الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 01:54 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

الي تلك التي


ريم عبد الباقي.. السعوديه
السبت 26 يونيو 2021 12:13:53 صباحاً


طبب ذاتك..
.. طبب جراحك بنفسك واجبر كسور نفسك بنفسك واربت على كتفك بنفسك وابتسم لنفسك في المرآة عطفا، تشجيعا أو ربما حباً.. فكل دعم أو مساعدة تأتيك من الخارج مهما كانت صادقة ورائعة ستبقى بالخارج.. العلاج الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا من داخلك. ما أروع القطط عندما تتبع غريزتها الفطرية فتلعق جروحها، افعل مثلها والعق جروحك أنت وحدك الترياق الذي يشفي ويداوي ويرمم كل كسور ذاتك، تعود أن تخيط جروحك من الداخل.. بنفسك.. فلا أحد يعرف حقيقة وجعك، وشدته.. كما تعرفها أنت.. تعلم أن تكتفي بنفسك إذا ما انفض من حولك الجميع.. فذلك الفراغ الذي تشعر به وأنت وحدك والحزن الذي تسمح له ببسط سواده عليها يؤذيها.. يشعرها بانعدام القيمة.. احتياجك المستمر للأخرين وسعيك الحثيث للهروب منها والضياع في الزحام والضجة يؤلمها، يطعن كبرياءها، يزعزع ثقتها فإذا لم تكن كافيةً لك كيف يعقل أن تكون كافية لسواك؟! ابتعد عما يؤذي روحك مهما أحببته وتعلقت به.. فظلمك لها ليس إلا مقدمة لظلمك لسواك مهما ادعيت الصلابة وقوة التحمل سيأتي ذلك اليوم الذي تفيض به روحك بالألم الذي سيجرف معه كل ما حولك. تعلم أن تقدر وقتك معها.. استمتع باختلائك بها واستمع إليها.. اطرد الظلام ودع الضوء يغمر حنايا روحك.. كن حنونا على نفسك ولا تقسو عليها.. انظر لذاتك من الخارج.. حاول أن ترى نفسك كما يراها الآخرون.. أن ترى جمالك الداخلي من الخارج.. ابحث عن مزاياك فقد تجد ما يمكن أن تحبه بها.. لا تخجل من جوانب نقصك أو قصورك فأنت لست مطالباً بالكمال الذي لا وجود له في هذا الكون، لا تخفي ندوبك التي تركها الزمن والبشر ونوائب الحياة على روحك فانت في النهاية روح فانية.. لست ألهه أسطورية أو كائن خيالي أو بطل خارق.. تقبلها وأحسن إليها، حاول أن تتغاضى عن بعض عيوبك.. لا تكن قاضياً وجلاداً طوال الوقت.. جد لنفسك بعض الأعذار التي تختلقها لأحبائك.. ارح راسك المثقل، المنهك وخذ نفسا عميقا من وقت لأخر، توقف عن الركض لاهثاً في كل اتجاه.. متعب أنت لأنك أتعبتها بتجاهلك وقسوتك.. لأنك صممت أذنيك عن الاستماع لاستغاثتها وهي تنوء بالأثقال التي تلقيها عليها. سوف تعرف قيمة ذاتك إذا ما ثارت عليك يوماً.. إذا ما أنهرت جسديا أو معنويا.. إذا ما اعتصمت وأضربت عن الاستماع لك والانصياع لأوامرك.. فلا تنتظر حتى ذلك الحين.. ستشفق عليها حينها مرغماً وتبدأ بمواساتها ومداواتها.. ستعرف وقتها قيمة تلك الروح وذلك الجسد جيداً، ولكن بعد فوات الأوان.. لم الانتظار؟! بادر بالتصالح معها.. أحبها فما أحوجها إليك وأحوجك لها. كل اكف العالم لن تخفف المك مهما ربتت على قلبك ما لم تكن كفك أولها.. اهد نفسك يوماً وردة.. نعم لا امزح أو قطعة حلوى.. ما المانع أو ابتسامة رضى من حين لآخر، اشكرها وامنحها بعضا من حبك.. اعتذر منها ومن قسوتك عليها فما أحوجنا للاعتذار من أنفسنا.. سيأتي حتماً ذلك اليوم الذي ينتهي فيه كل شيء فأجعله يأتي بعد أن تحيا بحق وتقدر تلك الهبة التي منحت لك كما تستحق.