السبت 27 أبريل 2024 - 02:52 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

أصل الحكاية


أيمن باتع فهمى
الاثنين 18 مارس 2019 06:20:31 مساءً



 

 (هل يموت الذي كان يحيا أبد)

 

ستتذكر دائما هذا البيت لاء نجيل الثورات عم أمل دنقل  الذي كتبه وهو علي فراش المرض في الغرفه (8) الشهيره بمعهد السرطان عندما سمع بنبأ وفاة صديق عمره القاص يحيي الطاهر عبدالله ..كلما داهمك خبر وفاة احد احبائك ..

اتذكر ذلك اليوم البعيد..كنا في اوائل الالفية الثالثه والمكان هو نادي ادب قصر ثقافة المنصوره واللقاء هو أمسيه خصصت لمناقشة اهم الأحداث الثقافيه في قرن مضي ..المتحدثون هم الشاعر والمفكر محمود الزيات الأب الروحي لشباب الحركه الثقافيه الجديده في المنصوره والمفكر الناقد اليساري عبداللطيف محمود والروائي المبدع دكتور أشرف حسن والشاعره الدكتوره غاده عبدالفتاح والناقد فادي عوض والعبدلله الذي تحدث عن القصه العربيه في قرن  والجدل والحديث عن الصراع بين ثقافتين ..ووقوع المثقفين الذين كنت ومازات اعتبرهم معتزلة هذا الزمان تحت اسر خطابين لاثالث لهما ...اولهما الخطاب الانجلوسكسوني  الذي كرس له ودعمه في ثقافتنا العربيه عباس محمود العقاد ..ثم الخطاب الفرنكفوني الذي حمل لواءه العميد دكتور طه حسين  وبعد ان انهيت حديثي طلب الكلمه شاب لم أكن اعرفه تحدث عن الفن التشكيلي وعلاقته بأشكال الفنون الاخري  رابطا ذلك بالتقدم التقني  الذي صاحب ظهور الراديو والسينما والتليفزيون .. كان هذا الشاب يتحدث والعبدلله يتامل وجهه الطيب او المتسامح علي حد تعبير صديقي الشاعر الجميل وائل فؤاد...

تعرفت الي صديقي الدكتور شريف كمال صقر في ذلك اليوم البعيد وصارت بيننا سجالات ..اختلفنا كثيرا واتفقنا اكثر  والي هذه اللحظه قلما تجد انسانا مثله فهو المثقف الموسوعي ..ليس لانه يجمع بين الطب والادب ويتقن كتابة القصه القصيره ..ولكن لانه كان يري الرابط بين الاشياء حين يفقده الاخرون

  مسحراتى الوطن     

اتذكر انه كان افضل من ناقش ماكتبناه جميعا في العدد التذكاري الذي خصصته مجلة (القادمون) لذكري انتفاضة الاقصي الثانيه  راجيا وصارخا من قلبه فينا  ان نظل نوقظ وعي الاجيال القادمه حتي لو تحولنا الي (مسحاراتيه) في امه تلبستها ذاكرة الأسماك تجاه مارتكبه عدونا الصهيوني من مجازر في سيناء ومدن القناه ..كان يقول يجب ان تبقي دماء أطفال مدرسة بحر البقر امام اعيننا  ..هذه اليقظه وهذا الوعي الشفيف بقضايانا الكبري التي لايتخلي عنها شريف المثقف الفاعل الي انسانيته التي يشهده لها كل من عرفه ومواقفه النبيله مع مرضاه  ذكريات لاتنسي ولاتمحي من ذاكرة الوطن رحم الله شريف كمال صقر الذي كان اكثرنا تسامحا ..كأنه غريب او عابر سبيل