الخميس 28 مارس 2024 - 10:57 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

حديث النهضة المصرية (2)


محمد ناجي المنشاوي
السبت 28 نوفمبر 2020 06:57:28 صباحاً



u////**////*////*////*////* في مقال سابق وضحت أن نهضة مصر الحديثة منذ أن بدأت طالت وتعثرت وارتبكت لعوامل عدة وأن مصر كانت على امتداد التاريخ عندما تتعثر تعود إلى قوتها بقدراتها الذاتية أكثر مماتعتمد على قدرات الآخرين وذلك عندما (تريد) وتحقق إرادتها فإذا فتشت عن مكامن تلك القدرات وبعثتها من جديد تحققت لها النهضة من أوسع أبوابها فتفجير طاقات الأمة أمر بحتاج إلى إيمان كل مصري أن لديه من القدرات والمواهب مايمكن أن يقدمها لوطنه ويؤمن قادة الفكر أن مصر في حاجة إلى مرحلة ( إغلاق إيجابي) على نفسها بوعي وإرادة ذاتية وتعكف على (داخلها) أكثر من (خارجها) وتستمد نهضتها من وعيها القديم كما ينبغي أن يكون هذا الإغلاق مرحليا ومرنا وواعيا وفق رؤية استراتيجية تشمل كل مؤسسات الدولة وإدارة مواردها الذاتية بأساليب مبتكرة كما أننا يجب أن نعي أن التعليم قبل الجامعي في صدارة مقومات النهضة المصرية ثم التعليم الجامعي الذي قد حان الوقت لمراجعة مشكلاته وقضاياه التي تراكمت دون حلول جذرية تنتشله مما وقع فيه من عورات تفقده وظيفته الجوهرية وعلينا أن نتصارح بأن التعليم الجامعي في مصر لم يعد على صورته وأسلوبه وغاياته المرجوة التي تتمثل في ايجاد مجتمع علمي يشجع على التفكير والبحث العلمي ومن أولى هذه المعضلات هو حرص الجامعات على تخريج جيوش من الدارسين بها دون الحاجة إلى الكثيرين منهم إذ ينبغي التركيز على التعليم الجامعي النوعي المرتبط باحتياجات مصر ثم بعد ذلك فمن الضروري ربط التعليم الجامعي بخريطة حاجات المجتمع العلمية والثقافية والفنية وتنمية روح البحث العلمي وتشجيعه بحيث نخلق مجتمعا علميا مصريا خالصا يؤمن بالعلم كركيزة أساسية للنهضة والرقي والتقدم.وفي هذا المسار يجب أن تعتني الدولة المصرية كل العناية بمراكز البحث العلمي الخلاقة والمبدعة ذلك لأن حال الجامعة المصرية ومايعتمد فيها طلابها على مايسمى بالملازم الدراسية المعدة ليعكف عليها الطلاب لحفظها واستظهارها من أجل تحقيق النجاح الدراسي إنما هو ردة على الغاية من التعليم الجامعي الذي ننشده من تربية ملكات البحث والتأمل والتفكير فإذا مابقيت الحال على ماهي عليه في الوقت الحالي في الجامعات المصرية فلاينبغي لنا أن ننتظر أن نغير من حياتنا شيئا ذا قيمة حقيقية بل سنظل نعيد إنتاج ماتم إنتاجه ونعيش في حالة نكوص وجمود ونوهم أنفسنا بنهوض كاذب ومن الأهمية بمكان أن نعتمد في نهضتنا على الجانب الابتكاري في كل المجالات وتحويل هذا الابتكار إلى واقع معيش في ضوء قدرات وموارد مصر المادية والابتكار كما أجمع على معناه المفكرون هو القدرة على توليد أفكار جديدة وتطبيقها في الواقع لحل المشكلات التي يواجهها الأفراد أو الجماعات أو الدول بطريقة أكثر فاعلية وكفاءة واستدامة وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية في ظل مساعي الدول لبناء أنظمة وسياسات محفزة لزيادة قدرتها الابتكارية عبر الإنفاق على البحث العلمي وتطوير التعليم وبراءات الاختراع وغيرها ويستهدف ذلك إنتاج حلول وسياسات لتطوير نظم الانتاج بغية دفع عجلة النمو والتنمية الشاملة لمواجهة البطالة والفقر وغير ذلك وليس الابتكار أمرا جديدا فهو مصاحب لتاريخ الإنسان منذ ظهوره على الأرض ليتغلب من خلاله على ما يصادفه في يومه من مواقف وصراع مع بيئته الجديدة، وبهذه الابتكارات البدائية كأدوات الصيد والمعمار والسباحة والزراعة وأواني الطهي وغير ذلك دفعت الانسانية إلى الانتقال من عصر إلى عصر والرقي بنفسها إلى الأفضل وإلى مايحقق لها الراحة والرفاهية والأمان وكلما نضج المجتمع الانساني صار أكثر قدرة على الابتكار الذي هو إحدى تمثلات ملكات التخيل البشري ومن ثم ينبغي لنا في مجال الابتكار أن نبحث عن الابتكارات التي تتميز بقابلية التنفيذ وبأسلوب مرن يمكن تعميمه ويتمثل هذا في دعوة مصر لأبنائها من الباحثين والمخترعين للقيام بهذه المهمة الوطنية إيمانا منهم بمستقبل وطن يستحق أن نبذل من أجله الغالي والنفيس ويمكن لرجال الأعمال المصريين في مصر وخارجها تبني هؤلاء الباحثين ورعايتهم ليلعب مال المصريين دورا حيويا في نهضة بلادهم، إن مصر بمقوماتها وجغرافيتها الفريدة وتاريخها السحيق وتراكمها الحضاري كل ذلك له تأثير عميق ممتد في نفسية المصري وبناء شخصيته فقد صنعت هذه العوامل شخصية المصريين المتفردة التي يحتاج المصريون إلى استعادتها بقوة عن طريق الثقة بقدراتهم والنبش في وعيهم القديم