الجمعة 03 مايو 2024 - 08:39 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

ذكريات علي جناح الاثير


محمد الجراح
الاثنين 16 نوفمبر 2020 07:05:20 صباحاً



     كان أكبر عمل قمت به طوال التسعة أشهر التي مكثتها في تفتيش آثار منطقة الأهرامات هو مرافقة باحث أمريكي بناء على رغبتي وتطوعي لمرافقته؛ وكان يعد دراسة مسحية عن منطقة أبي الهول بمعدات مساحة بسيطة وحديثة؛ ووجدتها فرصة للحصول على أي استفادة علمية أو استهلاك الوقت فيما يفيد؛ وهكذا رافقت مستر "مارك لينر" في دراسته التي لم تستغرق أياماً كثيرة لأعود بعدها من جديد إلى المكتب والعمال والزيارات الروتينية لبعض المسئولين الأجانب الذين يزورون القاهرة، والكتابة شبه المجانية للصحافة.

     كان مرتبي يبلغ حوالي ثمانية وأربعين جنيهاً قبل خصم أيام الجمع والعطلات باعتباري وغيري من غير المثبتين؛ وكنت أكمل ببضعة جنيهات أخرى على صافي ما أتقاضاه وأعطي المجموع لعمي "سيد" عامل البوفيه ثمناً لمشروباتي طوال الشهر؛ ولما كان الوقت مبروكاً فلم أر أي غضاضة في العودة للكتابة الصحفية إلى جانب عملي بالآثار؛ واستمر الحال هكذا حتى وجدت إعلاناً منشوراً في صفحة الوظائف الخالية بجريدة الأهرام تعلن فيه الإذاعة عن حاجتها لمذيعين جدد، ووجدتها فرصة قد أتت لي على طبق من ذهب، أن أعمل بالإذاعة عشقي الذي حرمني منه مجموعي في الثانوية العامة وأحقق حلمي القديم في أن اصبح مذيعاً.

       وأتذكر أنه قبل إعلان نتيجة الاختبار الثاني لمذيعي الإذاعة جاءتني فرصة السفر بالفعل إلى السعودية من خلال إعلان نشر بالأهرام للعمل في محلات تبيع المجوهرات بمدينة الرياض؛ وكنت في ذلك الوقت انتظر على أحر من الجمر النتيجة؛ فتعمدت إطالة وقت استخراج الأوراق المطلوبة حتى اضطروا لأن يرسلوا لي من جديد خطاباً مستعجلاً بضرورة إنهاء الإجراءات لأنه هناك من يقبل العمل لديهم في الوظيفة نفسها براتب أقل من الراتب الذي ذكروه في إعلانهم، وعندما وصلني هذا الخطاب كان خطاب البشرى بالنجاح قد وصلني من الإذاعة؛ فما كان مني واحتراماً لهم إلا أن صورت لهم خطاب الإذاعة معتذراً عن عدم السفر ومتمنياً لهم التوفيق.

     وفي تفسير ذلك أعترف بأنني تقدمت لاختبارات المذيعين بالإذاعة مرتين، كانت المرة الأولى عقب الانتهاء من أداء الخدمة العسكرية ومن خلال إعلان عام بالصحف، تقدمت بأوراقي وتم اختباري وطال انتظاري لمعرفة النتيجة بلا جدوى، ولا أتذكر من لجنة الاختبار تلك إلا الإذاعي الراحل "محمد علي الشناوي" الذي تعرفت عليه بعد دخولي الإذاعة كنائب رئيس شبكة الإذاعات المحلية ثم رئيساً لها؛ ثم رئيساً لشبكة القرآن الكريم قبل إحالته إلى التقاعد؛ لاحقني الأستاذ الشناوي بأسئلته ومنها سؤال عن سر لقب جراح في اسمي؛ ولما أخبرته برواية جدي بأننا ننتسب إلى الصحابي الجليل "أبي عبيدة بن الجراح" رضي الله عنه فوجئت بسيل من الأسئلة عن هذا الصحابي وقد أجبتها كلها إلا سؤالاً واحداً كان على ما أظن عن مكان مدفنه؛ وبالطبع لم أكن وقتها أعرف أين يقع قبره رضي الله عنه وأرضاه؛ ومضت عدة أشهر وأنا في توق لمعرفة نتيجة اختبار الإذاعة باحثاً عمن يستطيع مساعدتي خصوصاً وأنني سمعت أن هناك من عرف نتيجته؟!؛ ومن الغريب أنني لم أكن أعرف من هم  الذين عرفوا النتيجة!؛ لكن؛ الموضوع برمته يعود إلى الصديق والقاص المرحوم "ربيع الصبروت" الذي أكد لي وأنا أتحدث معه في هذا الأمر أن النتيجة قد ظهرت؛ وأن أسماء الناجحين كانت منشورة في جريدة أخبار اليوم؛ فما كان مني إلا أن توجهت إلى مقر الصحيفة؛ واشتريت نسخة من أرشيفها بمبلغ جنيه كامل على الرغم من أن الجريدة كانت تباع وقتها إما بثلاثة قروش وإما بخمسة قروش لا غير، وبتصفحي للعدد لم أجد أي شيء عن المسابقة على الإطلاق ولا ذكر فيها لأسماء الناجحين.

                                             يتبع ؛؛؛؛                                    محمد جراح