لايحدو بعاقل انكار ان الثقافة تلعب دورا هاما في حياة الناس، بل كانت في ما مضي جسر ا للتواصل بين مصر والعالم في وقت ازدهرت فيه بفضل علمائها ومفكريها وعلي الاخص في فتره الأربعينيات من القرن الماضي وما تلاها ، بيد انه مع تغير ذائقة المتلقي وانتشار وسائل التواصل الحديثه تحول مفهوم الثقافة وبات جليا انه علي المثقف بذل جهدا مضاعفا لحمايتها من المفاهيم الدخيلة والمصطلحات الغريبة ، ومن ناحية اخري تعاظم الخوف من تأثيرات وسائل التواصل علي اختلافها و التي وان كانت لها ايجابياتها لكنها اتاحت المجال لمزيد من تسطيح اللغة والثقافة وهو دور منوط بالمنصات الثقافية النازحة نحو الجدية والتطوير.
لم يأت التفكير في تدشين موقع ثقافي بين ليلة وضحاها ولم نستيقظ وزميلي الشاعر والكاتب سيد يونس علي فكرة سريعة لنحذو حذو الكثيرين في تأسيس موقع ليدر علينا ربحا او غيره ،والحق له الفضل في خروجه للنور لانه صاحب الفكرة منذ عدة سنوات وتجمعنا صداقة واخوه وزمالة مهنة المتاعب والمتعة الصحافة وكنت اتخوف من الاقدام علي التجربة لانشغالات المهنة وتكليفاتها التي لاتنتهي الي أن شعرت بالغيرة علي مهنتي ورسالتها السامية ولا ادعي في نفسي افضلية لكن حقيقة دامغة لابد ان نعترف بها وهي ان الصحافة الثقافية في بلادنا لاتلقي ذات الاهتمام كغيرها من الاقسام والاسباب مازالت غير مقنعة فهناك من يذهب بالقول أنها تقدم لفئة محدودة أو النخبة، وآخرون يجدونها "لاتؤكل عيش" من اجل ذلك لبيت دعوة زميلي الكريم لاسباب تتعلق فيما ذكرته في سطوري السابقة وربما لشعوري بأن ثقافتنا وحضارتنا العريقة تحتاج منا جميعا ككتاب صحفيين او كتاب راي و عاملين في المجال الاعلامي بصفة عامة أن نقدمها بصورة تليق بها من خلال تقديم كلمة جادة وحقيقة واضحة والدخول لمناطق النور في الابداع بكل تنويعاته ومصادره.
نعدك القارئ الكريم بمنصة ثقافية من خلال موقعك "افريكانو الثقافي" تحترم عقلك وتضيف الي معرفتك دونما أي تحريف للحقائق أو المجاملة علي حساب الحق والعدالة وأن كلفنا ذلك عناء السهر والسعي وراء الخبر من مصدره ، لن نسعي وراء الكسب في مقابل اللامصداقية سيكون هدفنا الأول والأخير تقديم ثقافة جادة ولن يتأتي ذلك سوي بالتواصل مع المبدعين الحقيقيين والسعي خلف كل ماهو جديد ومفيد وصادق وشيق وحقيقي .وذلك من خلال مجموعة مختارة من شباب المحررين يدعمهم بالخبرة مجموعة مختارة من الصحفيين الأكفاء.
اخترنا عنوانا للموقع "افريكانو الثقافي " يقينا منا ان الثقافة ليست حكرا علي بلد بعينه فجميعنا في خندق واحد نواجه محاولات هدم وطننا بالعلم والثقافة والمعرفة، لن نجامل أحد المبدع سنرفع له القبعة ، ومن يتجاوز سنذكره، سنرفض التجريج شعارنا دوما الحقيقة ولاغير الحقيقة،حلمنا أن تصبح افريكانو منبر كل مبدع وملاذ كل تواق للمعرفه.
