أنا وغزل البنات
منذ أسبوعين كنت ضيفة قناة النيل والدراما والتاريخ ..للحديث عن فيلم غزل البنات . دراميا وتاريخيا. هذا الفيلم احب مشاهدته كثيرا
لعل أهم الأسباب انه آخر فيلم للفنان الكبير نجيب الريحانى المنقول فى الكوميديا إلى فنان كبير يفجر كم هائل من الشجن والألم ..إننا أمام مشاهد ومواقف تثير مشاعر المشاهد فى كل وقت وكل حين عن الحب النقى. .الحب المستحيل بين أستاذ حمام والتلميذة الشقية الجميلة اخفي الروح رائعة الصوت صوت الذهب المرصد بالماس. . لن أتحدث عن ليلى أيقونة الحب النبل والجمال ..لكن الحديث عن الريحاني ابن باب الشعرية ..مصرى الأم عراقى الأب ..
كانت فرقة الريحانى نبض للمشاعر الوطنية المصرية آنذاك. .كانت الطبقة الموسرة التى خرجت من أزمات الحرب العالمية الثانية -أثرياء الحرب- هدفا لهجوم الريحانى فى المسرح باعتبارها طبقة طفيلية مستقلة ، وتحمل الريحانى -بالتالى-لقضية الفقراء..وهو الذى كان فقيرا ذات يوم -فاختار أن يؤدى دور الإنسان الضعيف الذى ينتمى من الوجهة المادية اسفل السلم الاجتماعى هو موظف حكومة أو فى شركة أو مدرس لغة عربية أجره ربع جنيه فى اليوم ..أو كاتب حسابات لنتذكر الشئ لزوم الشئ. .عبارة مشهورة تتردد على الالسنة..فى الغالب يجد نفسه فريسة للبطالة فى الثلاثينات بسحسين صدقى أو عماد حمدى أو محمد فوزى الخ لكن نجيب الريحان جماله ينبع من الداخل من الروح الملامح مشلفطة لكن النفس عزيزة وشفافية الروح تضفى عليه وسامة وطيبة القلب..تجعله يخترق كل الحواجز لغزو قلبك ويتربع الى ذلك
كان غزل البنات الفيلم قمة أداء نجيب الريحانى خلد الفيلم الريحانى الذى مات بمرض التيفودقبل نهاية الفيلم فاضطر أنور وجدى مخرج ومنتج الفيلم الاستعانة بشبيه للريحانى لينتهي الفيلم بلقطة كبيرة لوجه الريحانى يودع جمهوره ببساطة اسيانة. .تلخص حياة هذا الرجل الذى عانى فى حياته كثير فشل فى البدايات ..فشل فى زواجه بمن أحب ..فقدانه لأخيه وأمه التى أحبها بجنون .يقال ان كان لديه المقدرة على استدعاء الدموع والبكاء من عين واحدة ..
كشف لنا الفيلم موهبة جديدة فى الفنان الكوميدى ..الغناء . كيف جازف الموسيقار محمد عبد الوهاب ..بمشاركة الريحانى لصوت الرائعة ليلى مراد فى عينى بترف. .يؤدى اللحن دون نشاز....وأستاذ حمام .نحن الزغليل.
مضى قرابة السبعين عاما على وفاة نجيب الريحانى الذى أمتعنا لكننا لم نوفه حقه فى دراسة فنه المسرحى لكن سيظل الريحانى الذى قدم ستة افلام علامة فى السينما المصرية..شخصية الريحانى ظاهرة متفردة فى تاريخنا المعاصر
