الخميس 25 أبريل 2024 - 11:54 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

نتيجة لجنة أولياء الأمور!!


محمد ناجي المنشاوي
الأحد 18 يوليو 2021 04:18:00 صباحاً



لاتزال قضية التعليم أهم قضايانا لأنها تشمل مستقبل مصر والعالم العربي العلمي والثقافي والاقتصادي والقيمي بل والاستراتيجي لأنه من البدهيات (التعليم القوى ينتج مجتمعا قويا) اما إذا قلبنا المعادلة وقلنا التعليم الضعيف ينتج مجتمعا أشد ضعفا، مجتمعا هشا وخاويا ومشوها وضائعا ومهددا، ولما كانت العملية التربوية تتوزع على أضلاع متعددة يفترض أن تتعاون معا لإخراج منتج تعليمي عالي القيمة والجودة فإن ضعف وتخاذل وغياب واحدة من هذه الأضلاع يمثل خللا مبينا في نجاح تلك العملية وينذر بسقوطها، وأحد هذه الأضلاع الأساسية، (أولياء أمور الطلاب) ومايشهده تعليمنا المصري منذ بداية أواخرالسبعينيات يشير بوضوح إلى انسحاب أولياء الأمور من المشاركة الفاعلة في تلك العملية وهذا الانسحاب اخذ صورا متعددة فمع الهجرة الجماعية للمصريين سواء أكانوا عمالا ام حرفيين ام فلاحين أم من أصحاب الشهادات الجامعية بدأت العلاقة السوية والطبيعية بين أولئك المهاجرين وأولاده يصيبها الاهتزاز والخلل وباتت باهتة ومبتذلة وغائمة فقد تركوا أبناءهم دون رقابة اومتابعة حقيقية لهم في أهم مراحل حياتهم ولم تعد أقدامهم تطأ مدارس أبنائهم وتختلف إليها بغية السؤال عن الحال التي عليها أبناؤهم وتركت المسؤلية برمتها على عاتق الزوجات اللاتي اغلبهن من الطبقات الاجتماعية الدنيا ولم يحصل على أي قدر من التعليم أوالتثقيف وبات همهن الأكبر أن ينجح أبناؤهن بأي وسيلة مهما كانت فدفعن بأبنائهن إلى أتون الدروس الخصوصية ليضمن نجاح أبنائهن فكانت النتيجة ظهور فئة من المعلمين السماسرة الذين استغلوا تلك الحالة استغلالا مخزيا وغير شريف ويعود الأب في إجازته القصيرة أو الطويلة ليطلع على شهادة نجاح ابنه اوابنته _ وفي هذا الكفاية _ فيغدق على أبنائه بهداياه الثمينة ليعوضهم سنوات الغربة والبعد عنهم ويقبع في قرار نفسه صورة مزيفة عن حال أبنائه ومصيرهم وتحول إلى ولي أمر يثمن كل شيء بالريال والدينار والدهم فحصول ابنه على النجاح ممكن أن يحصل عليه مقابل شراء ذمم بعض المعلمين الفاسدين وبمضي الزمن كبر الأبناء ووصلوا إلى الثانوية العامة وهم لايدرون لمعنى الاجتهاد شيئا ولايدركون كيف وصلواإلي هذه المرحلة!!! وإنما كل مايعرفونه هو أنهم سينجحون كعهدهم بالسنوات السابقة بالغش والتدليس وللأسف بسبب ظهور الغش الجماعي تمكن الكثير من هؤلاء الانتقال إلى الجامعة وصاروا طلابا جامعيين ليس هذا فحسب بل تخرجوا في هذه الجامعات في صورة هزلية لم يعرف تاريخ التعليم المصري لذلك مثيلا وفي غياب ولي الأمر والاضطلاع بدوره في التوجيه والإرشاد والمتابعة والتقويم السلوكي وغرس