الجمعة 03 مايو 2024 - 03:52 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

محبتي


دكتورة حبيبة محمدي
الاثنين 16 نوفمبر 2020 10:37:33 صباحاً


أَدينُ بدينِ الحُبِّ
(( محبّتي )) عندما طلب مني الكاتب الصحفي الصديق "سيد يونس" أن أنضم إلى هذا الموقع الجديد، و أن أكتب معهم،لم أتردّد لحظة،ولم أتأخر عن تلبية الدعوة، لأكثر من سببٍ، منها:أولاًّ،حبّي اللامشروط،و المنزّه لوطني الثاني، مصر الحبيبة،و شعوري الدائم بالانتماء الرُّوحي،إلى هذه الثقافة،و قد عشتُ بين أهلي بمصر، معزّزةً و مُكرّمةً،لحوالي عقدين من الزمن،و تحت سماء القاهرة، وُلدتْ حروفي و صدرتْ دواويني و نُشرت كتبي،و أحاطني الأصدقاءُ، بالمحبّة و الثناء،فكيف لا أدينٌ بالفضلِ؟ والحبُّ طوقٌ و دين؟! ثانيا،إيماني بقدرة هذه الطاقات الشابة و الجادة على إثراء الحياة الثقافية،ثم معرفتي السابقة بأخي "سيد" و قد كان من الشباب النشيط في مجال الصحافة، منذ فترة إقامتي بمصر، و التي عشتُ بها أجمل سنين عمري،كما-أسلفت- و مازلتُ أشعر تجاهها بدينٍ كبيرٍ في عنقي، أحاول تسديده كلّما سنحتْ الفرصة، لأنني لم أنسَ، و لن أنسى، فضل مصر، الكبير، عليّ، ما حييتْ -بإذن الله-، فضلها الكبير في مشواري الأدبي، و هو دين من المحبّة،من جهة،و دينُ التعريفِ بي كشاعرةٍ و كاتبةٍ من جهة ثانية.. لذلك لا أتوانى أبدًا، في تلبية أية دعوة، أراها فرصةً لردّ الجميل، بأيِّ شكلٍ من الأشكال.. و لا أتردّد أيضًا في المشاركة في كل المبادرات الثقافية التي تنتصر للثقافة و الأدب و الإبداع، و تعمل على ترويج الإبداع، و نشر المعرفة و الجمال في مصر و الوطن العربي بل و العالم، بفضل مثل هذه المبادرات الجادة، خاصة في هذا الزمن، الذي صار فيه الاحتفاءُ بالثقافة هو الاستثناء! لذلك أتقدم لأسرة موقع "أفريكانو الثقافي" كلِّها، بخالص التهاني،وأشدُّ على أياديكم و أشجعكم، و سأكون معكم بكل ما أستطيع،و ها أنا سأفعل من خلال زاويةٍ أسبوعية،أطلّ من خلالها عليكم،و أعانق أرواحَكم، هي هذا المقال الذي أسميته: "محبّتي"... لماذا "محبّتي"؟ لأنّني أؤمن أنَّ الحبَّ هو القوة التي تدفعنا إلى الإبداع، و إلى إنجاز كلِّ شئٍ جميل.. ففي البدء كان الحبّ.. الله محبّة الكون محبّة كلُّ ما حولنا، هالتُه المحبّة ..و غايةُ الإنسانِ في الكون هي المحبّة، و معراجُ الأرواحِ، المحبّة.. و وحدها، النفوسُ العظيمة هي القادرة على أن تحبّ ! و "معيارُ كلِّ حب هو أن تحب دونما معيار"!.. هكذا رأى القديس "أوغسطين".. و لأنَّ الحبّ هو فيضّ من المشاعر الإنسانيّة و الأحاسيس الطّاهرة التي يعدّ مسكنها القلب و الرّوح،و لأنَّ الحبّ أيضا هو سرّ الأسرار، يعلو على الزّمان و المكان و الكلمات، لأنّه ضياء إلهيّ يشمل جنبات النّفس، فتشعّ خيرًا و جمالًا.. لذلك أَعْلَتْ من قيمته و رتبته،كلُّ الديانات السماوية، فنجد في ديننا الحنيف،مثل هذه الآيات القرآنية الكريمة: (و أحسنوا إنَّ اللهَ يُحبّ المحسنين) (إنَّ اللهَ يحبُّ التوابين و يُحب المتطهرين) . (و الذين آمنوا أشدّ حباً لله).. صدق الله العظيم. و غيرها، كثيرٌ من الآيات الكريمة الدالة على المحبّة،و إليها، تلك التي تنقلنا إلى أعالي الطهارة، لأنَّها تُطهّر النفوس من بذاءة الواقع و قُبحه! أما من أحاديث رسولنا الكريم، صلى الله عليه و سلم، فهناك ذلك الحديث الأشهر،حديث "أنس" عن النبي ﷺ قال: (( لا يؤمن أحدُكُم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)). أما من أحبابنا المتصوّفة دعاة الحبّ و عشاق المحبّة، فنجدالمتصوّف الفيلسوف "ابن عربي" يقول: (( أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجهتْ * ركائبُه، فالحُبُّ ديني و إيماني )). أما بالنسبة للكتابة،فأنا أرى أنَّ أيةَ كلمةٍ لم تكن نابعة من المحبّة، و من قلبٍ عارف معانقٍ لدين الحبّ، فقط، فهي ليست بكتابة حقيقية، و كتابة لم تصل إلى عناق الجمال.. لذلك تبقى ناقصةً أو مزّيفة، غيرَ حقيقية...لذلك لا أسمّي كتابةً حقيقية إلاَّ الْكِتَابَة الْمُحِبّة! لي نصّ في ديواني "وقتٌ في العراء"، الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة،بالقاهرة: ( أن تكْتَبَ مَا تَعْرِف، هُو نَعْناع يُزَكِّي مَا يَشْربُه حبرُكَ مِنْ مَحَبَّة.). هذا هو مدخلي إلى الكتابة، لا أكتب إلا ما أعرف، و لا أكتب سوى بمحبّة،مهما كان الموضوع، فلا أكتب عنه، إلا بمحبّة.. محبرتي هي الحبّ، و قلمي مغموس فيها.. لا أعرف الكتابةَ بقلبٍ كاره، و يضايقني أن أكتب عن الكراهية أو أمارسها، و لا أفهم كيف يستطيع بعضُ النّاس أن يكتبوا الألفاظ غير الحسنة؟!، أترفع عن كلِّ قبحٍ، في فعل أو قول،أبعدُ عن كل ما يسحب مني طاقتي الإيجابية،و إن رددت على مسئ، فسيكون ردي ديباجة باللغة المُحبّة!. لا تستهينوا بالحبِّ في حياتكم، انصتوا إلى نداء الفطرة السليمة في حياتكم،انصتوا أيضا إلى صوت الأديب الرائع "جبران خليل جبران" الذي قال: (( إذا الحبُّ أومأ إليكم فاتبعوه حتى و إن كانت مسالكه وعرة وكثيرة المزالق؛ و إذا الحبُّ لفّكم بجناحيه فاطمئنوا إليه حتى و إن جرحتكم النصالُ المخبوءةُ تحت قوادمه؛و إذا الحبُّ خاطبكم فصدقوه حتى و إن عبث صوتُه بأحلامكم، كما تعبث رِّيحُ الشمال بأزهار الحديقة..))!... لستُ ملاكًا، لكنّني أحاول أن أكون إلى الفطرةِ السوّية، أقرب،فطرة الإنسان بقيّمه المثلى: الحق، الخير و الجمال.. للكتابة، عندي، قدسيةٌ كبيرةٌ، لذلك لا أُلبيها إلاَّ و أنا على وضوءِ المحبّة! دعونا في هذا الفضاء،و من خلال هذه الزاوية الأسبوعية،كلّ يوم "إثنين" -بإذن آلله-،أن نلتقي على المحبّة و على ضوءِ قنديلِ الحرفِ الأخضر.. سأكتب في موضوعاتٍ إنسانية عامة،و موضوعاتٍ ثقافية و أدبية، أو أكتب لكم عن ذكريات أو شخصيات، أو أقدم لكم قراءةً في كتبٍ جميلة و هامة، قرأتها،و أحببّتها...المجالُ مفتوحٌ لا نقيّده بشئ،سوى قيد المحبّة! لنتواصل على المحبّة المُنزّهة. أنتظر منكم -أصدقائي- على بريدي الإلكتروني، آراءكم و اقتراحاتكم.. أنتم القُرّاء الأعزّاء كنزُ الكاتب، الذي لا يفنى.. و زادُه في العمر، الذي لا ينضب بفضلكم... أنتم الأصدقاء الحقيقيون... دمتم بكل الخير و العافية.. مع محبّتي! Habibamohammadi@18gmail..com