|
كانت الفترة المزدهرة في تاريخ هذا الأسلوب ما بين 1890-1910 والتي أوجدت معها تحولا في الفن في مطلع هذا القرن شمل هذا الاتجاه المجالات المختلفة مثل العمارة والأثاث والتصميم الصناعي وتصميم الأقمشة والأزياء والمجوهرات وتصميم الحلى ومكملات الملابس وورق الحائط والتصميم الجرافيكي والنسيج والطباعة الذى كان بمثابة ثورة في عالم التصميم كما انعكس ايضا على منتجات الخزف وأدوات المائدة وكل ما يخص الحياة داخل المنزل .
وقد تأثر الفن الجديد بكل ما سبق من عصورنا التاريخية وحطم قوانينها وحررها وأعاد اكتشافها وتطويرها والمبالغة في ذلك من رمزية شديدة وكان هذا سببا للتطور الذى حدث فيما بعد وبسرعة كبيرة خلال القرن العشرين.
لقد أحدثت مدرسة الفن الجديد( Art Nouveau ) ثورة جمالية غيرت من المفاهيم التقليدية لصياغة الحلى وساهمت في خلق طراز جديد تميزت به الحلى خلال تلك الفترة منذ 1890 الى 1910 ما زال يمتد أثره على العديد من مصممي الحلى حتى اليوم ويرجع الفضل في ذلك للعديد من مصممين الحلى الذين ساهموا في تطوير مفاهيم الحلى وفقا لرؤية كلا منهم الذاتية إلى جانب المفاهيم الفكرية والفلسفية لمدرسة الفن الجديد , من اهم مصممي الحلى في ذلك الفترة الفنان آرثر ليبرتى , شارلز ماكنتوش , ارشيبلدنوكس, شارلز اشبى , الكسندر فيشر , هنري ويلسون , هنري فان دي فيلد , فيليب ولفرز , رينية لاليك , جورج فوكية , الفونس موشا , لوسيان جيلارد , هنرى فيفر , لويس كومفورد تيفانى , جوزيف هوفمان .
استطاع المصممون أن يبتكروا طرازا زخرفيا جديداً تميز بالشاعرية والخيال وكثرة استخدام العناصر الطبيعية والمجردة من نباتات وزهور وحيوانات وطيور وحشرات إلى جانب استخدام الخطوط الأنسيابية الرقيقة في تداخلات وتشابكات. ونجد هنا أن الحلى معظمها أو اغلبها مصنوع من خامة الفضة والذهب ولقد استخدموا بكثرة الأحجار الكريمة والنصف الكريمة والأحجار المصنعة. واستخدموا الأسلوب اليدوي وفق مبدأ الحرفي والفنان. واستوحوا التصميمات من أشكال الطاووس، السفن، البحر، الطيور، والنباتات المختلفة والبراعم وأوراق الشجر كل ما يكون في الطبيعة. "واستخدموا المينا الملونة والخامات المستحدثة كالبلاستيك والبولي استر والعظم والقرون واستخدموا أحجار التراكتور والأوبال - اللؤلؤ – العقيق واستلهموها من طراز فيكتوريا واشتمل الإنتاج على بروش – عقود – خواتم – قلادات – أمشاط – توك حزام–أساور السلاسل المختلفة فى أشكالها المتنوعة–تيجان- دبابيس ".
سمات الفن الجديد:
يمكن تحديد سبعه سمات أساسية لمدرسة الفن الجديد من خلال :
1- اللجوء المباشر إلى الطبيعة 2- الإيقاع 3- الخط
4- الخامات 5- النباتات 6- الألوان 7- الوظيفة
1- اللجوء المباشر إلى الطبيعة:
" تميزت مدرسة الفن الجديد بان العناصر المستخدمة لم تكن مشتقة من الوحدات الزخرفية التاريخية كما كان متبعا ولكنها مستعارة مباشرة من الطبيعة كالورود والزهور ونباتات الزينة وزهور السوسن وأوراق الشجر المجردة العريضة الطبيعية وأفرع النباتات والبراعم والخطوط المموجة بالإضافة إلى الاشكال الانسيابية التي تؤثر على الشكل العام ". مع استخدام أشكال الحيوانات والطيور المختلفة مع تجريدها أو وضعها كما هي.
2- الإيقاع:
تميزت مدرسة الفن الجديد بالمهارة والدقة في إبراز إيقاعات العلاقات المتناغمة بين التفريعات النباتية والعناصر الطبيعية المحورة كأشكال الزهور والطيور والريش والأصداف والقواقع والأشجار والحيوانات وشعر المرأة والإنسان.
3-الخـــط:
تميزت مدرسة الفن الجديد بليونة الخطوط وتداخلها وتضافرها والعناية بالتفاصيل الدقيقة والمهارة ومرونة الخطوط ودورانها برشاقة في وحدة عامة مما يوضح الحركة الديناميكية.
4- الخامـات:
لقد استخدم فناني المدرسة خامات تعكس الإحساس إلى جانب أهمية الرمز في اختيار العناصر وعلاقتها ببعضها البعض والاتجاه إلى السطوح المصقولة والشفافة ونصف الشفافة لتحقيق الشاعرية من خلال التأثيرات الضوئية على العمل الزخرفي وتأكيد انسيابية الشكل والتتابع في اتجاه التشكيل الزخرفي وقد أضيفت خامة البرونز متصدرة في أعمال الفن الجديد كذلك استخدام خامات العظم – القرن – استخدام المنيا الملونة.
5- النباتـات:
لقد درس الفنانون بشكل عميق النباتات ودرسوا تشريحها وبنائها بعناية وبعمق ثم دمجوها ببراعة في التصميم.
6- الألـــوان:
" استخدم الفنانون اللون بدرجاته وذلك بغرض إعطائه صفة الطبيعة والتجسيم للأشكال " كما استخدم الأحجار الكريمة والأحجار المصنعة مع المينا الملونة لإعطاء الألوان النقية المرادة داخل التصميم.
7- الوظيفيــة:
" نشأت الوظيفية باعتبارها نظرية ترجع إلى القرن التاسع عشر:
لقد عرفت الوظيفية في العصر الحديث على انها:
أ- الأشياء تصنع أصلا لأغراض عملية تؤديها.
ب- شكل الأشياء نابع من الأغراض المقصودة.
ج- شكل الأشياء ملائما للوظائف وناتج عنها وتابعا لها أي أن الشكل والوظيفة شيء واحد وهما مترابطان ومتداخلان. "
والفن الجديد يعتبر اسلوبا تحويليا فقد كان البادرة الاولى لبداية حركة الفن الحديث في القرن العشرين متحولا من القواعد التصميمية التقليدية , عندما انتقد الفن في القرن التاسع عشر منابع الالهام التصميمية الغربية التاريخية مما ادى الى التقليد والتكرار لهذه الطرز الاوربية فكان لابد لفناني حركة الفن الجديد من البحث عن منابع الهام اخرى لتصميماتهم الحديثة لخلق روح التجديد في انتاجهم الفني فتجدهم يتجهون باستلهاماتهم الى الشرق الذى مثل مجالا خصبا للإلهام الفني عندهم حيث اثرت أشكاله الزخرفية المختلفة وطرق صياغتها على استلهامات مصممى الفن الجديد .
ولقد تأثر الفن الجديد بعدة مصادر هي الفن الإسلامي – الفن الصينى – الفن اليابانى – الفن الهندي. أخذ منها بعض المفردات وأضاف إليها وأعاد النظر فيها وطورها أي طبق أسلوبه التطبيقي. وللحديث بقية
|
