السبت 27 أبريل 2024 - 01:57 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

الي تلك التي


ريم عبد الباقي.. السعوديه
الجمعة 09 يوليو 2021 09:29:43 صباحاً


 محاولة انعاش فاشله ..
  جلست لوقت طويل تحملق بالشاشة البيضاء ..  تطارد الكلمات التي تبعثرت في عقلها كسرب نمل مذعور.. حملقت اكثر في محاولة مستميته للامساك بخيوط أفكارها.. بعد تردد و حيرة كتبت.. هل يمكن أن تزهر المشاعر بعد موت الجذور وذبول الأوراق؟! هل يمكن أن تتدلى ثمارها من الجذع المحروق يوماً؟!  من جفت في أوردتهم دماء الشوق كيف تنبت وديانهم لهفة؟! تلك المشاعر التي تأتي بعد أن تهرم القلوب.. بعد أن تعلن هزيمتها رافعةً الراية البيضاء مصحوبة بترانيم اللامبالاة وانعدام الرغبة في مواصلة المسير. تلك المشاعر المقتولة.. المبتورة الشرايين..  ما فائدة أن تصحو في الوقت الضائع، بعد فوات الأوان؟ صدقني لن يجدي معها كل محاولات الإنعاش أو تعاويذ العودة الى الحياة.. فتلك الشرايين لم تبتر من ضربة شفرة واحدة.. كانت شرايين عنيدة، عفية، قوية..   قاومت محاولات بترها لعمر كامل وبقيت رغم كل شيء صامدة.. ولكنها في النهاية اهترأت.. انتصرت الشفرة المثلمة وأنجزت المهمة.. لم الفزع الآن أمام مشهد انسحاب الحياة بدلاً من أداء رقصة النصر المتوحشة؟! لم الرغبة في إنقاذ تلك المشاعر؟! بعد أن استمتعت بمراقبة كل قطرة منها وهي تهدر على الأرض الجرداء التي لم ترتو يوماً. ودعها على الأقل بنبل المقاتلين.. قف دقيقة من الصمت احتراماً.. الق الورود على رفاتها وامسح دمعة كاذبة كادت أن تسقط سهواً..  اجعل المشهد أكثر احتراما حتى يسدل الستار بينما مازلت في دور البطولة.. صدقني يا من كنت صديقي.. لن تجدي أية محاولة.. فشفرتك الصدئة لوثت كل شيء..  لم يعد هناك ما يمكن أحياؤه.. بعدما خُذلت المشاعر وانسحبت تجرجر أشلاءها الى حيث لا عودة..   حتى مشاعر الحقد أو الكره أو الانتقام.. مشاعر البنوة في صدور الأبناء، الحب في قلوب الأحبة، الأخوة أو الصداقة في الوجدان.. حتى التعاطف أو الشفقة.. اختفت.. سقطت كل أدوات التعريف التي تحيط بوجودك..  ملامح وجهك، نبرة صوتك، رنين ضحكاتك أو زئير غضبك.. لم يعد لها مكان في الذاكرة.. لقد أصبحت يا من لم تعد صديقي.. نكرة..   قاسية هي تلك الكلمات.. اعلم.. ولكني مجبرة أن أقولها..  لأجل تلك الأيام والليالي.. لحق كل ما قد تشاركنا به يوما..  وجب على أن أنصحك.. إن كان قلبك قد تعلم درسه حقاً.. فلا تهدر ما تبقى من طاقته في محاولة استحضار الأشباح أو إيقاظالجثث.. ابذلها صادقاً في زرع نبتة جديدة.. قد تغدق عليك بثمرها يوما أو تظلك بظلها في يوم قائظ الحر.. قد يقف جذعها صلبا ليساند ظهرك ويحول بينك وبين الوقوع في هوة العدم.. وإلا فكل وجودك في هذه الحياة لن يصبح له قيمة أو معنى.    بطرف اصبعها مسحت دمعة عاصية فرت من عينها رغما عنها.. ثم رقصت سبابتها لوقت طويل رقصة الحيرة المؤلمة فوق زر الارسال…