الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 01:15 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع < رجل ممطر صيفاً .. دافئ شتاءً > للشاعر : ناجى شعيب

 

 
 

< رجل ممطر صيفاً .. دافئ شتاءً > للشاعر : ناجى شعيب

  السبت 16 مارس 2019 09:08 مساءً   




 

 

(وكان الاستسلام )

 

هو امتثال العقل للعجز

مالي وقتال

لا يجف له دم

ولا تعقبه هدنة

أو استجارة

لرتق البيارق المحترقة

ودفن الجثث التى تتآكل

بفعل ملوحة الجسد

إن طلع النهار فجأة

أغطى كل قتلاي بأسراري

لى في تراب الشباب الغائب

إرث لا تقتسمه معي

حوافر الجياد المنهزمة

 

يا لا ميوعة هذه الحرب

أُهزم تارة وأنتصر أخرى

تدور الرحى

ويحتدم النزال ليلاً.

وفى الفجر

أبدأ برفع الأنقاض

ودفن كل القتلى.

حتى أصبح مستباحًا فيّ

كل محرم من أساليب الحرب

وكل أطرافى مغلولة إلى عنقي

وفي كل ناحية من جدراني

فجوة يدخل منها الضوء

وعدو يفتح بشهوته

عليّ كل فياضانات عرقه

يصارعني فوق بحيرة

من نزيف دائم

وينقض عليّ بضوء

يعمى بصري وبصيرتي

يكتب بدمه على فراشي

وبلغة حديثة لا أفقهها

وثيقة استسلامي.

هل تجدي في هذه الحرب

قطعة حجر من جهنم؟

 

ليس لمثلي عذر في جنايته

فاللجام الملتف حول رقبتي

يزيدنى قهرًا على قهر

وعرق على عرق

عصر يلتحف بفراء الأرانب

وأسر لا يحتفظ بأسراه

وإسرة لا تستطيب

التقاء المودة لحظة غطيطها

علىّ الآن دفن قتلاي

وإطعام كائناتي التي تنزف

كي لا تموت في ساحة جرداء.

أو الفرار

بين حروف اللغة

فيلقفني البحر

وأترك المشيئة

لموج يتلاطمنى

وفريسة تطاردها اسماك الضاري

والتي تسبح في شبقها

أفواج لتنهى على الفريسة

في وقت قياسي

 

تعبت من الغوص

في مطلق لا يحده ضفاف

حتى كلت عن حملي أطرافى

أصعد سريعًا

إلى حيث يتوه سبيلي

ليتلقفني الموج

إلى واد غير ذي زرع

لتنشب العنقاء فيّ مخالبها

كى أتحول إلى طعام شهى

لصغارها الكسالى

من وادٍ لآخر

ومن أبجدية وثنية

لأبجدية مدنية

تلك لعنة رجل

يركن إلى ذاكرته الطفولية

ليبات كل ليلة عاريًا ومبتلاً.

 

أخبار اخرى فى القسم