السبت 27 أبريل 2024 - 04:33 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

هل يقرأ المصريون؟ قراءة في دراسة ميدانية


محمد ناجي المنشاوي
الجمعة 03 ديسمبر 2021 11:15:07 مساءً



لاشك أن حب القراءة عادة مكتسبة عن جدارة فالبيئة التي تكسب افرادها عادة القراءة وتشجعهم عليها، هي العامل الأول في صناعة وإنتاج قارئ شغوف وقلما بل وربما يندر وجود قارئ لم تدفعه بيئته على القراءة وبخاصة في مرحلة الطفولة، صحيح ان هناك عوامل أخرى كدرجة الوعي الاجتماعي ودور المدرسة والظرف الاقتصادي ومصادر إتاحة الكتاب ولكن تبقى الأسرة والتعليم الأساسي هما أهم عاملين في هذا المجال، ومع تقدم الطباعة وشكل الكتاب وتنوع مصادره والذي يتجلي سنويا في مصر في معرض الكتاب الدولي مع تغيرات جمة طرات على المجتمع المصري سياسية واقتصادية وتكنولوجية وظهور الشبكة العنكبوتية والكتابة الإلكترونية، كان من اللازم دراسة ظاهرة الإقبال على القراءة او الإدبار عنها، فجاءت دراسة الدكتور محمود عبد الرءوف كامل مدرس الإعلام بجامعة المنوفية كاشفة عن أبعاد هذه الظاهرة، وتستمد هذه الدراسة أهميتها من كونها دراسة ميدانية تطبيقية تحليلية مقارنة لدوافع واستخدامات طلاب الجامعات المصرية للقراءة والاشباعات التي تحققها لهم ومن المهم التنويه إلى وقت ظهور الدراسة وهو عام 2006، وقد توصل الباحث في دراسته أن طلاب وطالبات الجامعات المصرية والمصريين بصفة عامة يحبون القراءة وإن كانوا يرون ان الإقبال عليها ضعيف وأنهم يقرءون قراءات عامة لغير الدراسة دائما وإن كانت بنسب ضعيفة ويعتقدون في أهمية القراءة وضرورتها للتنمية وإنهم يقضون مابين 2ساعة و8ساعات في المتوسط يوميا في القراءة وجاءت دوافع وإشباعات معرفة الاخبار والمعلومات وتعلم اشياء ومهارات جديدة والشعور بالمكانة والاحترام والسعادة والرضا والتسلية في مقدمة دوافعهم للقراءة والاشباعات التي تحققها وتصدرت الموضوعات الدينية قائمة موضوعات القراءة المفضلة لديهم وإن الإقبال على قراءة الصحف والمجلات ضعيف كما أن مصداقيتها لديهم ضعيفة أيضا وإن التعرض لوسائل الإعلام الإلكترونية التليفزيون بالذات يقلل من الوقت الذي يخصصونه للقراءة ويعوقها أيضا، وجاءت الأسرة في مقدمة الجهات التي تشجع على القراءة في حين جاء الأصدقاء والصديقات والزملاء والزميلات والمدرسة في ترتيب متأخر وقال غالبية المبحوثين اكثر من 70٪ أنهم يعتقدون ان المصريين بصفة عامة بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات اقل إقبالا على القراءة الآن عن ذي قبل او عن الأجيال السابقة وقال غالبيتهم أيضا انهم يتفقون مع الرأي القائل بأن القراءة من الوسائط الإلكترونية المتعددة ستحل محل القراءة من المطبوعات في المستقبل القريب بناء على ماتشهده هذه الوسائط من تطور سريع يوما بعد يوم نحو الأكثر جاذبية والأسرع والأصغر حجما والأقل سعرا وأشارت الدراسة إلى معوقات الإقبال على القراءة منها : التعرض لوسائل الإعلام الإلكترونية وانتشارها، وجاذبيتها، وارتفاع اسعار الكتب وضيق الوقت وانخفاض مستوى المعيشة وضغوط الحياة وافتقاد القدوة الحسنة، أما عن اهم التوصيات التي قدمها الباحث الدكتور محمود عبد الرءوف كامل للإقبال على القراءة وحبها هي أولا : ضرورة العمل على غرس حب القراءة من قبل الأسرة (الأبوين بالذات) ومن قبل دور الحضانة والمدارس ودور العبادة وغيرها من مؤسسات المجتمع لدى الأطفال منذ بداية إدراكهم ثانيا : ضرورة الاستمرار في جهود التشجيع على القراءة على مختلف المستويات في الدولة كالمدارس والجامعات ودور العبادة والمصالح والمؤسسات العامة والخاصة ثالثا :ضرورة العمل على الوصول بالأنشطة والجهود التي تشجع على الاهتمام بالقراءة وتجذب الانتباه إلى أهميتها إلى كل ربوع مصر وعدم الإقتصار على تركيزها في في القاهرة والاسكندرية رابعا : ضرورة عمل مسابقات بمكافآت سخية تشجع على القراءة وتشمل جميع أنحاء مصر وتستمر طيلة العام خامسا : ضرورة تفعيل حصص وأنشطة القراءة الحرة في المدارس والجامعات بدلا من كونها (سد خانة) أو إجراء لاستيفاء الأوراق، وإشراف حقيقي ومتابعة مستمرة سادسا : ضرورة ان تخصص وسائل الإعلام الجماهيرية مثل الصحف والمجلات والراديو والتليفزيون والسينما والانترنت مساحات ووقتا وجهدا اكبر للفت الانتباه إلى أهمية القراءة والتشجيع عليها وبتوجيهات مباشرة من الجهات المسؤولة ودعمها والمهم مين بشؤون الثقافة والتنمية في المجتمع ويكون التنبيه إلى أهمية القراءة وعرض الكتب ومناقشتها ضمن البرامج والصفحات التي يقبل عليها اكبر عدد من الجمهور وفي اوقات ذروة المشاهدة والاستماع، حقيقة الأمر أن نتائج وتوصيات الدراسة الآنفة على درجة كبيرة من الأهمية تصب في بناء الإنسان المصري ومستقبل الأجيال القادمة في عالم لايعترف إلا بمن يمتلك قوة المعرفة فالمعرفة قوة تفسح لصاحبها مساحات واسعة من السطوة قبل أن يقع تحت سيطرة وسطوة من هو أكثر معرفة، فلنجعل الفعل (أقرأ) هو اللبنة الأولى في تشييد جمهوريتنا الجديدة