كلما نظرت الي الأخبار الحقيقة المتداولة شعرت ببعض الجزع، فكل الأخبار لا تحمل في طياتها إلا أخبارا عجافا، من اعاصير ومفيروس وغيره، ولكن كل تلك الأخبار المتدفقة جعلت المستقبل لها من رجل الشارع العادي يتكلم بشئ من الثرثرة والمعلومات المغلوطة وخصوصا المعلومات العلمية

لن أحمل التعليم الوزر كله في جعل الأذهان لا تستطيع أن تصفي الصادق من الغث، ولن اقول الثقافة ، ولا حتي الأعلام الذي يتسابق فقد لمجرد الحصول علي أعلي نسب المشاهدة، ولكن ساقول البحث العلمي

عندما أنشا الرئيس جمال عبد الناصر المركز القومي للبحوث عام 1956 كان الهدف منه تخريج كوادر للعمل العلمي ثم تعددت بعد ذلك مراكزه البحثية، وخصصت الدولة في عام 2019 ـ 2020 ميانية قدرها 19 مليار جنية للبحث العلمي بشكل عام ، وحصلت مصر علي الترتيب 64 ضمن 140 دولة في مؤشر القدر علي الابتكار بحسب تقرير صحيفة الوطن المصرية.

اهتام الدولة بالبحث العلمي جاء متاخرا للغاية، وشدد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من لقاء، ولكن الآن اصبحت الحاجة لزيادة ميزانية البحث العلمي ضرورية للغاية، وتدخل في مصاف الأمن القومي، خاصة مع التغيرات التي تمر بها المنطقة سواء التغيرات المناخية والأمراض الجديدة، وحتي في الأبحاث الخاصة بالمجتمع

ولست مبالغا اذا قلت أن الكثير من المراض الاجتماعية تدخل ايضا في البحث العلمي، فهناك بالفعل علماء في الاجتماع وعلم النفس يحللون ويدرسون الظواهر الجديدة علي المجتمع، ولكن دعونا نتحدث عن البحث العلمي بمعناه الاقرب، فحالة البلبة المنتشرة الان في كل مصر، سببها أن الناس كلها لا تستطيع التفرقة بين الفيرس والبكتيريا، وكيف يعيش كل واحد منهما، ايضا اكتشف الجميع أنهم لا يعرفون اسس النظافة الحقيقية، وان ما يفعلونه الآن هو الذي من المفترض أن يكون.

دور البحث العلمي ان يجد الحل ثم يقوم بايصاله الي الأفراد عن طريق وسيط، والوسيط هنا هو التعليم والثقافة والاعلام، بدلا من ترك الناس تقول كلام خزعبلات، ويصدقون بعضهم البعض، وفي النهاية سنجد أنفسنا علي الحافة.