الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 05:04 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

الي تلك التي


ريم عبد الباقي.. السعوديه
الجمعة 02 يوليو 2021 06:23:29 صباحاً


ليست كل لحظات الميلاد سواء..
الميلاد يعني خروج كيان جديد للنور.. كلمة، فكرة أو ربما مخلوق حي.. أياً كان ذلك الكيان.. ولكن الميلاد أحياناً يكون اعادة خلق لكيان موجود بالفعل.. وتلك هي أقسى لحظات الميلاد على الاطلاق. نسميها مجازا لحظات رغم أنها قد تطول لأيام، لأشهر أو حتى لسنوات.. بعض تلك اللحظات قد تستدعي ان تصل الى نهاية الجرف، الى حافة النهاية أو الى آخر ثانية تفصل بينك وبين الضفة الأخرى.. أو الدخول في بؤرة العدم لتعبر بذلك الكيان ألي النور مرة اخرى.. انها الولادة من جديد يا صديقي.. هي الولادة بكل ما يقاسي الوليد الذي يحاول الخروج الى الحياة لأول مرة ولكنه أصغر من أن يعيها.. لم يستنشق اكسجين الحياة بعد ليعرف معنى الألم والمعاناة.. لم يتخط تلك اللحظة التي ينتقل فيها من مجرد فكرة أو حلم الى كيان ملموس في الواقع. ولكنك الآن كائن مكتمل، تعرف جيداً حجم تلك المعاناة، تعيش الألم متيقناً أنك قد تختنق مع كل انقباضه.. تعتصرك التجربة وتحطم كل ما فيك، تنهكك، فيلوح لك سراب الاستسلام في الأفق ولكن الاستسلام لم يعد خياراً.. تغمرك موجات اليأس والأمل بالتناوب فتغرق في لجج مشاعرك المضطربة، تفكر أحايين كثيرة في التراجع ولكن التراجع ليس خياراً أيضا.. لا تقاوم يا صديقي.. لا تفكر كثيراً بل استغرق بكليتك في تلك التجربة المؤلمة، الملهمة.. تخلى عن ذاتك القديمة وكل ما يعيق خروجك من شرنقة انكسارك.. امض كالرمح يسوقك امل جامح في ان ترى النور في نهاية النفق المظلم.. أن تصل الى نهاية النفق المظلم. أما خيارك الأفضل فهو أن تستمتع بكل ذلك الألم.. أن تتواءم معه، تحيا به.. أتل مزامير الخلاص وتعاويذ النصر وابتهالات الرحمة.. ارقص فوق رماد احتراقك وانطلق منه محلقاً الى فضاء أكثر اتساعاً مما تخيلت أو حلمت.. وتذكر جيدا ما بذلته من ثمن في إعادة خلق ذاتك مرة أخرى.. لتعرف قيمة تلك الروح الجديدة فلا تهدرها ولا تسمح لسواك باستنزاف قطرة واحدة منها. Sent from my iPhone