الأربعاء 15 مايو 2024 - 01:30 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

الثقافة بين القاهرة القديمة والعاصمة الجديدة


د.حاتم الجوهري
الاثنين 11 مارس 2019 01:22:43 مساءً



فلسفة المكان هى ما يجب ان نبحث عنه إذا قررنا أن نمتلك عاصمة جديدة للبلاد، والسؤال الأول في هذه الفلسفة ماذا سيكون دور القاهرة القديمة هنا، هل ستتحول لمجرد قيمة دفترية لمجموعة من الأصول العقارية، قد تضخ بعض الأموال في خزينة الحكومة لبعض الوقت، أم لابد من فلسفة جديدة تمنح للقاهرة التاريخية دورها.

أعتقد أن الثقافة أو فلسفة إعادة إنتاج التراث هو لب فلسفة المكان التي يجب أن تحمل القاهرة للمستقبل، في تعايشها إلى جوار العاصمة الجديدة، ليس كل ما يباع يعد مكسبا، تجري حركة فك وتركيب ضخمة للقاهرة القديمة، لكن في تصوري هى حتى الان بلا فلسفة واضحة.

أرى أن تتحول القاهرة لمتحف مفتوح يتعانق فيه التراث والفن القديم مع الجديد والفن الحديث، بمعني أن تستعيد القاهرة حرفها التراثية من نسج للسجاد اليدوي ومصنوعات الآرابيسك والخيامية وفن العرائس والتحطيب والأراجوز.. الخ، إلى جانب فنون الشارع الحديثة والأماكن المخصصة للرسامين والنحاتين وفرق المسرح المتجول، والسينما المستقلة، ومنصات إلقاء الشعر.

يجب ان يتم مفصلة القاهرة وجغرافيتها الجديدة حول أحيائها التراثية ومبانيها المسجلة في صفحات التاريخ، مع إنشاء مراكز ثقافية جديدة  تفتح أبوابها لكل الوافدين من دول العالم، معهد للخط العربي وورق البردي المصري، معهد للآلات الموسيقية المصرية القديمة والأغنيات المصرية المدونة على حجارة المعابد وفي لفائف البردي، معهد لفنون الأداء ومقارنة القصص الشعبي بين التراث المصري ونظيره العربي والإفريقي والعالمي، معهد للسياسات الثقافية يستشرف المستقبل ويفتح أبوابه للجميع.

أعتقد أن مقاربتنا للقاهرة القديمة في ظل ظهور بشائر العاصمة الجديدة يجب أن تأخذ شكل فلسفة واضحة للمكان، قبل ان نخلق عشوائية جديدة، لا يضبطها سوى مجموعة من الكباري والطرق لتصل للعاصمة الجديدة، القاهرة تحمل عبق الشخصية المصرية التاريخية وثقافتها، والقفز على العاصمة القديمة ونسيانها بهذه الطريقة، ليس إلا قفزا على روح الشخصية المصرية.

تصلح القاهرة القديمة لأن تتحول لمنصة ثقافية عالمية تستعيد بها مصر قوتها الناعمة وأثرها الثقافي القديم، لذا أقترح أن تبقى وزارة واحدة في مكانها القديم ولا تنتقل إلى العصمة الجديدة، وهى وزارة الثقافة المصرية، وأن يخصص لها أحد المباني التاريخية في شارع القصر العيني (بعد انتقال شاغليه للعاصمة الجديدة)، وبالإضافة لدورها في كل محافظات مصر يكون دورها المحوري، هو إدارة القاهرة القديمة وتحويلها لعاصمة ثقافية لمصر المستقبل.