الخميس 25 أبريل 2024 - 07:45 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

محبتي


دكتورة حبيبة محمدي
الخميس 17 ديسمبر 2020 07:45:42 صباحاً


( أيّها الحزنُ، رفقًا بي! )
((محبّتي)) د.حبيبة محمدي تكتب: أيها الموتُ رفقًا بي، و استحِ من حزني... قد نُصابُ بهشاشة وجود قبل الوعكة الوجودية اللانهائية، بقليل أو كثير !!!.. صرتُ أخاف الفقد و قد تبلورت الفكرة عندي أكثر أو صرت أستشعر هذا الإحساس أقوى، بعد رحيل أمّي، رحمها الله.. فموتُها كسّرني! وبللّور فكرة الزهد في متاع الدنيا-عندي- أكثر.. صرتُ أجري نحو أي مريض محتاج أعايده و لو هاتفيا... أو نحو تقديم واجب العزاء.. الفقد لا يشعر به إلا مَنْ جربه و ذاق مرارته. مهما كنا نملك من القوة و الصلابة النفسّية، ثمة مرحلة عمرية أو لحظات نستشعر فيها ضعفنا الإنساني و هذه المرة بوعي فيصير الألم -ربّما- أقوى! لم أعد أملك غير الانتصار للقيّم الإنسانية، لعلّها "القشّة" التي تكون مجدافَ القوةِ لنا، لنستمر في سفينة الحياة، و قد أصبح الموتُ يخطف منا الأحبّة واحدا تلو الآخر، بشكل يومي تقريبا.. مُحاطون بالفقد....هذه حقيقة، للأسف، مهما حاول البعضُ التغاضي عنها؛ و لكنْ تبقى الحياةُ و تستمر... بالأمسّ، كتبتُ منشورا، مفاده تساؤلات من قبيل:( لماذا نكتب عن أصدقائنا من الكُتَّاب و المبدعين،بكل ذلك الحبّ -فقط-بعدما يغادرون.. و يرحلون إلى الأبد؟؟.. الأحرى أن نكتب عن بعضنا بعض بكل هذه المحبّة و نحن على قيد الحياة و العطاء و الإبداع..و ليس بعد أن نموت!. نحتاج إلى المشاعر الإيجابية و مشاعر الحبّ و نحن أحياء.) أعتذر لم أكن أقصد أن تصيرَ منشوراتي و كتاباتي، كأنها دفتر عزّاء، لكن كيف لي ألاّ أنفعل بما حولي، و أنا بشر، أوّلا؟ ثم إن فكرة الفقد تؤلمني جدا..أحزن لأي خبر رحيل، حتى لو لجارة عجوز لا أعرفها، فما بالك أن يكون الراحلون أصدقاء عرفتهم عن قرب،و عشتُ بينهم أجمل سنوات عمري، كانوا العِشرة الطيبة،كانوا الأهل و الأحبّة، و ظلوا في القلب، رغم البعد..؟؟!! بالأمس القريب رحل الأستاذ الكبير "سعيد الكفراوي" ثم الشاعر "رفعت سلام" ثم المترجم و الروائي الشاب "بهاء عبد المجيد" ثم اليوم العزيزة "منار فتح الباب" الكاتبة القاصة و المعدة بالقناة الثقافية.. و غيرهم آخرون.. رحمهم الله جميعا... و "منار " هي ابنة الشاعر الكبير الدكتور "حسن فتح الباب"، أحد أصدقاء الجزائر و عشاقها، كتب عن الجزائر كثيرا من المؤلفات منها عن الثورة الجزائرية عند الشعراء في مصر، و كتب عن الشعراء "مفدي زكريا" و "محمد العيد آل خليفة" وغيرهما ...كان ضيفا دائما عندنا، في احتفالات السفارة الجزائرية بالقاهرة، مع زوجته والدة "منار" الله يرحمها.. كانت إنسانة ودّودة و طيبة جدا... كانت تبادرني بالتواصل الجميل دائمآ ..الله يرحمها. كيف لي ألاَّ أشاطرَ الأصدقاءَ أحزانَهم؟؟!!! و هو فعل إنساني بل واجب إنساني محضّ..!!.. و اعذروني، لم أكن أحبّ لأنشرَ أخبارَ الموت و الحزن، و لكنَّ مشاركةَ الحزن نوعٌ من التطهّير، كما قال "أرسطو".. ربّما نتعظ، و نتذكر أنَّ الحياةَ محضُ طريقٍ من.. و إلى.. طريق قصير جدا..و ما نحن سوى جنازات مؤجلة..! لننشر المحبّة على قدر ما نستطيع.. و نفعل الخير على قدر ما نستطيع.. أوصي نفسي و أنصحها قبلكم جميعا .. نحن بشر فينا الخير و الشر، لكن بإرادتنا، ننتصر للخير و نكسر النفسَ الأمارةَ بالسوء و نجاهدها دوما و أبدا.. كونوا بخير أحبّتي... ورودٌ لجميع الأصدقاء،..و دائمآ تستمر الحياة.. محبّتي.