أكره البطاطس، بل أحبها! لا أطيق لها طعمًا، ولكني مغرمة باللعب بها، أشتريها بكميات، أتفنن في حف جلدها الخفيف بأكبر قدر من الإهدار المتعمد، أصنع من شرائحها أشكالاً مجنونة، أرميها سوداء هزيلة في أقرب سلة مهملات، قبل أن أكف عن اللعب، أحرص أن تحظى أمي بالفرجة على مصير مؤلم صنعته بيدي، تتحسر، أُذكرها بضربات نقشتها علي جسدي لمجرد أنني لم أعرف كيف أجعل القشرة المنزوعة رفيعة جدًا، تقول: "كأنك بتقشري حرير، ملسي عليها بس، اخدشيها من غير ما تضيعي نصها في الزبالة، علشان تكفي كل البطون الجعانة"، أما المسلوقة منها، فقد كانت سببًا في كسر "ضافر إصبعي الأوسط" لأنه غاص عميقًا في لحم الحباية.
كانت تلملم الفتات من القشر وأظافري، تضيفهم للكمية المطبوخة بالخل والتوم.
أنتهي من لهوي، تمصمص شفتيها، أوليها ظهري، أعرف ما ستفعله ولا أهتم، تهرول في عجلة، تجمع الأشكال المبعثرة ، وما تستطيع التقاطه من سلة القمامة، تغسلهم، تعيد طهوهم، تأكلهم وحدها.