دموعا لا تجف على جنودنا الذين  استشهدوا  أهديها إلى أبنائنا الأبطال رضي الله عنهم وتقبلهم شهداء

على وطني ..

لم أعد يا بكاء أحبك

ما عدت تشفي غليلا

ولا عدت تسقي نخيلا ..

وإن الدموع الرحيمة باتت

دليلا على العجز

والبدرُ في صفحة الليل

يلفظ أنفاسه

ويموت قتيلا

**

وإنا قُتلنا من القهر داخل تلك الحدود

كما يُقتل الآن إخوتنا

في خطوط التماسات بين الخيانة والنّبْل

يا وطني الحرّ كي لا تعيش ذليلا

**

برأسي حقولٌ من الشوك والمرّ

تنشبُ صبّارها في ضلوعي وتسألني :

من؟

لماذا؟

متى ينتهي؟

كيف لا ينتهي كل هذا؟

وتترك لي في لهيب الإجابات ليلا طويلا

**

وما زال نبح الكلاب

ونهش الذئاب

ونتن السماسرة المرتشين

يسيل على كل شاشاتنا

ويبث الأكاذيب جيلا فجيلا

**

وما زلتَ

 يا شعبُ يا جيش

يا جيش يا شعب

 تنهض فيك عروق الرجال

وإن أنهكتك الخناجر في الظهر

أو أرهقتك الثكالي حمولا

**

وما زال فينا برغم المسافات

ما بين دود الطريق

وبين كراسي السلاطين

ما زال فينا حنينٌ

إلى أن نعيدك يا مصرُ

مجداً وشمساً ونيلا

**

لنا سُمرة الشمس ..

في بسمة النيلِ

في طيبة الأرض

لكن لنا البأسُ

حين تجرّ الأعادي ذيولا

**

لنا وحْدنا دمعة الحب دون جنود البلاد 

حنيناً إذا ما سلام حبيبتنا الوطنيّ تجلّى

نسورا على صفحة الأفق

أو دقت الأسْد فيها طبولا

**

لنا وحدنا نسبٌ في جذور النخيل ..

دم في خلايا الرمال

تفاصيلنا في الحجارة

 كالشمس 

في قمة الهرم المتكبر

 تأبى الأفولا

**

لنا وحدنا حين يذكرنا المحدثون

انكسار عيون الحسود ..

وذلة نفس الجهول العنيد

على السلم والحرب

نحن الرؤوس

ونحن الفؤوس

ونحن أعز قبيلا

**

لنا وحدنا الصبر

 حين تطلّ الأفاعي التي شبعت بعد جوع لتنهشنا حين تعثر خطوتنا

أو بنا تتشفى

فنصبر صبرا جميلا

**

لنا حين تضعف كل السواعد عن حمل تاريخها

حملُ تاريخنا بسواعدنا القاسيات

ورفعُ السماوات حتي ترانا السماء

سماء وحتى تصل العروق صليلا

**

لنا بطشةٌ بالعدوّ عرفتم وجيعتها في الذين أتونا معادين

كيف دفسنا مناخرهم في التراب

ودسنا على كبرهم

وأخذنا العدوّين أخذا وبيلا

**

ويا وطني لا نفاخر لم نرَ للآن شيئا نفاخره

نحن نذكر يا وطنا مفردا بعض أحرفك الناصعات

عسى أن نعالج في هدأة الحرب هذا الصهيلا

**

ونحن نلاعب أولادنا في المساءات ..

نذكر إخوتنا في الحدود

يذودون أيدي الجراد

التي تترصد غفلتنا

فيعود المساءُ حجولا

**

ونحن نلاعب أولادنا ..

إن أولادهم يشربون من اليتم كاسا

ويرتشفون الوداع قلوبا عطاشا

وهدبا بليلا

**

ونحن نغازل زوجاتنا ..

إن زوجاتهم يحترقن من الخوف من وحدة الليل

حين تكون الأصيلة أرملة

فتموت الورود ذبولا

**

رجالك يا مصر أقوى

نساؤك يا مصر أصبرْ

وحين يكون التحدي كبيراً

فنحن مع الله 

والله أكبرْ