القيم النبيلة ضاع هؤلاء الأبناء وازدادت نسبة الانحراف السلوكي بينهم بصورة مخيفة من إدمان للمخدرات إلى جرائم السرقة والتحرش حتى القتل وانظروا إلى مقاهينا التي تنطق بوضوح وتعبر عن هذا الانحراف إنها مكتظة بطلاب يدخنون النارجيلة نهارا جهارا ولهم لغة تنضح بالبذاءة والقبح والتطاول على الكبير والصغير، وواقعة الشغب التي جرت هذا العام أمام لجنتين من لجان الشهادة الإعدادية بالإسماعيلية بين بعض أولياء الأمور حول الصراع لتغشيش أبنائهم وهو ماتطور إلى واقعة غريبة وهي وصول طلاب من هذه اللجان إلى مبنى محافظة الإسماعيلية وقذفه بالطوب احتجاجا على عدم تسهيل الغش لهم وهذا تم على مرأى ومسمع أولياء أمورهم وكأنهم يباركون لهم هذا السلوك العدواني الرخيص، والطبع المشهد متكرر في كل إقليم من أقاليم مصر ولكن بأساليب مختلفة وكم من مرة يتعرض ملاحظو اللجان لحوادث ووقائع اعتداء من أولياء الأمور مع أبنائهم وربما تسمع من أولياء أمور سبا ولعنا لملاحظي ومراقبي اللجان لأنهم (شدوا على اللجان) بالطبع يقصدون انهم (لم يسهلوا الغش) لأبنائهم وواقعة الغش الجماعي بلجنة الحسينية بالشرقية في أواخر الثمانينات غير منسية والتي تم اكتشافها أثناء تقدير الدرجات فقد لاحظ مقدروالدرجات أن جميع الطلاب قداجابوا إجابة نموذجية وبصيغة واحدة مما يجعلهم جميعا حاصلين على الدرجات النهائية إذن فهم جميعا أيضا أوائل الثانوية العامة، وتم هذا عن طريق رشوة أولياء الأمور للقائمين على أمر هذه اللجنة (فضيحة بكل المعايير!!!) مما حدا بوزير التعليم حينئذ إلى إلغاء امتحان هذه اللجنة وتحويل رئيسها ومراقبها الأول ورئيسها إلى النيابة العامة، ومن المؤكد أن هذا قد حدث في لجان أخرى ولكن ليس بهذا الأسلوب الفج المباشر ولم يتم اكتشافها، وللأسف أن قطاعا عريضا من أولياء الأمور يؤيدون ذلك السلوك المشين ويحملون على عاتق الدولة مسؤولية أبنائهم، صحيح هناك جانب من الدولة تتحمل مسؤوليته ولكن ولي الأمر الغائب وعيه عليه العبء الأكبر فهو المتمم الحقيقي لهذا الدور وبدونه وفي غيابه تفشل العملية التعليمية فشلا ذريعا،، وليس معنى ذلك أن دور أولياء الأمور مطلق في التعليم وإنما هو محدد بأطر معلومة فليس من حقه مثلا التدخل لبناء المقرر التعليمي أوأسلوب الامتحانات لأن هذا دور أصيل وجوهري لخبراء التعليم لاينازعهم أحد فيه وإلا سيصنع كل ولي أمر منهجا ومقررا دراسيا خاصا لابنه وآخر المشاهد الساخرة احتجاج أولياء الأمور على أسلوب التقويم في الثانوية العامة هذا العام وهم لايدركون أن الأسلوب القديم قد حول أبناءنا من الطلاب إلى كائنات تحفظ دون وعي وستظهر ماحفظته دون فهم مما يحولهم إلى شخصيات يسهل تصنيعها تصنيعها إرهابيا ينفذ أوامر أميره المتطرف دون نقاش بل عليه السمع والطاعة، بعد كل ذلك،،، هل نجح أولياء الأمور في الامتحان؟