الخميس 28 مارس 2024 - 04:08 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

صباح الصفاء


صفاء عبد المنعم
الخميس 15 يوليو 2021 07:26:19 مساءً


العيد الكبير
البهجة والفرحة وصناعة الرقاق.عندما يبدأ الشهر العربى،كانت ترتب أمى مع الجارات الإستعدادات الخاصة بعمل الرقاق،شراء الدقيق الفاخر الجيد،تحضير النشابات والطبالى،شراء الوقيد.ويتم تقسيم الأسبوع بينهن،ونصعد إلي السطوح نحن الأطفال الصغار لكى ننظفة جيدا،أستعدادا لليالى طويلة،لصناعة الرقاق.كانت الشاطرة من الجارات تحجز النشابة الناعمة الجيدة والطبلية المستوية،وتختار الركن الخاص بها بجوار الفرن الطينى القابع فوق سطح البيت.كانت أمى دائما هى التى تقوم بتسوية الرقاق،تجلس أمام الفرن فى بهاء وشموخ مثل جداتها العظيمات،لما تمتاز به من مهارة فى تسوية الرقاق،وقلبه على الوجهين بالسيخ الحديد،ثم أستخراجه من الفرن ورصه على الاقفاص الجريد للتهوية.أما جدتى العظيمة، فكانت تجلس أمام ماجور العجين وتقوم بتقطيع العجين إلى كور صغيرة منضبطة،كأن يدها ميزان،القطع الصغيرة تتراص بجوار بعضها فوق لوح العجين المرشوش بالدقيق حتى لا تلتصق به القطع.وباقى الجارات الممتازات فى فرد الرقاق بالنشابة على الطبلية كن يجلس حول جدتى فى شبه نصف دائرة،لكى يسهل عليهن أخذ كور العجين الصغيرة.وكان هناك جارة لنا صعيدية، تمتاز بالمهارة تقوم بوضع قطعتين من العجين فوق بعضهما وبينهما طبقة من الدقيق، وصنع رقاقتين معا.وكنا نحن الصغار نجلس حولهن فى هدوء مستكين مثل القطط الهادئة، كى نحظى برقاقة صغيرة تصنعها لنا خالتى، ونأتى بطبق العسل،ونجلس نأكل الرقاق الساخن الجميل بالعسل الأسود، ونحن فى حالة انتشاء وسعادة ونغنى معا: بكره العيد ونعيد،وندبح الشيخ سيد،وندب عليه بالخرزانه، دب،دب،ونعلقه فى الترسينه،ونقول عليه لحمه سمينه..دب،دب. والجميع يضحكن فى حبور وسعادة،ونهبط من فوق السطح بعد أذان الفجر ونحن سعداء بما سوف نقوم به من أعمال عظيمة،تنظيف السطح مرة أخرى،وجمع الوقود للجارة الثانية،وهكذا دواليك كل ليلة،ثم الغناء الجماعى بصوت منغم وجميل:يا برتقان أحمر وجديد بكره الوقفه وبعده العيد،يا برتقان أحمر وصغير،بكره الوقفه وبعده نغير. ليلة العيد. بعد سماع الرؤية من المذياع،ورغم أن هذا العيد تحديدا يكون محددا فيه يوم وقفة عرفات والعيد. يوم وقفة عرفات،الجميع صائمون،وأمى فى المطبخ تجهز لنا الفطور،وتكون المفاجأة العظيمة صينية الرقاق اللذيذ،احيانا كانت تصنعه باللحم المفروم،واحيانا تصنعه على هيئة فطيرة سادة ونأكل بها اللحم الضأن بدل الخبز. ويوم العيد. تكون صينية الفتة جاهزة على مائدة،عندما يعود أبى من صلاة العيد،ونقوم بذبح الخروف فى مدخل البيت،تقوم أمى بصناعة صينية الفتة اللذيذة،على وجهها الأرز الأبيض والصلصة الجميلة،ونجلس على الظهر ونتحلق جميعاحول الطبلية الكبيرة،وتكون عمتى وأولادها معنا،وناكل ونحن نشكر أمى على هذا الطعام اللذيذ،ثم نأخذ العيدية من أبى،ونطير مثل العصافير المجنحة،نشترى البلونات والبمب،ونركب العجل والمراجيح،ونعود إلى البيت بعد أذان العشاء نغير ملابسنا ونأكل ثم ننام فى سعادة بالغة على أمل يوم جديد من أيام العيد الكبير.