الثلاثاء 21 مايو 2024 - 05:56 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

سطور الحدّ الأدنى


حامد محضاوي.. تونس
الثلاثاء 03 نوفمبر 2020 06:17:10 صباحاً



لئن كان مفهوم تاريخيّة النصّ القرآني ثقيلا على الذّائقة العامّة فانّه يحمل في آتونه بذرات تخفيف التّراكمات السطحيّة. في الآن ذاته يفتح سبيلا لإعادة الموازنة ما بين الوازع القلبي والتّنضيج العقلي. هذه الموازنة غيّبها النّسق المبتور للقراءات والرؤى الملتحفة بنفسها. هذه الرؤية ترى بوجاهة الرأي الظّاهري الأحادي بدل المنزع التّفاعلي الجدلي. تاريخيّة النصّ القرآني مفهوم لا يبني لنفسه منهجا إذ هو بعيد عن التّاريخنيّة كمنهج قائم. من هذا المنطلق فإنّ وضع النصّ القرآني في سياقه التّاريخي يعني كشف وفهم إرتباطات ونوازع وتشابك الوضع بمختلف مناحيه في تلك الفترة. ليس إخراجه من صفة المقدّس. القول بتاريخيّة النصّ يعني إستيعابه في الإطار الذي تنزّل فيه من أجل فهم علائقيّته وميكانيزماته ومآلاته بمختلف الزّوايا القيميّة والإجتماعية والإقتصادية... النصّ وفق هذه الرؤية هو مجال ديالكتيك جدلي تفاعلي مع الواقع، إذ أنّه رسالة للبشر. هؤلاء المرتبطين بمدار جغرافي وزمني والمحكومين بنسق تعاملي وتفاعلي. إستيعاب النصّ بهذا المعطى هو فتح له على أفق التّرابط والفعاليّة والإنتشار وليس إخراجا له من سياق المقدّس بإعتبار رسالة فوقيّة. البون كبير وشاسع بين تاريخيّة النصّ القرآني والتّشكيك فيه في حدّ ذاته. ولئن كانت هناك قراءات تسلك هذا المنحى فإنّ ولوج النصّ من خلال إرتباطه التاريخي هو تثبيت لجدارته ورجاحته وليس نسفا لنسقه.