الاثنين 29 أبريل 2024 - 09:37 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

أدب الخيال العلمي العربي.. إلى أين؟


د. السيد نجم
الاثنين 18 مارس 2019 06:25:34 مساءً



 

قدم "المسعودي" في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر", وقص عن الاسكندر الذي سعى إلى اكتشاف قاع البحر.. فكانت المغامرات الغرائبية والمثيرة, مما يشي بخيال أدبي طموح.

كما تحدث "القزوينى"عن" عوج بن عنفق" الذي جاء من كوكب آخر وشرح قضية الحياة على الكواكب الأخرى.. بما يشي بقدرة الكاتب على الانفتاح الخيالي.

أما "الفارابي" تحدث عن المدينة الفاضلة, وهى الفكرة التي تناولها توفيق الحكيم في قصة قصيرة "في سنة مليون", وصبري موسى في "السيد من حقل السبانخ".

وبالنظر المتأني يتوافر غيرهم في التراث العربي ممن سجلوا وأبحروا بخيالهم, فيما يمكن أن نطلق عليه الآن بأدب الخيال العلمي..

كان ميلاد "أدب الخيال العلمي" حديثا تعبيرا ﺇنسانيا ولو من باب الخيال المحض حول الطبيعة، وتجاوز معوقاتها. فولد ذلك النمط الجديد للتعبير عن محاولة الإنسان  استلهام العلم.

قدمت د. مها مظلوم تعريفا لرواية الخيال العلمي: "هي رواية مستقبلية تقوم على الحقيقة الثابتة حينا أو المتخيلة عن جانب مجهول منالكون و الحياة حينا آخر, شخصيتها اسمية أو رقمية غير مكتملة الهيئة النفسيوالجسدية, تنقل زمان الخطاب الروائي – المسرود في الغالب– إلى زمان مستقبلىأو استرجاعي متوهم, وإلى مكان خيالي, أحداثها مشوقة ومثيرة تدفع إلى التفكير في نتائج هذا الخيال المقنن والموظف, فتقدم حلولا مستقبلية يجب أن تكون عليه في ظل التقدم العلمي المتسارع, كذلك تقدم  محاذير لنتائج تلك النظريات العلمية إذا أسيء استخدامها دون حساب النتائج, عنصراها العلم والأدب."

تشير الدراسات أن الرواية العلمية بدأت في العالم العربي خلال فترة الستينيات من القرن العشرين، مع بعض المحاولا الرائدةعن الكاتب توفيق الحكيم,و"عز الدين إسماعيل" في مجموعة من التمثيليات الإذاعية.. وغيرهما.

ربما يرجع ذلك إلى أنه خلال عقد الستينيات من القرن الماضي، فكانت إرادة الكتابة في الخيال العلمي هي إحدى سمات الفترة.

 كتب "د.مصطفى محمود" رواية "العنكبوت" عام 1965, و"رجل تحت الصفر" عام 1967م.. ثم "نهاد شريف" في روايته "قاهر الزمان" عام 1974, و"سكان العالم الثاني" عام 1977, و"الشيء" عام 1989, ورواية "ابن النجوم" عام 1997.

كما كانت هناك العديد من الروايات بقلم "صبري موسى", و"ايهاب الأزهري", و"اميمة خفاجي".. وغيرهم .

أما مجمل الأفكار العلمية التي شغلت الساحة الثقافية..

: الأطباق الطائرة وتأثيرها أو هبوط أجسام فضائية غريبة، أو كائنات غامضة.. علاج بعض الأمراض الاجتماعية, باستخدام حيلة علمية غير مألوفة.. فكرة التناسخ, وأن تسكن جسد الإنسان أرواح غير روحه.. نقد تأثير النظم السياسية على الأفراد.. ثم كانت أفكار ومعالجات لمشاكل مع رؤية مستقبلية من خلال: تطور الهندسة الوراثية, فكرة الخلود, فكرة الحياة الأفضل أو يوتوبيا المدينة الفاضلة, الحلم بحضارة مختلفة، تحل محل الحضارة المعاشة.

وهناك الأعمال التي تتناول فكرة "السلام" والحلم بمجتمع عالمي آمن.. وضحت في رواية "سكان العالم الثاني"/ "نهاد شريف. وفيها يشير الكاتب إلى السلام المرهون بالقوة. أما رواية "السيد من حقل السبانخ"/ "صبري موسى" يعبر عن الخوف من السلام برؤية داخلية أي داخل مفهوم السلام, فيقول السيد"هومر": "أيها السادة إنكم تقتلون الأحاسيس الخلاقة في المواطنين.. إنكم تقتلون الحرية الشخصية داخل فكرة الانضباط.. و تعوقون الخيال الإنساني عن الانطلاق الجامح الذي تولد فيه العبقرية الخلاقة"

الأمثلة السابقة وغيرها تكشف أكثر ما تكشفه عن أن موضوع الحرب والسلام, والخوف من المستقبل هي من الموضوعات التي شغلت كتاب أدب الخيال العلمي كثيرا.

                     Ab_negm2014@yahoo.com