الجمعة 26 أبريل 2024 - 06:50 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

سر غضب بليغ حمدي من حمو بيكا وأتباعه


محمد ناجي المنشاوي
السبت 27 نوفمبر 2021 04:25:59 صباحاً



للفنان الموهوب المثقف دائما عيون كعيون العارفين لها قلوب كما يقول اهل التصوف، فيري المستقبل بحدس الفنان الأصيل وبصيرته التي تتجاوز الزمان والمكان، يستشعر القادم ويتوقعه، وبليغ حمدي نهر الموسيقى المتدفق والفياض واحد من أولئك الذين نالوا هذه الموهبة والتي عرف لها حقها، فقام عليها خير قيام ، دارسا وباحثا وملحنا، فقد قدم للأغنية المصرية والعربية ما ينيف عن سبعمائة وأربعين لحنا لكبار المطربين والمطربات، كأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ووردة ونجاة الصغيرة وشادية وعفاف راضي وصباح ومحمد رشدي وعلى الحجار، وفي مجال الموشحات قدم قرابة ستة موشحات دينية لصاحب الحنجرة الفريدة الشيخ النقشبندي، وغير تلك الألحان مئات أخر، ولهذا وجب علينا أن نقرأ رسائل بليغ حمدي للمستقبل وكأنه يخص بها حمو بيكا، وحسن شاكوش وغيرهما في قائمة الممنوعين من الغناء في مصر وفقا لقرار رئيس نقابة المهن الموسيقية الفنان المطرب هاني شكر أميرالغناء العربي، وقد وردت رسائل بليغ حمدي ليواجه بها هذه الفئة من ذوي أغاني المهرجانات في صورة أقوال وتصريحات ادلي بها للصحافة والإعلام المرئي والمسموع يوما ما، وربما قوبلت هذه التصريحات وقتذاك بعدم الأهمية لأنه لم يكن يخطر على بال أي إنسان ماوقع ومايقع في حياتنا الموسيقية والغنائية من إسفاف وابتذال من فئة ممن يسمون بمطربي المهرجانات. وهي فئة لو ترك لها الحبل على الغارب لأفسدت الذائقة المصرية والعربية على السواء وانقل لكم تلك الرسائل من خلال كتاب ممتع غاية الإمتاع والأهمية كتبه (أيمن الحكيم) تحت عنوان (مذكرات شخصية، وشهادات مثيرة لرفاق رحلة بليغ حمدي) عن دار ميريت للنشر والتوزيع بالقاهرة /2001 ومن رسائله 1= نحن في حالة " هيصة" الغناد أصبح ملطشة لكل من يريد،، والتلحين أصبح عمل من لاعمل له،، ولهذا نصل في النهاية إلى مانحن فيه،، نحن في حالة غريبة من الضياع (المصور 13 /7 /1985 / 2 = بصراحة لقد تعجبت عندما عدت إلى مصر من غياب كل زملائ الكبار عن الساحة وسألت نفسي :أين هم؟ وأعتقد أن هذا الوضع نوع من الكسل او التامل او الاستسلام ولكن الصمت من جيل كامل مسألة لا افهمها وعندما سألتهم عن سر غيابهم قالوا إنه " القرف" من الموجود وأعتقد أن هذا القرف يدعو إلى العمل لا اليأس، (الكواكب 26/5/1992) 3= أفكر كثيرا في حالة التردي التي أصابت الأغنية العربية في السنوات الأخيرة أنا اتصَور أن الوضع الحالي مشابه لسنوات التي اعقبت الحرب العالمية الثانية ومايميزها من عدم الاستقرار السياسي،،، بقليل من التامل تدرك ان السياسة والاقتصاد لهما تأثير كبير جدا على الفن يعني في تلك السنوات كان عبد العزيز محمود هوه اللي بيشتغل وعبد الوهاب قاعد في بيته مش معنى كده ان عبد العزيز محمود وحش او عبد الوهاب كان سيئا أيامها لا ولكن لأن عبد العزيز محمود كان مطلوب من جمهور الغنا ايامها،، فئة الناس اللي معاها فلوس 4= التطور التكنولوجي، والأجهزة الحديثة في الموسيقا والكمبيوتر ونظام (التركات) كل هذا في حد ذاته طفرة هائلة اضرب لها تعظيم سلام، ولكن هذا التطور بالنسبة لنا كان كارثة، لماذا؟ لأن التعامل مع هذه الأجهزة يتم بشكل خاطئ وبجهل شديد ،، اي واحد يشتري شوية أجهزة ويعمل استوديو يفتكر نفسه موسيقار ونوزع.! المهزلة التي تحدث الآن إن 90٪ ممن يتعاملون مع الأجهزة الموسيقية الحديثة غير دارسين جهلة مش فاهمين حاجة وكل مقوماتهم ان كل واحد منهم عنده أجهزة فيها 12 تراك.، لازم الناس تدرس الأول وتفهم وتستوعب وتعرف يعني ايه مزيكا وبعدين (يعكوا) زي ماهم عايزين وإذا استمر الحال على ماهو عليه ستكون (نكبة) كبيرة على الموسيقا العربية، 5= مايسمونه بالأغنية الشبابية شيء سخيف أقرب إلى الدوشة من الغناء انا لا أرى إلا مجموعة من الأصوات ضعيفة إلى حد كبير ومتشابهة بدرجة أكبر وأصحابها جميعهم تتقارب بصمات أصواتهم إلى الحد الذي لاتستطيع أن تميز أحدهم عن الآخرين (الوفد 19/2/1991)، 6=سر ألحاني القرآن الكريم لقد قرأته أربعين مرة، وكل ألحاني التي دخلت قلوب الناس، سواء لأم كلثوم او لغيرها، كلها كان مصدرها القرآن الكريم، لأنه يجمع في آياته أجمل الألحان واعظمها، 7=في بعض ألحاني أعود إلى سيد درويش لأن العالم الموسيقى توقف عنده، لقد حدث ان الشيخ سيد درويش كان هو الموسيقى ولقد سبق عصره ومن حظه أو من حظ مصر انه جاء مع حركة تقدمية في الكلمة قادها بيرم وبديع خيري وأمين صدقي فهيأوا له ظروفا يتمناها اي موسيقى في العالم 8= مازلت مؤمنا بالفلكلور وبأن التطوير الحقيقي لموسيقانا لايتم إلابالعودة إلى منابع الفولكلور،، وأعتقد أن هذا الخط هو الذي سار عليه سيد درويش عندما بدأ في صياغة الألحان الشعبية،،،) والحق أن هذه الأقوال للموسيقار الراحل بليغ حمدي تأتي كوخز الإبر لعلها توقظ ضمائر كل من يعمل بالغناء والموسيقى، لأن تردي الأغنية :كلمة ولحنا وصوتا ومايصحبها من أجواء تغني فيها بمثابة جائحة أشد فتكا من كل جائحة لأن الجائحة الفيروسية قد تهلك بعض الناس ولكن هذا اللون من أغنية المهرجانات جائحة قد تهلك أمة بكاملها مالم تتعاط الجماهير مصلها الواقي من الأغنية الراقية :كلمة ولحنا وصوتا.