الجمعة 19 أبريل 2024 - 03:51 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

تقاسيم


د. زينب العسال - تقاسيم
السبت 30 مايو 2020 03:33:22 صباحاً



 

 

كيف يستمر الإبداع بعد السبعين؟

 

 

 

 

 

تقدم الشاعرة السوفيتية "فيرا انبر"وصفتها أو بمعنى أصح روشتتها والتى تعتمد على التجربة الشخصية إضافة إلى ملاحظات مستخلص من تجارب الآخرينتقول فيرا:"لقد بلغت السن التى يجب ان يراعى فيها الزمن بكل عنايةيجب أن يقول ينبغى أن يفعل فورا ولا ينتظر اليوم يمر هكذا دون إنجاز حقيقى ،فالزمن لا بد أن لا يستهان بها فكلمة بكرة أو غدا سهلة وبسيطة وتريح النفس..لكنها للأسف قاتلة ابرع الإبداع الذى ينمو بالعمل والإنجاز.، فهذا الغد لا تدرى ماذا سيحدث فيه.،أي وقت مناسب للانجاز

هى ترى فيما يكتبه المبدع عن منهجه فى الكتابة ثروة لا تقدر بثمن لمن يريد أن يرى تجربته الابداعية.ـلقد  اكتملت تجربتي المتواضعة لا بآراء المعاصرين من جيل ولكن بآراء الكتاب القدامى أيضا"تصف ذلك بانهكالاشجار المتسلطة على أشجار ضخمة لها جذور ضخمة ضاربة فى الأرمن مئات السنيين.

فافلوبير مثلا ترك لنا ثروة كبيرة من الرسائل التى أرسلها إلى أقاربه وأصدقائه. .فهو يتحدث عن المتاعب والمصاعبالتى يجدها الكاتب الخلاق.

لماذا كلما تقدم المرء فى السن  ازدادت مشقة الكتابة على النفس.كتب تورجنيف لفلوبيرقائلا :" يجب على الكاتبات يفقد شجاعته ..بل يجب أن يمضى فى بساطة إلى النهاية دفعنا إذن نرفع روءسنافوق الأمواج حتى نغوص فى الاعماق".

لدينا مثل ذلك يحى حقى وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ،فمحفوظ يكتب "أحلام فترة النقاهة ".كتابة أفادت من كل ما كتبه محفوظ طيلة حياته الإبداعية.فجاءت خلاصة تجربة عبقة بالزمن وشخصيات محفورة فى الذاكرة ومواقف لا تخلو من فلسفة حياة.

تنتقل أبر بعد ذلك إلى عملية الكتابة ذاتها .فيمكن للكاتب أن يتعذب وصاب بالألم من عدم إنجاز سطر أو جملة واحدة على الورق ..أين ذهبت الكلمات التى يريدها أين التعبيرات بل أين الخيال ..كل هذا يجعله يقع فى دوامة ..فماذا يفعل؟

لن يفيد اللوم  والحسرة ..هل تدع كل شى لا هذا أكبر خطر يقع فيه المبدع لكن حاول ثم حاول ثم حاول وهنا أذكر أستاذنا نجيب محفوظ الذى كلن كما قال يخصص ساعتين من الزمن للكتابة فإذا جاء جلس وكتب واذا لم يحدث فهو يتأهب للكتابة انه طقس حرص عليه حتى فى أواخر أيامه هذا قال لى محفوظ فى حديث مطول نشر فى كتاب 90 شمعة فى حياة سعيد السحار .

الأهم من أدق وارق الأحاسيس التى يمر بها الإنسان ..ينتظر المبدع الإلهام لهفة منهم من لديه القدرة على استثمار لحظة الإلهام ومنهم من يضعها. .الإلهام هو القدرة على أن يخلق المرء فى نفسه أنسب حالات العمل ..

بغير الإلهام لا يمكن أن نق م بأى عمل خلاق ..بل إن الإلهام نفسه يأتى نتيجة حتمية للعمل ..قانون السبب والعلة

يقول جوجول :"لابد للكاتب أن يسيطر على قلمه كما يسيطر الرسام على فرات فيجب أن يكتب شيئا كل يوم ذلك أن اليد يجب أن تتعود.على الطاعة العمياء للافكار"

ويقول نيكولا اوستروفسكى المريض .:"اننى مقتنع بشيء واحد ، هو أن الإلهام يأتى أثناء العمل.والكاتب يجب أن يكون طالبنا فى هذا البلد..أى أن يعمل فجميع  الاجواءسواء كانت سيئة أم حسنة".

لكن كيف يميز الإنسان بين الإلهام الحقيقى والإلهام  الزائف،ترى انبرا أن المتاح وحدها هى التى تحدد بين النوعين هو القدرة على حلق انسب حالات العمل فى النفس،وهنا تختلف الحالات فلكل واحد له أسراره

والبعض يحرص على أن يكون مكتبه منظمات تنظيما لافتا بينما آخر يقوم برى عدة أقلام رصاص التى سيكتب بها .وآخر يجعل الموسيقى تنساب كخلفية، وآخر يكتب بنوع معين من الأقلام والورق...وهناك من لا يلتزم بكل ذلك فقد روى عن بيرم التونسى انه كان يكتب وهو جالس على مقهى وسط ..تصور الزبائن وتلبية الطلبات من الجرسون. .لقد عزل بيرم نفسه عن العالم الواقعى .واستغرب فى عالم الإلهام

 .لكن كيف نصطاد الالهام؟بالاستعداد للعمل والتدريب المعنوى.كعمل ايجابى بينما الأحجام عن  عمل اى شىءأفضل وسيلة للتهيىء للعمل هو الاستعداد المسبق للعمل اى قبل العمل بيوم سابق.الآن عليك انتبه مزاجك للعمل..فلاتنفق وقتا كبيرا فى الاستعداد للعمل لأن ذلك مخصوص من وقت الإنجاز نفسه

 ترى أن وقت الصباح المبكر وقتا ملائما للعمل فلا تشتت نفسك وجهك كان ترد على تليفون أو تسمع خبرا محزنا.

وهنا يقول استند فى يومياته "يكفى أن اسمح لنفسى باقل تشتت فى الصباح الباكر لكى اشعربالنتائج المحزنة لهذا التشتت.فان عقلى من الخمول بحيث يتسن متلهفاعلى اى عمل آخر أقل انه ملكا من كتابة الروايات".