الخميس 25 أبريل 2024 - 03:44 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

صباح الصفاء


صفاء عبد المنعم
الجمعة 23 يوليو 2021 09:09:56 صباحاً


قراءة رواية قالت : ضحى / للكاتب بهاء طاهر
البطل قبل الثورة كان مثقف عضوى كما قال جرامشى عضو فاعل فى المجتمع، يسير فى المظاهرات ضد الأنجليز، يقرأ، أنقذ صديقه من موت أكيدبرصاصة.متفوق دراسيا.ومع ذلك بعد الثورة أنزوى فى مكتب صغير فى عمارة تواجه مبنى الإذاعة والبورصة. مكتب التنظيم والإدارة. وأصبحت حياته محصورة فى حب ضحى. وكأنه أستبدل حب الوطن بحب ضحى، الأرستقراطية التى أخذت منها الثورة الأرض، وأخذت من زوجها كل شىء، وهو الذى كان مرشحا لأن يصبح وزيرا. ثم أصبح زوجها مدمنا للخمر. تشاء الصدف أن يسافر البطل مع ضحى فى بعثة إلى روما، وهناك يعترف لضحى بحبه وهى تبادله نفس الشعور، ومع ذلك حين أجهضت نفسها، وكأنها بشكل ضمنى لا تريد جنينا من هذا البطل، تبتعد عنه فجأة، وعندما يعود إلى القاهرة بعد ذلك، تنقل هى إلى مكتب وكيل الوزارة. وتفوح رائحة الفساد وتدير بيتها للقمار، ويقع حاتم فى حبها، ولكنه لا يحظى منها بشىء، فأدمن لعب القمار فى بيتها حتى يظل إلى جوارها فقط، ويعترف أنه لا يرى الورق، فقط هو يرى وجهها، وكأن الورق تماهى فى وجه ضحى. أما سيد السايس سابقا والعامل فى الوزارة، والذى يرسل إلى حرب اليمن وتبتر ساقه هو الوحيد الذى يكشف فساد ضحى ووكيل الوزارة وعبد المجيد زوج أخت البطل، والذى أطلق عليه كلمة سلبى. البطل المأزوم الذى يحدث نفسه كثيراً ويجلس فى المكتب وحيدا بعد رحيل ضحى، أصبح يدمن الجلوس على المقهى فى باب اللوق ، ويذهب إلى البغايا فى الترب. لماذا التغير من الجمال إلى القبح،إنه البطل المأزوم روحيا ونفسيا وجسديأ يقول على لسانه : أنا لا أفهم مايحدث فى البلد، أنا لا أفهم ضحى. أنا أحبها فقط، أنا لا أفهم نفسى، ويحسن أن أكف عن التفكير فى أى شىء. البطل هنا مصدوم فيما يحدث، مصدوم فى حاتم الثورى، مصدوم فى ضحى كيف تكون مع الثورة والحكومة التى أخذت منهم كل شىء؟ مصدوم فى الأتحاد القومى، الذى سيصبح الأتحاد الأشتراكى. مصدوم فى أخته التى تزوجت عبد المجيد وتقف معه ضد أخيها الذى ضحى بماله وحياته من أجلها. مصدوم حتى فى نفسه. أصبح لا الزمن زمنه، ولا المكان مكانه، حتى عندما يسير فى شوارع وسط البلد سواء مع ضحى أو بمفرده بعد ذلك ويقارن بين الماضى والحاضر يشعر بالأغتراب الخارجى والداخلى، يشعر بالحضور فى الغياب ، والغياب فى الحضور. (نعم كنتُ اقرأ كثيراً، والآن لا أقرأ ولا حتى قليلا) (واجهنى تمثال طلعت حرب فى الميدان بديناً وفخيماً. وكانوا قد أزالوا تمثال سليمان الفرنساوى) ويتذكر القهر الذى يقع عليه من أخته وزوجوها فترك البيت لهما وأصبح يقضى اليوم فى الشارع أو على المقهى. يتذكر قهر أبيه لأمه التى ماتت صغيرة ويقول عنها(كانت أمى تحكى للكتاكيت ما يحدث فى الصباح كل الأهانات التى وجهها لها أبى، وتقول: ومع ذلك فأنا لم أفعل شيئاً أبداً، والله أبداً. ماتت أمى صغيرة هدها عمل البيت وهدها القهر) والبطل الذى يصادق القواد والعاهرات أصبح يقول عن نفسه(لستُ كبيراً بما فيه الكفاية) فهو عندما يرى ما يحدث ولا يفهم التغيرات يلوم نفسه، عندما يطلب منه حاتم صديقه الأنضمام إلى الأتحاد القومى يرفض، ويشعر أن هذا ليس مكانه. يقول( لست كبيرا بما فيه الكفاية). بعد الجلاء رأيت أحلامنا تتحقق، رأيت الأنجليز يخرجون، مدارس تبنى ومصانع تقام، ولكننى لا شأن لى بذلك..) حتى عندما يقترب من ضحى فى روما، وتقول له أنا إيسيت وأنتَ أوزير، عن أسطورة إيزيس وأزوريس، ثم تتهمه بأنه فاوست. وهو يقول لها أنا لستُ فاوست، وهى تصر على ذلك. رواية بديعة تسرد مدى الإحباط للبطل بعد ثورة ٥٢وما تبعاها من ركوب الموجه،واللعب حتى لو القمار لسد حالة من النقص والضياع. ص