الاثنين 29 أبريل 2024 - 08:26 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع هل أكونُ قد عشِقْتُ عاهِرة! شعر الدكتور حسن طلب

 

 
 

هل أكونُ قد عشِقْتُ عاهِرة! شعر الدكتور حسن طلب

  الاثنين 11 مارس 2019 04:28 صباحاً   



الشاعر حسن طلب


وهكذا: دارَتْ عليْنا الدَّائرَهْ!

دارتْ على الثائرِ فى الميدانِ..

بلْ دارتْ على العاشقِ فى أىِّ مكانٍ كانَ!

ما أقسَى الصُّروفَ الجَائرَهْ!

 

ألقَى بِنا صرْفُ الزمانِ: خارجَ الميدانِ..

والثوْرةُ.. تلك الماكِرَهْ

قد أنكرَتْ كلَّ بَنِيها

نسِيَتْ دمَ الشَّهِيدِ.. لمْ تعُدْ حُريَّةُ الثوَّارِ تَعْنِيها

ولا زحْفُ الجُموعِ الهادِرَهْ!

أثورَةٌ تلكَ التى قد شهِدَ الميْدانُ.. أمْ مُناوَرَهْ!

 

و"شهْدُ" قد كانتْ هنا أيْقونَةَ الميْدانِ..

إنْ غائبَةٌ.. أو حاضِرَهْ

فأين "شهْدُ" الآنَ.. أين "هنْدُ".. أين "آسِرَهْ"؟

أين البَناتُ الثائراتُ المُلهِماتُ!

قد ذهبْنَ كلُّهُنَّ الآنَ..

لم تبْقَ سِوَى "غادةَ".. تلك الحيْزَبُونِ الفاجِرَهْ!

واحسْرَتا عليكِ يا "شهْدُ"!

على وجْهٍ مَلاكِىٍّ طُفولىٍّ.. ونفْسٍ شاعِرَهْ!

أذْكُرُ حين أشرقَتْ أوَّلَ مرَّةٍ على الثُّوارِ فى ميدانِهمْ

كيف اسْتناروا بِسَنا طلْعتِها الخَلوبِ الزاهِرَهْ

فيا لهُمْ مِن مُسْتنِيريِنَ.. ويا لِمِثلِها مِن زائرَهْ!

تفْدِيكِ رُوحِى يا عدِيمَةَ السِّوَى

زائرَةً أتيْتِ لِلثورَةِ فى ميدانِها.. أو ناصِرَهْ!

كمْ أوحشتْنِى "شهْدُ"!

كلَّما طفِقْتُ أذْرَعُ الميدانَ..

لمْ أجِدْ سِوَى "غادةَ" تسعَى سافِرَهْ!

كمْ صدَمتْنِى عندما رأيتُها عاريَةَ النَّهديْنِ

فى إدارةِ التَّسويقِ..

مُستسلِمَةً بينَ يدَىْ مُديرِها الصَّفيقِ!

قد أوشكْتُ أنْ أقتُلَها فى الحالِ فى ذِروَةِ الانفِعالِ..

كِدتُ.. لولا قوَّةُ النفْسِ العَطوفِ الزَّاجِرَهْ!

أذكُرُ أنِّى يومَها: انتظرْتُ حتى هدأَ الحريقُ فى دمِى

وقدْ أخفيْتُ ما أخفيْتُ مِن تألُّمِى!

صمَتُّ لحظةً.. ودارتْ هذهِ المُحاوَرَهْ:

أمَا تزالِينَ هنا على طريقِ الغَىِّ

يا أيتُها البَغِىُّ: سادِرَهْ!

فكلَّما انتقلْتِ مِن وظيفةٍ لغيْرِها

تَنتقلِينَ مِن فِراشٍ لِفراشٍ غيْرِهِ!

لمْ يصْفُ منكِ الوُدُّ إلّا لِضَجِيعٍ ساعةَ المُعاشَرَهْ!

- "غادةُ" ليستْ عبْدَةً عندكَ.. أو جاريَةً

تأمُرُها فتسْتجِيبُ صاغِرَهْ!

دَعْنِى.. فإنِّى حُرةٌ فى الانتقالِ

بينَ مَن أهْوَى مِن الرجالِ..

بلْ وحرَّةٌ فى الرفضِ والقَبولِ.. والمُبادَرَهْ!

الحُرةُ الحقُّ هى التى ترُدُّ نفْسَها الأمَّارَةَ الرَّعْناءَ..

إنْ مالتْ إلى الفحْشاءِ..

بالنفْسِ الطَّهورِ الآمِرَهْ!

بالأمسِ كمْ أرهَقْتَنى

فلمْ تزَلْ تأخذُنِى مِن جدَلٍ فى نكَدٍ..

إلى مُناظَرَهْ!

الحبُّ ليسَ سِلعَةً فى السُّوقِ رهْنَ البيْعِ والمُتاجَرَهْ!

لكنْ رِباطٌ قُدُسىٌّ بينَ رُوحيْنِ.. على الدَّوامِ يبقَى

حيثُ ترْقَى الذَّاتُ بالذاتِ.. معًا

فى رحلةِ العُمرِ مِن النقصِ إلى التَّمامِ..

ليسَ مثلَهُ بينَ الأنامِ آصِرَهْ!

فذلكَ الحُبُّ العَفيفُ الأبدِىُّ.. قد تركتُهُ لكُمْ

صرْتُ بهِ.. ومَن إليهِ ينتَمُونَ: كافِرَهْ!

