الخميس 25 أبريل 2024 - 04:26 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

أدب المقاومة : المعنى والضرورة


محمد ناجي المنشاوي
السبت 23 أكتوبر 2021 01:22:06 صباحاً



دائما نحن في حاجة إلى أدب المقاومة في أدبنا العربي، للأننا أمة مستهدفة قديما وحديثا من القوى الاستعمارية التي تبيت لنا بليل وتحيك ماتحيكه لنا من مكائد، إن هذه القوى تستهدف كل شيء لدينا : العرض والأرض والثقافة والتعليم والوعي والثروة ولأجل هذا كله فإنها تحشد كل إمكاناتها للسطو على مقدرات الأمة، مستخدمة كل أساليب المكر والخداع والتضليل والتشويه فعيون هذه القوى مصوبة في كل اتجاه نحونا ولهذا فنحن في حاجة دائما إلى أدب مقاوم لكل هذه الأساليب وإن الاستهانة إزاء مايدبر لنا لجدير بإسقاط هذه الأمة العربية العريقة لأن كبري الحرائق من مستصغر الشرر لكن المقاومة قادرة على التصدي والتحدي والحفاظ على الذات العربية فادب المقاومة يعني مواجهة كل زيف وكل بريق كاذب وإنه يكافح البلاهة والاستكانة كما أنه يحرض إلى اليقظة والتحفز بزلزلة العقول ولاينجرف وراء أوهام الحداثة الداعية إلى قطع العلائق مع التراث العربي والإسلامي بغرض مسح الهوية وتقسيم الذات فمن ادوار أدب المقاومة التأصيل للماضي وذلك بالعودة إلى التراث حيث الجذور التي تحاول الصهيونية اجتثاثها كما أنه أدب الحاضر والمبشر بالمستقبل وهوليس بالأدب الفج الذي يقع فريسة للزعيق والهتاف والأناشيد والشعارات وإنما هو أدب يتوسل بكل الوسائل الفنية والجمالية الممكنة التي تعينه في إبراز هدفه المرجو وهو أدب يرتبط بالواقع من خلال وشائج حميمة وهو غير منقطع عن الواقع بحال من الأحوال لأن الواقع أرضه الدائمة وهو ابن لها وهو ليس ادبا مغلقا ولكنه الأدب المنفتح على العالم الخارجي وفي حالة جدل مستمر معه وهو لايقف عند حد التوصيف ولكنه يتجاوز ذلك إلى الكشف والتغيير نحو الأفضل وهو لايقنع بماتصل إليه الأمة من مرحلة من مراحل الإنجاز فهو أدب جامح أبدا يتحرك في اتجاه المستقبل وهو رد فعل جمالي قوي للواقع النضالي على اعتبار ان قوة وعمق ردود الفعل الجمالية في بناء العمل الأدبي هي نتيجة للتفاعل الإيجابي بين الذات والموضوع وذلك بفرض ضرورة حركة الفكر داخل النص وهو أدب يعبر عن غضب داخلي يتسم بعدم رضا عن الواقع مهما بدا فيه من مظاهر التجديد والجمال لأن القناعة بالثوابت الواقعية ضرب من الخضوع ويسكن المقاومة في مربع السكون والخمول وهوأدب يكافح القبح في كل شيء لأنه الأداة الفعالة لصياغة قيم العصر الجمالية الحقيقية الجديدة وقيم عصرنا تتميز بالتركيبية والتداخل لأنها لم تتكون بمعزل عن التراكم المعرفي والفكر الهائل ومبتكرات العصر وآلياته الطاغية على كل شيء وهو أدب يؤكد على إنسانية الإنسان ويقاوم فيه روح الهزيمة وهو يعتمدفي ذلك على عمليتي التذكر والدفع فيذكر الإنسان بقواه المهدرة أمام طغيان الآلة وماينتج عنها من سلب لقيمه الروحية وتدفعه للعمل البناء في مواجهة قوى الهدم وليس معنى ذلك أن أدب المقاومة ضد المفاهيم التقدمية لكونه يقف ضد نوع من الآلية التي تسلب الإنسان قيمه الروحية ولكنه أدب يطمح إلى إيجاد نوع من التوازن القيمي بين الإنسان باعتباره مبدعا والآلة باعتبارها مبتدعة (بفتح الدال) وإن أدب المقاومة يمثل في جوهره التعبير عن الوعي الجمعي وقد يكون ذلك من أبرز خصائصه والذي بدونها لايكون ذا قيمة، وعلينا أن نعي وعيا عميقا بما يصدر عن أدباء الكيان الصهيوني مايدل على أنهم في الجانب الآخر مشغولون بإشعال الحروب ضد العرب ويرون فيها الحياة لهم والحرب في قرار ضمائر هذا الكيان له مفهوم واحد وهدف واحد هو إبادة العرب والحرب عندهم أساس للبقاء واستمرار الحياة فالصهيونية في حالة حرب دائمة لن تنتهي وهذا يتطلب من كتابنا في أدب المقاومة عدم المهادنة أو التواني فهذا قدرهم الو وطني ورسالتهم السميا ففي حوار أجراه الشاعر الإسرائيلي شن شيفرا مع نظيره الإسرائيلي الروائي أهارون ميجيد الذي كان قد نشر مجموعة من القصص باسم منتصف اليوم midday وقد كانت هذه المجموعة مثار تعليقات كثيرة يقول شن " عندما اندلعت الحرب قال بطل قصته fortunes of a fool : يالها من معجزة فقد نشبت الحرب وأنقذتني من الموت فهل تعتبر الحرب حقيقة أحد الحلول لمعالجة مشاكلنا؟ فيقول أهارون ميجيد :لقد أنقذت الحرب الشخصية الرئيسية من الانتحار وتخلي عن فرديته وأصبح جزءا من الناس " ويقول هذا الكاتب الصهيوني :لقد جلبت الحرب إلى هذه الأمة كل ماهو عظيم " ومن هنا يتبين لنا أن أدب المقاومة له دور كبير في التصدي لكل هذه الأفكار الصهيونية وإنها مهمة وطنية يجب أن يضطلع بها كل أديب عربي وهو فرض عين على كتاب العرب جميعا 0