الاثنين 06 مايو 2024 - 11:02 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

ريح فبراير


عبد النبي فرج..ريح فبراير
الجمعة 06 نوفمبر 2020 08:23:21 مساءً


معلقة د خان القصيدة
تتغذى تجربة الشاعر محمد عفيفي مطر من مسارب شديدة التعقيد بدايته من استقاء الأفكار الهرميسية الفرعونية القديمة والإغريقية والأفلاطونية المحدثة والتصوف الاسلامى ويغلب علي هذه القصائد البناء المحكم والغموض وإضفاء لغة حلميه للتخفيف من جفاف وثقل المعرفي كما يستدع الأساطير والسير الشعبية والخرافة والملاحم والشخصيات التراثية المحلية والكونية ليحولها إلى أقنعة رمزية لبث أفكاره ومعتقداته ورواه الجوهرية , ويرتبط استدعاء تلك الشخوص في وقت الأزمات الروحية القاسية الذي يمر بها الشاعر سواء كانت أزمات شخصية أو عامة تمس قضايا الوطن وكلها مرتبطة بروح المقاومة والعنفوان والثراء مثل ابن عربى ,لوركا , جويا , خنوم اله الفخار , هكتور , هوميروس ,وتناثرت تلك الشخصيات فى معظم دواوينه , من ملامح الأمبذوقليس الى والنهر يلبس الأقنعة ومن دفتر الصمت إلى احتفاليات المومياء المتوحشة . إما استلهام الطقوس الريفية ورصد الواقع اليومي والأساطير الصغيرة الذي يتغذى عليها الفلاحين في الريف المصري خصوصا فهي مناطق عفيفي الحميمة حيث يفيض بالشفافية وتبدو لغته في غاية العزوبة وتخفت حدة الأيدلوجية لصالح جوهر الشعر حيث يتماس مع الأسطورة الذاتية أو الجماعية الشعبية أو بتعبير شكري عياد حيث تكمن الجوهرة التي هي مفتاح رؤيته الوجودية والذي نطل معه من عالم الظواهر والسطح الى عالم القيم وبدا هذا واضحا في معظم دواوينه خاصة في أنت واحدها , والنهر يلبس الأقنعة , احتفال المومياء المتوحشة , وفاصلة إيقاعات النمل . من فردوس بائعة المانجو إلى هلاوس ليلة الظماء , امرأة تلبس الأخضر دائما . الطفل والحزن وغيرها ….. ويأت ديوان عفيفى الأخير معلقة ديوان القصيدة والصادر عن الهيئة المصرية للكتاب 2006 واستكمالا لمشروع عفيفي الشعري والذي يثير عدة أسئلة بدايته من عنوان القصيدة الملتبس والغامض والذي كل كلمة فيه تشير إلى دلالات عديدة بدا من المعلقة والتي تشير الى قصيدة الشعر القديم في أعلي مراحله والذي كانت فيه القصيدة ديوان العرب والدخان الذي يشير إلى التيه والفقد والعماء ثم يغلق هذا القوس بالقصيدة الأن بعد أن نزلت من عرشها وأصبحت جنس معزول وارتفعت أجناس أخرى مثل الرواية والسينما , ثم يزيل هذا العنوان بالآية الكريمة فأرتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين *يغش الناس هذا عذاب اليم سورة الدخان . هل هذا عموما عن العنوان ،هل القصيدة هي سلاح يوجب الحذر منها ؟أم هي سلاح الشاعر فى مواجهة الموت ؟ام مرتبة لواقع معاش ثم إهدار قيمة الإنسان بوحشية وإذ لم يحدث لمنطقة من العالم بمثل هذه القسوة والجنون هذا الذي يؤرخ فيه الشاعر لما دمر سواء كان في سرايفو بقبورها الجماعية أو في العراق لهذا الشلال من الدماء الذي لا يريد أن يتوقف ،وهذه الرؤوس المقطعة ،والبيوت المهدمة والزر وع المقطوعة خاصة أن عفيفي عاش فترة من حياته في العراق وعقد صداقات مع البشر والأمكنة ولاك تناثرت الاساطير والامكنة فى معظم قصائد الديوان من الأهواز ،نينوى عشتار ،جرجامش هو استبطان لكل المناطق الرخوة فى العالم والذي يتناثر فيها الدم و يكون الضحية بالصدفة إنسان يشبهنا فمن جاء بكم في زمن يشوي فيه الطابوق والفخار من لحم شعوب وبلاد والشاعر مدفوع لكتابة هذا الديوان لهول الواقع المؤلم خاصة أنة يكتبه ودخان