الخميس 02 مايو 2024 - 11:34 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

كورونا والتشييراللإرادي


زينب عيسي
الأحد 19 أبريل 2020 06:59:21 صباحاً



التشيير اللإرادي ..أعجبتني تلك الجملة وحقيقة هي ليست لي لكن لطبيب شاب مصري خرج مثل غيره من الاطباء  في فيديو لطمأنة الناس خلال فتره إنتشار فيروس كورونا الذي اقعدنا في البيوت ، وكان يتحدث الطبيب عن سرعة سريان المعلومات الغير علمية  حول فيروس كورونا ومدي تأثر قطاع كبير من الناس بما يتم بثه وقد يكون غير دقيق وينتج عنه هلع  ورعب بعيد عن الحقائق العلمية التي لايجب أن يتحدث فيها سوي المتخصصين . وأتفق تماما مع تلك الرؤية  فرغم خطورة الوضع الذي يعيشه العالم جراء إنتشار فيروس كورونا المستجد كما يطلقون عليه نظرا لكونه ليس جديدا ،فكثير من أصحاب فتاوي الفيس بوك ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة  أو بمعني أصح"الفتايين" في زمننا وهم كثر لاهم لهم سوي الإستماع الي كل مايبثه الإعلام المحلي والعالمي دون تمييز ثم الضغط علي زر. share أو شير وتعني باللغة العربية شارك وفي نفس اللحظة تصل تلك المعلومة إلي الآف أو ملايين ربما  

والغريب أننا  نتابع أرقام المصابين والوفيات وكأننا نتابع الدوري الإنجليزي مثلا ،بل هناك أعداد كبيرة من الناس لاتتابع الحالات من الفيس والتويتر والفيديوهات وغيره بل  تجلس أمام الشاشات علي مدار الساعة  يتابعون بهلع تطورات الفيروس في دول العالم خاصة التي لديها أعدادا ضخمة من المصابين وحالات وفيات كثيرة مثل  إيطاليا وأسبانيا وامريكا،و بطبيعة الحال دائما التركيز علي الجانب السلبي أو المصائب بمعني كم أمريكي اصيب وكم ايطالي لقي حتفه وإنتصر عليه الفيروس ..وإلحقوا اليابان ظهر فيها حالات والسودان بدأت تدخل علي خط الاصابة وفي مصر تحدث ولا حرج من جانب من يحترفون خدمة التشيير اللإرادي ومنهم من يفعلون ذلك غير متعمدين لإخافه الناس لكن آخرون من أصحاب الفكر المتطرف أو من ينتمون إلي فصيل  مروجي الاشاعات عن البلد يعمدون  إلي  نشر شائعات عن أرقام غير حقيقية عن المصابين أو المتوفين جراء الفيروس وهوما قد ينشر الفزع بين المصريين  خاصة الفئات البسيطة التي تربط بين الفيروس والموت الحتمي ،في حين لو نظر هؤلاء إلي الجزء المضئ من الصورة سيقولون أن مصر لم تزل في منطقة الأمان وأن عدد المتعافين من المرض في تزايد مستمر ،سيقولون أن إفريقية والحمد لله بعيدة عن الأرقام المخيفة التي نسمع عنها في أوروبا وأمريكا ،ولاأدري بالضبط لماذا مازالت بلادنا  بعيدة عن المنحني الخطر للفيروس خاصة وأن المنظومة الصحية في لدي الدول العربية  لاتقارن بمثيلتها في دول العالم المتقدم الذي يقف الآن عاجزا عن ملاحقة تطور شراسة الفيروس الذي حير العالم، وهومايجعلنا نسجد تضرعا وشكرا لله الذي وحده لديه الحل ..وهو حل ألهي لاجدال في ذلك .  

كلنا في نفس الظروف وفي خندق واحد ، حقيقي أننا لم نواجه مثل تلك الظروف من قبل والعالم أجمع لم يواجه فيروس إنتشر في كل أنحائه في وقت واحد فقد مرعلي البشرية كثير من الكوارث الطبيعية والبشرية كالحروب التي خلفت آلاف القتلي والمصابين جسديا ومشوهين نفسيا،  فقد ضرب  الطاعون العالم وحصد ملايين الأرواح وكان لمصر نصيب كبير منه وفعلت الكوليرا والملاريا مالم يتوقعه العلماء بل أبيدت بلاد ومدن بسبب الفيروسات،  إذن حرب الفيروسات ليست جديدة علي العالم لكن طبيعة الفيروس الحالي هي التي خلقت هذا الهلع والخوف عند الجميع رغم أن نسبة الوفاة بفيروس كوفيد 19  لاتخطي ٤  في المائه في حين تخطت  نسبه الوفاة بفيروس إيبولا ٩٠في المائة والذي انتشر في موجتين الشهيرة كانت عام 1976 وكان مصدرها جنوب الكونغو اليمقراطية وجنوب السودان .

يجب أن نعلم أن  متابعة الأرقام في أزمة إنتشار فيروس كورونا  في منتهي الخطورة لأكثر من سبب،  أولا لأن  نتائج تلك الأرقام لها علم يدرس و مختصين ودكاترة وعلماء يشتغلون عليها ومن الخطأ ان نتعامل نحن معها ونضع لها الإستنتاجات والمخاطر لإن  ترجمة تلك الأرقام ستكون مختلفة عن وضعها الحقيقي والذي من الممكن ان يكون خطر أو ليس خطر وفقا لنسبة المصابين الي الوفيات ونسبة المتعافين الي نسبة المصابين وهكذا، وهو ما تحدده تقديرات منظمة الصحة العالمية وليس الأفراد العاديين ، هذه واحدة الأمر الأخر هو الأثر النفسي السلبي لمواصلة متابعة حالات الوفاة والإصابة ومشاهدة بعض  المصابين علي الفيديوهات يسردون تجربتهم مع الفيروس وهومايؤدي الي انهيار نفسي وترقب للأسوأ.

نحن أمام وضع  مفروض علي الجميع والتعامل معه لابد أن يكون علي قدر الخطر الناجم عنه، وهذا لايعني الأ نتعامل بكل جدية وحذر مع الوضع الحالي،   لكن لايجب علينا أيضا الأ نبالغ في ردود أفعالنا بمعني أن ناخذ بالاسباب وناخذ كافه احتياطاتنا من التباعد الإجتماعي والإهتمام بتطهير اليدين والنظافة بشكل عام  ،علينا أن نسعي لتقوية المناعة بالتغذية السليمة والمفيدة وهو ما ينصح به الإطباء والكل يعرفه،  لكن تقوية المناعة لاتكون وحدها بالغذاء بل بتحسين الحاله النفسية التي أجمع كل الأخصائيين النفسيين  أن لها علاقه وثيقة بتقوية المناعة التي هي خط الدفاع الأساسي ضد فيروس كورونا اللعين،ولا أعلي من مناعة قوية سوي بالإطمئنان والهروب إلي حضن الأسرة الصغيرة التي ستعوض ولو قليلا التباعد الإجتماعي عن الأصدقاء عن الحياة خارج البيت التي قد عرفنا جيدا قيمتها في تلك الأزمة التي ندعو الله تعالي ان تنتهي قريبا وكما قلت لكم ..الحل إلهي لاغيره.