السبت 27 أبريل 2024 - 12:18 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

ثقافتنا الغائمة في سماء العولمة


محمد ناجي المنشاوي
الجمعة 10 سبتمبر 2021 11:48:37 مساءً



منذ بدايات عصر النهضة المصرية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وسؤال الثقافة يشغل عقول الرواد وقد صيغ ذلك السؤال صياغات متنوعة وكثرت إلإجابات بدرجة لافتة للنظر عكست من الحيرة والشك والتردد أكثر مما عكست من اليقين والثبات والموضوعية ، واتجهت إلإجابات شطر اتجاهات متنوعة بين اتجاه تراثي أصولي يرتد إلى الجذور والأصول حيث ثقافة الأجداد وماكانت هذه الثقافة من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه سوى اتخاذ نصوصهم حمى وملاذا ومنه ينطلقون وإليه يعودون ففيه الدواء والشفاء ووقفوا من الثقافة الغربية أوثقافة الآخر موقفا رافضا صلبا ناظرا إلى تلك الثقافة الغربية نظرة الريبة والتوجس وربما النفور والصد، وفي المقابل اتجه تيار آخر إلى الثقافة الغربية باعتبارها من وجهة نظرهم ثقافة العلم والتقدم والتحضر والنور الجديد القادم من بلاد الفرنجة حيث إنها بلاد قطعت شوطا طويلا من خلال البحث في العلوم الطبيعية والإنسانية وأنتجت منجزا جبارا لايمكن تجاهله وهذا الفريق من المثقفين نظر إلى التراث العربي باعتباره تراثا باليا خالي من النفع والرجوع إليه إنما مضيعة للوقت وتكريس لتخلف الأمة وكان ثَمة اتجاه نحو التوفيق بين الثقافتين (التراث العربي والأصالة) و(الثقافة الأوربية المعاصرة) وظل الاتجاه الثالث في صدارة الثقافة العربية تتناوبه الأجيال التي مازال المثقفون يتناولونها بعناوين مختلفة في اللفظ ومتفقة في المنهج فهي تارة الأصالة والمعاصرة وتارة التراث والتجديد ثم مالبثت اتجاهات أخر في الظهور في صور مشاريع فكرية كالثابت والمتحول والإصلاحي والثوري والثيوقراطية والعلمانية إلى غير ذلك من ثقافة الثنائية الثقافية والفكرية، وفي ظل العولمة وثورة الاتصالات والتطور المذهل في مجال تكنولوجيا المعرفة أصبح من اللازم علينا أن نتجه الآن نحو ثقافة محددة الملامح بارزة الخطوط والخطوات سوية السبيل ونحن إزاء ذلك ولكي نحقق أهدافنا المرجوة ينبغي علينا أن نتحدث تغييرا شاملا ملموسا في واقعنا الثقافي المتردي ولكي نحدث هذا التغيير يجب أن نستند إلى قيم مثالية عليا نفعلها بقوة كيما تأتي بثمارها أما إذا لجأنا إلى أساليب صياغة الشعارات الرنانة والأقوال المعلبة فنكون بذلك قد بدأنا بأولى خطوات الفشل فكم من شعارات رفعناها عالية تطرب الأسماع ولكن ظل واقعنا الثقافي والفكري على ماهو عليه من ركَود وخمول وضبابية الرؤى وتناقضاتها ولكي ننطلق باتجاه ثقافة قوية وراقية وعميقة ومؤسسة علينا ألا نهاب مانحن مقدمون عليه ولانضطرب أمام ثقافات وافدة من هنا أو هناك مادام لدينا الثقة بثقافتنا العربية التي تضرب بجذورها عبر الزمان والمكان كما ينبغي أن نغير ثقافتنا إلى الأفضل من خلال توحيد القوى الثقافية على الخطوط العريضة لهذه الثقافة ومن ثم يجب التخلي عن المشاحنات بين مثقفينا وكذلك تخليهم عن رؤاهم الفردية الضيقة ومصالحهم الشخصية وضرورة الإعلاء من شأن المصلحة الوطنية التي هي الغاية التي يحلم بها كل وطني غيور، وواقع الأمر أن مصر بموقعها العبقري وتاريخها الفريد تجد نفسها منفتحة على كل الثقافات المجاورة شرقا وغربا تنهل منها وتعب حتى الارتواء وإذا كنا من قبل نعني بالتفاعل الثقافي بيننا وبين الثقافة الأوربية والأمريكية فإن الدائرة تتسع للثقافة الأفريقية المهملة و المنسية والمهدرة وللأسف فإن شعوبا كثيرة كانت سباقة إلى هذه الثقافة والتي نحن المصريين أشد الحاجة إليها إذ يجب ألا نهمل أي جانب أوصلة بين ثقافتنا والثقافات المجاورة والملاحقة لنا ونلتمس في سبيل ذلك كل الوسائل الممكن ة فلنسارع إلى دعم الصلات بين ثقافتنا المعاصرة والثقافات التي يمكن أن تشكل في النهاية مصبا في نهرنا العظيم ، ومن اسف فإن جماعات الإرهاب والتطرف الديني والمسترزقين قدأسهموا بنصيب غير قليل في تشويه البنية الثقافية العربية والإسلامية، ولهذا بات علينا إصلاح ماأفسده هؤلاء بالإلحاح في تثبيت القيم الأيجابية والثقافة النبيلة وليدة حضارة فرعونية قبطية بطلمية عربية إسلامية إن وقائع حياتنا اليومية لتشير بانزعاج إلى صورة الثقافة الراهنة وتنذر بمخاطر مستقبلية مالم تتكاتف الجهود للإسراع إلى إنقاذ هويتنا الثقافية من التشتت والتشويه والتفكك والضياع 0