أصبحْتُ قد آمَنَ قلبِى:

أنَّ سُوقَ الطُّهرِ والعفافِ بائرَهْ!

والآن لمْ أعُدْ أرَى فى الحبِّ:

إلّا لحظةً مُنعِشةً لِلحسِّ أو (فرفشَةً) مُدهِشَةً

فهْى تُسلِّينا لكىْ ننْسَى الهُمومَ الحاضِرَهْ

 

ذلكَ حُبُّ السَّاقطاتِ المُومساتِ

حينَ يَبحثْنَ عن الأرزاقِ فى الأسواقِ..

مِن كلِّ هَجُولٍ داعِرَهْ!

كمِ انتشرْنَ الآن حتى صِرْنَ مثلَ الحشَراتِ حولَنا

وشَرُّهُنَّ: الحَشراتُ الطائرَهْ!

فلا يطِرْنَ عن سريرٍ زُرنَهُ إلّا إلى سِواهُ..

لا يعُدْنَ مِن مُخاطَرَهْ

إلّا إلى مُقامَرَهْ!

أهنتَنِى الآنَ بما يكْفِى

ولن أظلَّ طولَ الوقتِ عنكَ صابرَهْ!

أنتِ التى أهنْتِ يا "غادةُ" نفسَكِ:

اتَّخذْتِ نِصفَكِ السُّفلِىَّ سُلَّمًا

يُرقِّيكِ إلى الوظائفِ العُليا

فأمْتعْتِ العُفاةَ المُرتشِينَ والزُّناةَ.. كلَّ واحدٍ بوقتِهِ

فنالُوا منكِ ما كانوا أرادُوا.. ثم حقَّقْتِ الذى أردْتِهِ..

مَشكورَةً وشاكِرَهْ!

لا أملِكُ الآن سِوى البوْحِ بما يَئُودُكَ احتِمالُهُ:

راشُونَ مُرتشونَ.. أغبِياءٌ.. ربَّما

لكنَّهمْ فوقَ السَّريرِ سادةٌ عباقِرَهْ!

ـــــ أشهَدُ: كُنتِ مثلَهمْ على السريرِ: ماهِرَهْ!

لا تَرْكبِى رأسَكِ يا "غادةُ"..

 

لنْ يَنفعَكِ المكْرُ.. ولا المُداورَهْ!

لمْ تربَحِى الوظيفةَ العُليا سِوى برِشْوَةٍ جِنسيَّةٍ

يا لَكِ مِن رابحَةٍ كخاسِرَهْ!

أرجوكَ: كُفَّ الآنَ عن تلك المُهاتَرهْ!

 

أنا الذى أرجوكِ:

كُفِّى مرَّةً واحدةً عن عادَةِ العِنادِ.. والمُكابَرَهْ

سُرعانَ ما نسِيتِ أنَّ مَن تخونُ زوجَها

مِن سنَواتٍ عدَّةٍ مُتَّصِلاتٍ

فهْى- بالطبْعِ- على كلِّ قبيحٍ قادِرَهْ!

أنتَ خنقتَنِى.. فدَعْنى

لمْ أعُدْ قادِرةً على احتمالِ هذهِ المُحاصَرَهْ!

قد انتهَى الحِوارُ بيْنَنا.. وحانتْ ساعةُ المُغادَرهْ!

فلتذْهَبِى حيثُ تُريدِينَ:

إلى الوظيفةِ العُليا.. ومُتعةِ السريرِ العابِرَهْ!

لْترجِعِى مِن حيثُ جئْتِ.. غيرَ مأسوفٍ عليها بتَّةً

لا يأسَفُ الحُرُّ على رحيلِ عاهِرَهْ!

... ... ...

ستُدرِكِينَ عاجِلًا.. أو آجِلًا

كيفَ- بشَرِّ صفقَةٍ- لمْ تخسَرِى نفْسَكِ وحْدَها

خسِرْتِ اللهَ.. والناسَ الثِّقاةَ كلَّهمْ

دُنيا.. وآخِرَهَ!

* *

وهكذا تمَّ الحِوارُ دُونَ أنْ أَعلَمَ:

كيفَ يا تُرَى تحوَّلتْ "شهدُ" إلى "غادَةَ"..

بلْ كيف لِإنسانٍ بمثلِ هذهِ السُّرعَةِ..

أنْ يَخرجَ عن فِطْرتِهِ لفِطرَةٍ مُغايِرَهْ!

.................

وكيفَ قد أخْفقَتِ الثورةُ؟

هل ليستْ سِوَى مُظاهَرَهْ!

دبَّرَها جيلُ الشبابِ الغاضِبِينَ..

الباحِثينَ عن مُغامَرَهْ!

 

أمْ أنها مُؤامَرهْ!

أحْكمَها السَّاسَةُ فى الغرْبِ..

لكىْ يَنهزِمَ الشرْقُ بغيْرِ الحرْبِ..

هل كانتْ دِماءُ الشُّهداءِ صفْقةً مَعلومَةً

بينَ أيادِى العُملاءِ والسَّماسرَهْ!

 

وكيفَ: فى هُنَيْهةٍ.. بطعنَةٍ واحدَةٍ

تَنطفِئُ الثورَةُ والحبُّ معًا!

هل مِن مُحِبٍّ ثائرٍ

يَملِكُ تفسيرًا لتلكَ الظاهِرَهْ!

 

أخبار اخرى فى القسم