التنمّر و السخرية
أنذل خلق الله هم أولئك الذين يستعملون صور و فيديوهات غيرهم المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي، للتنمّر عليهم و لتعريضهم لموجات كبيرة من السخرية!! فيا مخلوق و يا مخلوقة، هل تَرْضَيَا أن يقوم أحدهم باستعمال صورة أو فيديو لك نشرته في صفحتك الخاصّة و تعريضك للسخريّة و التهكّم!!! عجيب هذا الكمّ من النذالة ؟ حيث لم تعد هناك أيّة حدود لاِحترام خصوصيات الناس و تركهم يحيون دون منغصات فالتنمّر و السخريّة مدمرّة للنفس البشرية و في أغلب الأحيان يكون التنمّر حول شكل الإنسان و طريقة عيشه. و هنا نتساءل هل أنّ الإنسان مسؤولا عن شكله ؟ فكثير من الناس قد يكون شكلهم مضحكا أو قبيحا ( و هم لا ذنب لهم في ذلك) لكن هل هذا مبرر كافي لتعريضهم للسخريّة ؟ أو هل طريقة عيش الآخرين يمكن أن تمثّل مادّة للضحك ؟ و كما سخرت من الناس أو تنمّرت عليهم يمكن أن تكون أنت أو عزيز عليك مكانهم في يوم ما و تشرب من نفس الكأس و عندها ستعرف حجم الألم الذي يحسّه الناس جرّاء السخرية التي يتعرضون لها بسبب ليس لهم فيه أيّ يد و قد عرفت إحداهنّ و هي كثيرة التنمّر و السخرية من خلق الله، و حين تدور عليها الدوائر تبدأ في الوعظ و الإرشاد داعية الناس للكفّ عنها. فيا أختاه كفّي عن خلق الله، ستكفّ الناس عنك. فكفّوا أيديكم و ألسنتكم و فايسبوكاتكم عن خلق الله و اتركوا الناس تحيا في أمان الله. و اتقّوا الله في خلقه لأنّ الأيّام دُوَل و من سرّه زمن ساءته أزمان. ناصر الرقيق كاتب تونسي مقيم بباريس