الاسبوع الماضى كنت حاضرا فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية . لحضور أمسية للنشاط الثقافى و الفكرى احتفالا باليوم العالمى للمرأة . واستمعت للعديد من الشاعرات المشاركات . و لصديقى الجميل شيخ الشعراء / محمد محمد الشهاوى . - الذى أحبه كثيرا -
وعند صعود إبنتنا الشاعرة / حبيبة الزين شعرت بسعادة بالغة وأخذت أصفق لها تصفيقا حادا حتى لاحظ صديقى ( اليمني ) الجالس بجوارى . نعم .. حقى أن أفرح . ولمَ لأ ؟ و حبيبة الزين إبنة ( الجعافرة ) و شهرزاد الشعر الجنوبي . تلك الفتاة التى تغمرك السعادة عند سماعها بلهجتها الجنوبية الرائعة. تحمل الجنوب بكل تفاصيله . النخيل ، النيل، الصحارى ، الطيبة ، الكرم ، ....إلخ . أنتشيت طرباً وكأن إبنتى هى التى تغرد على خشبة المسرح الصغير .. تجعلك تشعر أنها قطعة منك . خاصة ونحن أبناء الجنوب الناطقين العربية الفصحى بطلاقة . وكما قال المفكر الكبير / عباس محمود العقاد : " أن هؤلاء - و يقصد القبائل العربية - هم أقرب اللهجات الفصحى إلى قريش . "
نعم .. إن مخارج الحروف عند حبيبة الزين واضحة تماماً . إضافة إلى أنها تبهرك بعذوبة كلماتها التى تشعر فيها بعبق الجنوب المصرى فهى إضافة لنا نحن معشر الشعراء ..
ألقت حبيبة العديد من القصائد منها " ركابية " - وهذا إسم عمّتها . وقد وصفتها حبيبة بكل ما تحمل من صفات نبيلة لنساء الجنوب الأصيلات واللاتى يرجع نسبهن إلى أشرف الخلق ( محمد صلى الله عليه وسلم ) .
تقول حبيبة الزين فى قصيدة " العَمّه " :
مشتاقة
و أسوان أبعد من مد الإيد
أبعد من صوتى لما بأقول " عَمّه "
وأبعد من صوتك لما تقولى
الشوفه نصيب
" عَمّه " أجمل من كل حريم قبلى بالترتيب
فضفضتى كتير
و حيطان بيتك سامعه و شايفه
خطوة قدمك
أجمل بكتير من صوت القطر
صحيان الفجر
عشانه خبيز القمح
توبك منقوش
حبة قمح و حبة صبر
غصب الزمن شكَّل لونك بيه
ف بقيتى قمحية و مليحة
مليحة عينيكى يا عمة
ماليها الصبر
............
و لحبيبة العديد من القصائد التى كانت سبباً فى شهرتها مثل : " مجذوب فى حي السيدة " و " الطوفان " و " ساعة فراق " و غيرها ..
وتتجلى " موتيفات " الجنوب فى قصائد حبيبة الزين خاصة عندما تقول :
نخلة " حفيظة " سمعتها بتبكى
جوز الحمام فى الصبح ما جاشى
سبحتى الخضره طارت
واتفرّقوا الحبّات
مكتوب علينا الشقا
نصبح عليه و نبات
يا جنوب يا بعيد
ليه الرّحى قاسى
لا قدر ف يوم يحضن
ولا حزن بيواسى
إحنا كده قبلى
نعرف نعيش القهر
نعرف نعيش الحزن
و العِمّة بتخبى
كيف ما السواد بتلبس
و الحزن كيف يتعاش
طبطب علينا يا زمن
و أدّينا حبّة صبر
يستنوا فرح ما جاش
...............
حبيبة التى تبلغ من العمر ٢٢ عاما .طالبة بكلية الآداب . الفرقة الرابعة . قسم فلسفة . جامعة حلوان . حصلت على المركز الأول فى شعر العامية من الملتقى الثانى لشباب الجامعات بمعرض القاهرة الدولى للكتاب عام ٢٠١٨ . شاركت في العديد من الصالونات الأدبية فى مصر مثل : بيت الشعر ( الست وسيلة ) ، مؤسسة القلم العربي ، ساقية الصاوي ، مكتبة مصر العامة ، أتيليه القاهرة ، مركز طلعت حرب الثقافى . وشاركت أيضا بقصائدها فى العديد من الأمسيات الأدبية فى القاهرة و أسوان و الأسكندرية ..
وحصلت على العديد من شهادات التقدير من: مهرجان الشاعرات العربيات برعاية الاتحاد العالمى للشعراء ، جمعية شباب الجعافرة ، مهرجان أشمون الثانى لشعر العامية ، و نشر لها قصيدة فى كتاب مجمع بإسم الدورة التى تحمل إسم الشاعر الكبير / عبد الرحمن الأبنودي.
وكانت ضيفة على العديد من قنوات التليفزيون مثل : قناة النيل الثقافية ، قناة dmcبرنامج " السفيرة عزيزة " حيث بلغ عدد المشاهدين لقصيدة " العمة " أكثر من نصف مليون شخص فى ٣ شهور ..
وأظننى كنت محقاً عندما كتبت عنها :
فى ندوة شِعر أنا أريت " حبيبة الزين "
شِعرها يفرح الزول اللى قلبه حزين
فى بحور الشعر تقدل كما الوزين
بنت أسوان حبابها الزينة بنت الزين