الأربعاء 08 مايو 2024 - 10:43 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

نقطة نور


نور الدين بوصباع - المغرب
الجمعة 30 أكتوبر 2020 02:14:34 صباحاً


العرب بين عزة الاسلام و مذلة التاريخ
‘‘إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله حابي الجهلاء فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو‘‘ مصطفى محمود بين قولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " نحن قوم اعزنا الله بالاسلام مهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" وقولة المفكر العربي الكبير ابن خلدون:" العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب وإذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا فسقوا" وغيرها من الأقوال، تتجلى كثير من المفارقات في فهم طبيعة وبنية و تركيبة الذهنية العربية التي تعيش انفصاما تاريخيا مزمنا يتراوح مابين التغني بماضي مجيد وتليد لازال الكثير منا يحلم باستعادته بشكل قهري في ظل الواقع المزري الذي شهد انسدادا في الأفق التاريخي وغياب شبه كلي للأمة العربية في المشهد العالمي، اللهم اجتهاد الرأسمالية والرجعية في جعلها الأمة الأكثر احترابا والأكثر إنفاقا على التسلح والأكثر اهانة واستنزافا للعنصر البشري ودفعه للهرب من أوطانه بحثا عن أفاق ارحب، وايضا إمعانهم في استعراض فتوتهم وبطولاتهم الوهمية على على حساب بعضهم البعض رغم الشعارات الطنانة التي يرفعونها بوحدة الدين والدم واللغة والمصير المشترك. ابن خلدون ابن الدار الذي عاش مهازل التاريخ العربي والعرب وصراعاتهم من أجل السلطة والذي خرج إلينا بمبحث مهم حول العصبية القبلية لدى العرب والتي أمدتنا بكثير من الخلاصات الواقعية عن العرب وتمزقهم وتشردمهم وهي نفس الخلاصات التي نراها اليوم في ظل التسلط والاستبداد والاهانات الذي لانزال نعيش ويلاتها يوميا في المطارات و داخل أوطاننا. يقول عبد الله العروي في كتابه ثقافتنا في ضوء التاريخ:" جاء ابن خلدون في نهاية حقبة من حقب التاريخ الاسلامي، وفحصها بعد أن صارت قطعة هامدة لم يعد في إمكان أي أحد أن يغير منها شيئا. لا عجب إذا وجدها خاضعة تمام الخضوع لأحكام الطبيعة ورأى فيها نهاية محتومة لقوة طبيعية تظهر فتنمو ثم تنقرض" فعلا هو نفس السيناريو الذي تحدث عنه ابن خلدون بعين متبصرة لما يجري حوله من صراعات دامية بين بني مرين و بني عبد الواد و بين حفص ودون أن يحقق اي منهما الانتصار على أحد، إنها حرب عبثية يستفيد منها المرتزقة و صناع الحروب، ولاشك أنكم لو لاحظتم حال العرب اليوم في ظل الحروب التي لم تخمد منذ عقود والتي مزقت كثيرا من المجتمعات العربية، وكيف أضحى الانسان العربي لاقيمة له سواء داخل وطنه العربي الكبير أو خارجه نتيجة الاستبداد الداخلي و التسلط الخارجي لتبين لك أننا أمة مفلسة تاريخيا و أننا الأمة التي تعيش انفصاما وجوديا وتماهيا عبثيا مع بطولات وهمية وانتصارات زائفة، وأنها الأمة التي تعيش مما ينجزه الغرب و نستهلك مما ينتجه الأخرون من كفار ونصارى والعجيب والغريب أننا كثيرا ما نرفع ايدينا ان يدمر الله الكفار تدميرا و ينصرنا عليهم النصر المكين، وأن يرمل نساؤهم و يشت شملهم و يعمي أبصارهم وبصيرتهم؟؟ استيعاب جدلية التاريخ وميكانزمات النهوض والسقوط والايمان بالعلم والمعرفة و استعادة انسانية الانسان العرب المغتالة والمغتصبة و استثمار الأموال في تحقيق التنمية الداخلية هي المداخل الأساسية ليس لاستعادة الماضي التليد وحسب والعيش في أوهامه بل الانطلاق نحو المستقبل.