الثلاثاء 14 مايو 2024 - 09:43 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

تقاسيم


د. زينب العسال - تقاسيم
الأحد 17 مارس 2019 01:40:56 صباحاً



سلوى حجازى أيام بلا نهاية

مع إعلان الساعة الخامسة..نترك نحن الصغار كل شىء. .بعد يوم دراسى طويل يبدأ من السابعة والنصف وينتهى قرب الثالثة تقريبا. .. اللعب هو السمة الغالبة على حياتنا بعد إنجاز الواجب المدرسى كانت أمهاتنا تساعد فى إنجازه. 

لا نشعر بالسعادة الحقيقية إلا مع صوت موسيقى ب نام عصافير الجنة .- دول بقى احنا- عفاريت الدنيا .

لم يكن هذا الصندوق العجيب منتشرة فى كل بيوتنا على ناصية شارعنا كان هناك كشك فيه تليفزيون يقف الرأي والجاى أمامه لمشاهدة المباريات أو النشرة أو خطب جمال عبد الناصر..لحسن الحظ كان بيت خالتى به تلفزيون هذه الميزة أتاحت لى وصديقته أن نشاهد عصافير الجنة.كله عس اذا رميت  الإبرة ترنيمة مغناطيس يدنا أمام الشاشة إلى أن تطل علينا سلوى حجازى بطلها الجميلة وصوته الهامس

ا لمليئ جنية الأمومة ..نسمع الحكايات كنت أتعجب من أين تأتى بهذه الحكايات اليومية ..بينما جدى تحكى لنا عدة حكايات تعيدها مرة بعد أخرى!  لم أكن أعرف أن هناك من يكتب أو يعد البرنامج مثل كاتبنا الكبير عبد التواب يوسف أو نادر أبو الفتوح أو أحمد نجيب

ظل هذا البرنامج هو برنامج الأطفال نحن الجيل الذى ولد فى مطلع الستينيات ومنت الخمسينيات ..تحرص أمهاتنا على مشاهدة البرنامج بعد انتهائه تسمع أحاديثه عن فستانها طريقة تسؤدريعة شعرها الأسود غير المصبوب ..مكياجها .رسمة عينها لم تكن مذيعات الجيل الأول يعرفن العدسات الملونة كل شى طبيعى .

كنا وقتها نعيش سحر الأبيض والأسود والقناة الأولى والثانية هذا هو تليفزيون جمهورية مصر العربية

تعلقت قلوبنا بحب سلوى حجازى لذا كانت فيتنام كبيرة عندما أعلن عن وفاتها أثر حادث سقوط الطائرة القادمة من ليبيا

وقتها لم أكن وأظن جيل يعرف أن سلوى حجازى شاعرة تكتب بالفرنسية

كانت سعادته كبيرة عندما شاهدت ديوانها " أيام نهاية" وظلال وضوء على أحد ارفع منفذ البيع بهيئة الكتاب ..ترجمة انيقة المترجم عاطف محمد عبد المجيد ..مع مقدمة للديوانين تمتعت أن يتم الاحتفاء بهذا المنجز الذى تأخر سنوات طويلة . وتمنيت أن تترجم قصصه التى كتبتها للأطفال .

كانت مشاعر من الدهشة والإعجاب والأسى تنتابني وانا اقرأ الكتاب وكل  قصيدة فى الديوان وكأننا اسمعها بصوت سلوى حجازى مذيع المفضلة ..  هذه إشارة التى تمتلك الوعى والحدس وتشعر باقتراب الأجل .ليصل الأمر إلى نعى النفس ..

نجح المترجم فى الإمساك بروح سلوى حجازى الشفيفة ..سلوى حجازى لم تكن أبدا كبيرة المذيعات فقط بل شاعرة كبيرة لم تحظ بمكانتها التى تستحقها بين الشعراء