وَحْدَكِ
وحدَكِ.. تبتسمين.. تضحكين.. تنظرين في عيني الغضب وتهزئين   تواجهين القبح بسفور الحب   تغرقين الحزن في بحيرتي عسل صاف  فتنعكس سلاسل من ضوء  تشاكسين بها الزمن  تعبثين بجدائله العتيقة القيد  تُضيفين أعوامًا من الشباب  لشيخوخته المغرقة في القدم  يتخبّط قلبك رهبة  فتحوِّلين نبضاته إلى طبول حبٍّ لا ينتهي  تتلاعبين بالأحرف والكلمات  فتضعين المفعول به قبل الفعل  تستنسخين الصفات من الأفعال  تكتبين قصائدَكِ الثّورية  تعاندين بها الأقدار  تتغزلين بالشمس في يقظة النهار  ويتغزَّلُ بك القمر في هجعة المساء تُهدهدين الليل بأنغام قيثارتك العاجية  وتبذرين النذور في الصحاري  فتنبت زنابق بألوان الفرح  تُرسلين الرسائلَ بلا عنوان  محفوظة في زجاجات ملقاة في بحر من أثير  تحمل أوراقًا ملفوفة  مربوطة بخصلات شعرك  تحملها الرياح  فتسبحين في هيبة السماء تُحلّقين بين الغيوم وحيدة  كما خُلقت وحيدة متفردة  تغازل الريح جناحيك فتنتشين  وتبحثين عن تلك القمة السمائية  التي تليق ببناءِ عرشٍ لكِ وحدَك ...