علي رجل حكمة ثلاثون عاما، بحلوه ومره، يتذكرونه ويحبونه ويجلونه، ولا أريد أن أطرح هنا تحليلات سسيولوجية حول علاقة المصريين بالحاكم، وعلاقة الحاكم بنهر النيل، ولكن كل ما اريد قوله ان وفاة مبارك أظهرت اخلاق الكثير جدا من الساسة القدماء والنخبة الحالية، ولا اقول سوي لك الله يا مصر في نخبتك