الأربعاء 08 مايو 2024 - 05:46 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

كل خميس


نور الدين بوصباع - المغرب
الجمعة 22 مايو 2020 08:01:21 صباحاً



  من إستعدوا لفراق أحبابكم إلي إستعدوا للقاء أحبابكم  

من قولة رئيس الوزراء البريطاني الاشعث بوريس جونسون المشهور  بنظرية مناعة القطيع والذي أرعب العالم " استعدوا لفراق أحبابكم" إلى قولة" استعدوا للقاء أحبابكم" تساؤلات تثار وهي كيف سيكون اللقاء؟ وبأي نكهة؟ ونحن نتوقع أن هناك متغيرات كبيرة ستقع لامحالة في تدبير شؤون العالم وخاصة أننا نعلم من خلال استقراءنا للتاريخ وقوع تحولات جيوسياسية عميقة بعد كل وباء وغيرت بذلك مجرى التاريخ؟ وعليه هل نحن بصدد بداية تاريخ جيد؟ وأين يتجه وينحو بنا هذا التاريخ؟

اللقاء بعد كورونا لن يكون العالم كما كان قبله،فهناك تحولات جذرية تلوح في الأفق وخاصة بعد دخول الصين كلاعب أساسي وكمنافس قوي للهيمنة الامريكية إن على الصعيد السياسي أو الاقتصادي وخاصة عبر مشروعها الاستثماري الضخم طريق الحرير واعتماد عملة اليوان كعملة احتياطية أساسية ضمن سلة العملات المعتمدة من قبل صندوق النقد الدولي، وايضا ميل الميزان التجاري لصالح الصين،وهذا الأمر لن يمر دون تداعيات بين القوى الكبرى ومن يتفرد بالعالم، وهذا الواقع هو  ما عشناه أثناء تنافس القوى العظمى اثناء تقسيم التركة الاستعمارية والتي أدت للحربين العالميتين الأولى والثانية، ولكن اليوم فالحرب اليوم هي حرب تجارية محضة من خلال المضاربة في العملات والحمائية الجمركية وغيرها من الوسائل التي تلجأ إليها الدول فيما بينها للضغط على بعضها البعض لتحقيق مصالحها ولعلكم تابعتم الصراع بين امريكا وتركيا وكيف تضعضعت الليرة التركية.

اللقاء بعد كورونا لن يكون العالم كما كان قبله، ونحن نشاهد ترنح الاقتصاد العالمي ولجوء كثير من الدول إلى نهج سياسة التقشف و تعديل الميزانيات وعليه من كان يظن أن دولة نفطية عملاقة مثل السعودية ان تلجأ للزيادة في الضرائب على شعبها وأن تنتهج سياسة التقشف وهي التي تستثمر تريليونات الدولارات في جميع اقطار العالم.

اللقاء بعد كورونا لن يكون العالم كما كان قبله،فالمتوقع أنه ستكون هناك تداعيات اجتماعية خطيرة وستدوم إلى حين وضوح معالم خريطة العالم الجديد مثل ضعف القدرة الشرائية نتيجة فقدان الكثير من فرص الشغل، و ضعف مؤشرات النمو بسبب ضعف الاستثمارات وهروبها من ضفة إلى أخرى وخاصة أننا نلاحظ اليوم في دعوة ترامب الشركات العاملة في الصين إلى عودة أدراجها إلى أمريكا، وتوقف مثلا معمل كيا في الجزائر وتوقف كثير من المصانع والمعامل في جميع أنحاء المعمور وإعلان اليابان الدخول في ركود اقتصادي وضعف السيولة مما يؤدي إلى مزيد من الاقتراض وفق شروط مجحفة من قبل المؤسسات المانحة.

اللقاء بعد كورونا لن يكون العالم كما كان قبله فإما انتصار للقيم الانسانية وللعدالة التوزيعية والمجالية أو الوقوع من جديد في الميركانتيلية البغيضة القائمة على الاحتكار ومص دماء الفقراء والامعان في سيطرة فئة قليلة على خيرات الأغلبية من الكادحين والمهمشين.