المعارك يعمى العيون ولكن ليس هناك طرف الصمت خاصة عندما تتحول اللغة داخل الشاعر إلى مسامير تقض مضجعه , هذا الديوان كتبه وظهره إلى الحائط في لغة مراوحة تكشف عن فقدان اليقين التام مابين جافة وجارحة محملة بأستعارت جهمة وحشية لتعبر عن روح الشاعر المشحونة بالغضب والأسى في جوف الظلمة أسواق للموت معقودة وثرثرة بالملاحم لاتنقطع أو يتقلب الشاعر في وجه أخر من الديوان في لغة هروبية محملة باستعارات بائدة مكررة مأخوذة من النصوص القديمة عن القيم ،الفخار ،الفضاء ،اللهب الموعود بشنين الكلام وغيرها يسقط خلالها في هوة النستولوجيا لعالم قديم لن يعود مرة اخرى واذكر ما كان يعلو فى دخان البيت من رائحة الخبز الامومى ودفء الصبية الاهين بالرامخ والعجر هذه اللغة الوصفية السمكونية والتي تفتقد للحيوية يقابلها رصد للواقع المؤلم في بداية القصيدة الأولى معلقة ما تدور للأبد في مئوية لوركا وحوليات الإبادة الجماعية أيها المنشد هل أقسمت الأ تنحني لعشب الأرض او قطر الندى ثم يستدرك أيها المنشد هذا قسم سهل ونذر مستحيل نحن هنا إمام فعلين أولا فعل الشاعر وهو في قمة إرادته التي ترفض الانحناء وفعل فى الشاطرة الثانية يعتبر هذا القسم مستحيل وهذه الرؤية المزدوجة يحملها عفيفى منذ بداية مشروعه الشعري والذى تأثر فيه بالدراما الإغريقية والأساطير المصرية القديمة ولذلك يكون صوت المقاومة واضح فى قصيدة صوت ما من ديوان الجوع والقمر رويت سيفي بالدم القاني وثأري لن يموت يقابله صوت استسلامي فى القصيدة التالية الأمهات بلغن سن اليأس في صمت القرى ولكن الجديد أن الشاعر فى قصيدة الأولى كان يهرب من الجدب والعقم واليأس الى الحلم والأمل أما فى هذه القصائد فلا مجال للحلم في واقع سوداوي وحشي ولذلك يقف الشاعر على حافة السقوط ويتمسك بالأساطير والشخوص باعتبارها علامات هداية ولكن كثرة هذه الرموز الأسطورية أثقلت النص وشتت العلامة الى علامات أو يحتمي برفع لواء الشعر التي تحتشد القصيدة بدلالته ورموزه فعلى آى قوافيك تميل هبط الصقر علي أغصان معناك ولذلك تكثر مفردات , القافية , الإيقاع , تفاعيلك , النشيد , الأوزان يقابله مناطق حميمة نجح الشاعر فى التعبير عن مشاعره الداخلية الممزقة ترفو فتوق الفجر يصحو حاملا جثته بين زراعيه ومن أروقة المرمر طوفان دم يعلو فى هذا المناخ الكفكاوى يبق فيها الإنسان الذي يرى كل ذلك ولم يفقد اليقين الكامل وتتحول كل معالم الطريق أمامه الى متاهة …. متاهة فعلية خاصة هذا السقوط الذي وقع فيه البعض وكان سقوطهم مدويا غرقى الغزو ومغامرى القراصنة والمخدوعين بالفتح والكشف وصرعى الأهواء ولان الريح عاتية وهو ليس في ترف خداع الذات اما م هجمة استعمارية شرسة ألا أن يحسن شروط الاستسلام للهزيمة خاصة في الجزء الاخير والتي وصلت المأساة ذروتها والمتمثلة في استدعاء حروب طرواده ومزجها بالواقع اليومي البائس وريح تعجن الإحياء بالقتلى وتنشق سراييفو عن القبر الجماعي الذي فى تلك الحالة يبقى النداء الصارخ والذي جاء على لسان هكتور فى حربه مع أخيل للحفاظ على كرامة الإنسان حتى بعد الموت ل لو أن زيوس نصرني عليك فلن أهين جثتك حسبي ان انزع السلاح وأعيد جثمانك الى الإغريق فعاهدني أن تفعل مثلى ويبقى الأمل في كل الأحوال وارد رغم الازدواج في الرؤية والذي يراه الشاعر في جملة شاملة هي الديمقراطية والمساواة والمساواة بين الذكر والأنثى . عالم وان كان مغرق فى رمزيته وأقنعته الا أنة يشير إلى الواقع الأخذ في التشكل بقسوة مرعبة وروح وحشية تجعلنا نبحث مع الشاعر عن نقطة ضوء