الخميس 25 أبريل 2024 - 01:46 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

حديث النهضة المصرية 3-3


محمد ناجي المنشاوي
السبت 05 ديسمبر 2020 07:19:41 صباحاً



~~~~~~~~~~~~~ يعد تثقيف المصريين تثقيفا المصريين تثقيفا عاما يعتمد على إعادة وعيهم بتراثهم الفرعوني القديم والتأكيد على مركزية مصر الحضارية القديمة نقطة انطلاق نحو نهضة شاملة مؤصلة على وعي من الحكمة والعلم والقيم الأخلاقية النبيلة إننا نعاني من قطيعة معرفية حادة بهذا التراث المطموس الذي لاتعرف منه الأجيال المتعاقبة إلا القليل بل الندرة وهو وعي سطحي قائم على الانبهار الشكلي بالإلمام بالصورة وليس الجوهر وهو انبهار يتلخص في عدد من العبارات المحفوظة على سبيل التفاخر مثل مصر أم الدنيا ومصر حضارة السبعة آلاف عام، دون أن تدرك الأجيال ماذا فعل القدماء؟ وبأي جهد قاموا؟ وبأي السبل أقاموا تلك الحضارة؟ فنحن في حاجة إلى إحياء قيم الفرعون القديم من حيث حب العلم والتعلم والرقي والأخلاق النبيلة والتسامح والعدل والانتماء ومن عجائب أمورنا الحاضرة في تاريخنا الأدبي المعاصراننا نسقط الأدب الفرعوني من حلقات وحقب التأريخ الأدبي وكأن الأدب الفرعوني بشعره ونثره كان وهما لا أثر له رغم وجود هذا الأدب الفرعوني بنصوصه المدونة في البرديات وعلى جدران المعابد الفرعونية فعلينا أن نعمل على تعليم أبنائنا تعاليم وحكمة الحكيم ( آني) ونحرضهم على تفعيلها في حياتهم وفي مختلف أنشطتهم إنها حكم وتعاليم من شأنها أن ترقى بصاحبها إلى درجات عالية من النبل الأخلاقي الذي يثمر تماسكا أسريا وحبا للوطن وانتماء إليه وطموحا للعلم والمعرفة وركوب المخاطر وروح المغامرة للكشف والبحث واحترام الجار وتقبل الآخر والعطف على الضعفاء والفقراء والمساكين واحترام الكبير ورحمة الصغير ونقاء السريرة ويقظة الضمير وعشق الصناعات المختلفة كالطب والهندسة والزراعة وغير ذلك ولاينبغي لنا أن نقف من تاريخنا وتراثنا الفرعوني موقف الحفظ والاستظهار والانبهار فحسب بل تحويل كل معرفة نظرية وأقوال إلى سلوك عملي تطبيقي حينئذ سيلتقي أثر التراث الفرعوني مع التراث المسيحي والإسلامي من حيث اتفا ق ثلاثتهم على تربية الفرد على قيم المحبة والتسامح وحب العمل واحترام الآخر ولماذا لا يكون لدينا علم اجتماع مصري خالص يستمد موضوعه من حياة المصريين منذ نشأتهم علي وادي النيل حتى وقتنا الراهن ويكون هذا العلم من شأنه تشكيل الوعي الاحتماعي المصري علي روح مصرية خالصة وفي هذا فليتنافس المتنافسون وكذلك من عوامل نهضتنا الجديدة (الفن) إذ هو المعبر عن روح الأمة في صورتها العامة فبنهوض الفن تنهض الأمم وبانحطاطه تنحط الأمم وتتدنى وتتراجع وتسقط فالفن يمثل الأوعية السرية التي تدفع الدم إلى روح الأمة والمقصود بالفن هنا بطبيعة الحال هو الفن الذي يستهدف البناء لا الهدم والجمال لا القبح إنه الفن الذي يزرع الأمل ويبني النفوس والعقول وهو الذي يربي الذائقة الجمالية لدي أبناء المجتمع بحيث يصنع مجتمعا ينفر من القبح وينأى عنه فالنفس التي ألفت القبح عاجزة عن صناعة الجمال أو بناء أمة فهي نفس هدامة يائسة متشائمة فإذا قام الفن التشكيلي بتربية الذوق الفني لدى صغارنا مستمدا ذلك من فنون الفرعون القديم أدركوا في وعيهم الناشئ أن الجمال خلق أصيل في روح الأجداد وهم امتداد لهم وإذا اعتنينا بالمسرح الذي يلعب دورا عظيما وخطرا في بناء الوعي المصري ويستمد موضوعاته من اللحظات الحاسمة والمضيئة في تاريخنا القديم فذلك جدير بأن يزرع في النفوس زهورا من الوعي المشرق الذي يدفع الأجيال المعاصرة لتسليم الراية للأجيال اللاحقة مرفوعة شماء وفي نهضتنا نحتاج إلى مسرح الثقافة الجماهيرية لامسرح التجريب الحداثي ومابعد الحداثي الذي يقوم على تجارب العري والعدمية، نحن في حاجة إلى مسرح يجوب أقاليم مصر ويتمدد في قراها ونجوعها وكفورها أما السينما الساحرة وخاصة سينما الواقع والسينما التسجيلية يمكن لها أن تلعب دورا لايقل أهمية من من دور المسرح في النهضة الجديدة ويمكن للدولة المصرية أن تحول أفنية مدارسنا في جميع أحياء مصر إلى دور سينما صيفية تقدم للجماهير زادا دسما من الثقافة والمتعة الدرامية البناءة والأفلام العلمية فلايمكن بناء نهضة دون نشر الوعي الثقافي فالأمة المتجردة من الثقافة غير قادرة على النهوض الحقيقي