السبت 27 أبريل 2024 - 04:24 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

اللاوندي الراحل كمدا واغتيالا


محمد ناجي المنشاوي
السبت 02 أكتوبر 2021 02:47:19 صباحاً



 مابين عامي 1955 م و2019 م  عاش المفكر  الدكتور سعيد اللاوندي  والذي رحل عن دنيانا الفانية في الحادي عشر من أكتوبر 2019 م  عن عمر يقترب من 64 عاما عاشها  أعواما من الدرس والبحث والسفر والعمل المضني الشاق  ذاق خلالها ويلات الحسد والتآمر ومحاولات التهميش والتغييب والتضييق بكل ماامتلكه المتآمرون عليه من أساليب أقل ماتوصف بها الخسة والدناءة والحسد وفي كتابها الجديد (أيام في حياة اللاوندي  :سيرة مثقف) الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع /القاهرة،، في طبعته الأولى 2020 ، ترصد السيدة الفاضلة زوجته الدكتورة فاطمة الحصى جوانب متعددة من سيرته  معها ومع غيرها من  مثقفين كثيرين على امتداد مصر والوطن العربي من ناحية وكذلك أيامه في باريس ومثقفىن فرنسيين وغير فرنسيين  ولم تهمل علاقته بقريته ومسقط رأسه  تدعي (المهندس )  إحدى قرى مدينة شربين وتبعد عن المنصورة قرابة نصف الساعة والكتاب يتألف من 287صفحة يحتوي مقدمة  وثمانية فصول وملحقين للرسائل المتبادلة و شهادات  بعض أصدقاء الدكتور سعيد وملحق لبعض الصور والكتاب يعد ترجمة لأهم المحطات في حياة الدكتور سعيد وذكريات السيدة حرمه معه  ولو سجلت الدكتورة فاطمة كل مايتصل به من مواقف وعلاقات لملأت كتبا كثيرة ورغم ذلك فما سردته بشكل موجز جدير بأن يعطي لقارئه زادا ليس باليسير ولا القليل فقد سردت  أهم المحطات بأسلوب سلس رشيق ومشوق ودقيق . وهذا المقال أحاول أن أومئ لقارئه في عجالة لبعض ماجاء في هذا الكتاب،  وأولها أن الدكتور سعيد كان رافضا لكتابة سيرته الذاتية معللا ذلك (بأن من سيقرأ سيرتي وقد انتهى عصر القراءة) قائلا لزوجته الوفية (لن يذكرني غيرك أحد) والحق أن سيرة اللاوندي وتجربته المرة كمثقف عضوي مكافح مناضل والذي سقط فريسة لسكتة دماغية مرة ونجا منها ثم مرض السرطان اللعين الذي قضى عليه هي سيرة جديرة بأن يتعرف عليها كل شباب الوطن من المثقفين وغيرهم ليقتدوا بتلك السيرة الذاتية المهمة والملهمة والرائدة في عصر عز فيه وجود مثل هذا المفكر المصري حتى النخاع  وكان يمتلك وعيا عميقا بكل مايحدق بمصر من مخاطر فهو أول من نبه إلى المال السياسي في كتابه (دولارات الإرهاب) 2001  وخاض معارك جمة غير عابئ بأي نتائج طارحا كل الحسابات الشخصية والنفعية خلف ظهره فلايبتغي بمعاركه إلا مصر ومصالحها ومن تلك المعارك الساخنة  معركته مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر  والكاتب أنيس منصور على الرغم من صداقته به وكذلك معركته بشأن ترشيح الدولة لفاروق حسني لمنظمة اليونسكو والتحذير من ترشيحه الذي سينتهي بسقوطه مقدما للدولة المبررات الكافية لذلك ولكنها لم تعبا بصوت اللاوندي الذي تحققت نبؤته بقوة بسقوط فاروق حسني ومن معاركه المميته معركته في انتشال قريته ومسقط رأسه من التخلف ورغبته في الرقي بها بحماس شديد عن طريق مشاركته المجتمعية  ولكنه (لاقي مقاومة غريبة من أهالي القرية ومن بعض عتاة الجهل والتخلف الذين يقيمون بها خصوصا مع أفكارهم السابقة) ووصلت المأساة الحقيقية معهم (حينما تطاول عليه البعض متهما إياه باتهامات كثيرة وجاء كتابه " حكايات قريتنا " ليجعل الحرب ضده من أهل القرية ضاربة حقا خصوصا من الشباب الذين ظنوا بمنتهى السذاجة أنه يتهكم أو يتعالى على أهالي القرية) فأنتهى الأمر بأن شعر اللاوندي انه يحرث في الماء فعاني من جراء ذلك أحداث ذلك الصدام مع هذه الفئة الجاهلة من أهل قريته فكانت السكتة الدماغية وتعد محطته في الفصل الخامس من الكتاب وهي (الأهرام الدولي بباريس) أشد المحطات قسوة إذ عانى خلال عمله بمكتب الأهرام الدولي بباريس قسوة المؤامرات التي حاكها ضده ذلك الشخص المسؤول الأول عن هذا المكتب وقد  دام أثر أثر الظلم الذي وقع عليه من هذا الشخص حتى مات والواقع أن هذا المسؤول قد حقد على اللاوندي لكونه حاصلا على الدكتوراة وموهوبا بشكل كبير في الكتابة ومثقفا من الطراز الرفيع ومشهورا في الوسط الثقافي العربي والآلية المصرية والقنصلية والسفارة وكان الدكتور سعيد قد أدلى بشهادته في قضية (هدايا الأهرام) وكانت شهادته واضحة وفاضحة فقد شهد من منطلق مارآه و شاهده بنفسه فازداد التآمر عليه ذروته ولم ينصفه أحد في تلك القضية ولم يقف احد في وجه هذا المتآمر فقد حالت هدايا ذلك الشخص وتسهيلاته دون إنصاف  سعيد وارتكن الجميع في زوايا الصمت والسكون تاركين المغتالين لسعيد يلغون في دمه ويقتاتون من لحمه وعظامه، وفي الكتاب فصول رائعة تكشف عن الجوانب الاجتماعية والإنسانية في حياة اللاوندي وخاصة وجه الزوج الصديق والأب الشرقي الحنون وعلاقات اللاوندي بكبار المثقفين الفرنسيين والعرب وكذلك المصريين ومجمل إصداراته ومؤلفاته المتنوعة ونشاطه الإعلامي في الصحافة والإذاعة والتليفزيون كواحد من أهم المحللين السياسيين في مجال العلاقات الدولية، رحم الله الدكتور المفكر سعيد اللاوندي والشكر للسيدة الفاضلة زوجته الدكتورة فاطمة الحصى  مدرس أصول التربية وعلم الاجتماع بكلية الدراسات التربوية بالجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني وجامعة الأهرام الكندية  ومؤسس ورئيس تحرير مجلة وموقع هوامش تنويري