الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 07:51 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

رقائق


ناصر الرقيق : باريس
السبت 26 يونيو 2021 12:17:22 صباحاً


- إمرأة و أرض و بقايا شرف - ناصر الرقيق كاتب تونسي
رقائق 1 - إمرأة لن تتكرر في حياتي في رحلة الصعود للحب و النزول ما دون ذلك، تشهد حياتنا تفاصيل كثيرة لا نعيرها إهتماما في وقتها لكن نتفطّن في غالب الأحيان متأخرين، أنّ تلك الجزئيات البسيطة كانت مهمة جدّا في سدّ فراغات كثيرة لكنّها اليوم غدت هُوًى لا قرار لها. لم تكن طريقي للحب سهلة فقد سرت على وجهي أيّاما قبل أن أشهد الوقوف مستويا في وجه النجاحات. أُحِطت بصنوف من البشر لم أكن أعرفهم، تفحّصت جميع الحاضرين في أيامي وجها وجها، كنت أبحث عن لون أعرفه جيّدا، دققت فلم أره، لم تحضر لكن طيفها كان يرفرف في سماء المكان يظلّلني حينا و يختفي حينا آخر. ربّما أخطأت حين ظننت أنّ منتهى الحبّ قوارير العطر الفاخرة، باقات الورد الجميلة، الملابس المشتراة و المكتراة و أشياء الزينة التي لا حصر لها، أقول ربّما لأنّي أشعر بحجم الخطأ و أبحث لي عن عذر أتشبّث به فينقذني من ضميري الذي لا يكفّ عن اللوم و العتاب. 2 - أرض هزني الشوق إليها كنت أقضي ساعات طويلة في الهاجرة ( غرغور الڤايلة)، أمتطي ظهر حمار كان نصيبي من ورثة تَركها أحد أجدادنا قاطعا مسافات أبحث عن النّدى في أرض بور قتلها العطش و جَوْر الطبيعة، فتصادفني كثيرات يحملن أشياء بلا أشياء، يحملن الهمّ، الشوق، الحنين، الكآبة، الصبر و الولد في البطون، مررت بسرعة لا أريد الإلتفات فما فات فات، شدّني عود سِدِر من أسفل قدمي فأدماها، سالت قطرات دمي فوق الأرض فَرَوَتْها و أمضيت سنيني أتلمّظ بَلَلَ التراب فلا أجده. 3 - بقايا الشرف لم أخسر معركة في حياتي لأنّه ببساطة لم أخض أيّ معركة لا في حياتي و لا في حياة الأخرين و مع ذلك لست جبانا، أنا رجل يميل للسلم، و لا أبحث عن بطولات بالمجّان، لا أبحث عن المعرفة في البِعَاد و لا الحكمة فوق قمم الجبال، فالمعرفة ملقاة في الطرق و يا حظّ من يلتقطها أمّا الحكمة ففي إطالة الصمت و الإقتصاد في محاورة التافهين. يظنّ الرجل أنّه شريف بما يكفي ليظهر عاريا أمام الناس، أذكر مرّة أنّ شخصا فعل ذلك فكانت نهايته أنْ حُجِرَ عليه ثمّ زُوِّجَ غصبا عنه، لقد ظنّوا أنّه لم يعد يستطيع مباشرة الحياة إلاّ بمباشرة إمرأة، فمن المرأة تفتح باب دخولك للحياة، عاش الرجل سعيدا بعدها و إستطاعت المرأة إنقاذ بقايا شَرَفِهِ.