الاثنين 29 أبريل 2024 - 08:30 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

شعراء في محراب الرواية


زينب عيسي
السبت 23 مارس 2019 11:49:23 مساءً



منذ ظهورها استقطبت الرواية الكثير من الأقلام، أثروا فضاءها  وقدموا فيها تجارب تستحق الاشادة ، الي حد عزا  بكثير من الشعراء ان يقتحموا هذا العالم الممتع الغرائبي المدهش ، وقد شهدت الساحة الثقافية العالمية هذا النوع من الانتقال منذ فترات بعيدة من كتابة الشعر إلى كتابة الرواية، فهناك شعراء كبار فرنسيون أو بريطانيون  أو غيرهم اقتحموا عالم الرواية، وفيه أتوا بما يفتن ويثير الإعجاب. وربما كان غوته وفيكتور هوغو من أعظم هؤلاء، ولا يمكننا أن ننسى أيضا روائيين كبارا بدأوا حياتهم بكتابة الشعر مثل جيمس جويس، صاموئيل بيكت، ويليام فوكنر وغيرهم. ثم انتقلوا إلى عالم الرواية، ليظلوا فيه حتى النهاية..

وفي العالم العربي،ظاهرة انتقال الشعراء إلى كتابة الرواية باتت ملفتة للانتباه وورائها اسباب متعددة .ويري النقاد أن هذا الامر  لم يسبق له مثيل في الأدب العربي المعاصر. ويرجع الي عدة احتمالات منها خفوت الشعراء في زمن صارت فيه الرواية الاقرب الي نبض الشارع والقارئ ،كذلك ساهمت الجوائز الرفيعة في مجال الرواية الي انتقال عدد من الشعراء الي الرواية مثل،جائزة الشيخ زايد، وجائزة العويس وساويرس وغيرها  ،ومن الشعراء العرب الذين  توجهوا الي مضمار الرواية عباس بيضون، وعبده وازن، وأمجد ناصر، وعبدالقادر الجنابي، ومن المغرب العربي مثل المنصف الوهايبي، وحسن نجمي، وياسين عدنان، ومحمد الأشعري،وغيرهم ،وكتب هؤلاء روايات تعكس في جلها القضايا المهمة والأساسية . الأمر الآخر الذي أكسب الرواية العربية مكانة متقدمة على الشعر هو فوز نجيب محفوظ في عام 1988 بجائزة نوبل للآداب. فقد كان من المنتظر أن يفوز بها شاعر باعتبار أن العرب "أمة الشعر" منذ القدم. إلاّ أن "نوبل" فضلت في النهاية منح جائزتها العالمية لروائي..

وربما  يعود توجه الشعراء لكتابة الرواية الي ان الرواية قد تكسب من الشعراء المقبلين على كتابتها ما يثريها ويعدد أساليبها، ويغذيها بأدوات فنية غير مسبوقة،وهنا يصبح هؤلاء الشعراء مكسبا حقيقيا للرواية ،كما أن  الرواية تتميز بفضاء أكبر وتحظى بشعبية كبيرة، وهي ايضا  مرغوبة أكثر عند أصحاب دور النشر هذا كله دفع شعراء لخوض تجربة كتابة الرواية وشجعهم على أن السرد يأخذ حيزا كبيرا من الأعمال الروائية ، وكما أن السرد جنس أدبي بين الشعر والرواية اذن كلاهما وجهان لعملة واحدة  شريطة الا يخدع الشاعر شكل الرواية وظهوره سهلا مقارنة بالشعر حيث يتمتع  السرد في الرواية بنوع من الكاريزما التي تجتذب الكثيرين نحوه