الخميس 02 مايو 2024 - 04:38 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع " قسم علمى " قصة : أمال الشريف

 

 
 

" قسم علمى " قصة : أمال الشريف

  الجمعة 29 مارس 2019 06:59 مساءً   




كانت عائدة من مدرستها مع صديقاتها وهن يمرحن ويتضا حكن فى طريقهن الى منازلهن ثلاث فتيات فى عمر الزهور فى السنة الا ولى من المرحلة الاعدادية ويادوب خراط البنات بيرسم فى معالم الانوثة على اجسادهن لكن وجودهن بقرية وسط عائلة الممنوعات فيها اكثر كثيرا من المسموحات جعل متنفسهم الوحيد هو احاديثهن الهامسة عن العاطفة وعن فلان أبو عين عسلية أو الأخر الفارع الطول اللى فى الفصل اللى جنبنا قالت لبنى لرجاء بعد أن أوصلتا سعاد الى منزلها ..النهارده فتحى ماانتى عارفاه بص لى وابتسم.. تفتكرى لما أشوفه تا نى أقول له ايه همست لها رجاء متكلفة تقطيبة على وجهها ورزانة بصوتها.. اسمعى يالبنى لازم تتقلى شوية وتعملى نفسك مش واخدة بالك.. لبنى غير مقتنعة.. والنبى أنا غلطانة اللى بحكيلك أنا نسيت انك عقد  ومالكيش فى الكلام ده.. نظرت لها رجاء باسمة معاتبة وكانت قد بلغت بيتها سلمت واخذت تصعد درجات منزلها ساهمة ، كلام لبنى لها وان كان مزاحا لم يكن أول مرة تسمعه من زميلاتها ، عندما تحكى كل واحدة عن اعجابها بزميل لها او عن تلقيها لخطاب ويتجمعن لقراءته وتعلوا أصوات ضحكاتهن  كانت تقريبا الوحيدة التى لاتملك رواية عاطفية ترويها  كان ابيها طبيبا وكانت عيادته بجانب المنزل وكان يحدثها دائما عن حلمه بان يراها هى الأخرى طبيبة "ونقتسم سويا العيادة يارجاء ونضيف اسمك الى لافتة العيادة " لم يسألها يوما عن حلمها ولم تبح هى له به  كانت تحب اباها وآخرماكانت تريده ان تخذله فى توقعاته  كانت جادة فى تصرفاتها منكبة على  تحصيل دروسها لم تعش مراهقتها كسائر زميلاتها كان كل ما يشغلها  هو تحقيق حلم ابيها الذى لم يعد يفصلها عنه الابضع سنوات وهى الأن فى طريقها للالتحاق بالقسم العلمى تمهيدا لارتياد كلية الطب تماما كما رسم أبيها مستقبلها وحلم به . فى يوم عادى من ايام الأسبوع كانت جالسة بفصلها وسط زميلاتها وكان الحديث يدور حول مدرس جديد لمادة الكيمياء قادما للتدريس لهن والجميع يضحك ويتكلم ، فجأة ساد الهدوء المكان بدخول الناظر ومعه مدرس الكيمياء الجديد  قدمه لهم وتركه ، مشدوهة لم تستطع تحويل عينيها عنه  طلب من من كل طالبة معرفة اسمها عندما جاء دورها لم تع المطلوب منها ضحكت زميلاتها  وتولوا عنها الجواب  انصرفت الى بيتها آخر النهار وصورته امام عينيها ناداها والدها كعادته عندما يعود ليتحادثا وتقص عليه ماحدث لها فى يومها  تعللت بانها نائمة لم تجد فى نفسها رغبة إلا للإنفراد بنفسها. لاحظ أستاذها تعلق عينيها به وشرودها الدائم باالفصل وكان يلاطفها بكلمات عندما يلتقيها بالممر الذى يفصل حجرة المدرسين عن فصول الطلبة او عند الانتهاء من الدرس ..لو عاوزه حاجة يارجاء أنا تحت امرك لو فى حاجة مش فاهماها فى الدرس  ابقى تعاليلى فى حجرة المدرسين آخر اليوم اشرحها لك.. ويشفع كلامه بابتسامة كانت تدير راسها ويرتج عليها الكلام ،لاحظ والدها ما ألم بها من شرود وإنصراف عن الطعام والمذاكرة.. هو البنت جرالها ايه ياعزيزة ، إيه إللى مغيرها كده.. بسطت والدتها كفيها بحيرة امامها.. والله مانا عارفه فى ايه ..البنت بقالها كام يوم متغيرة وصايمة عن الاكل.. وانت ماسالتيهاش ليه.. وعرفتى  ايه اللى بيها ؟ اجابها بصوت قلق..  حاولت كم مرة.. والنبى وكل مرة تقولى مافيش حاجة ..  وانصرفت الست عزيزه لشأن من شئونها.   قارب العام الدراسى على نهايته ورجاء منصرفة عن المذاكرة تتعثر فى الامتحانات الشهرية وسط دهشة مدرسيها وذهول والدها. الوحيد الذى ادرك مابها مدرس الكيمياء الشاب الذى استغل الفرصة السانحة وحداثة سنها وطلب منها ان تمرعليه فى حجرة المدرسين بعد انتهاء اليوم المدرسى.. فى ملزمة حتساعدك فى مذاكرة المادة إبقي عدى على. بعد إنتهاء اليوم ذهبت أليه متعثرة فى خجلها كان بمفرده نهض لاستقبالها.. تعالى يارجاء واقفة على الباب ليه. بيده دفع الباب فأغلقه قليلا.. ايوه ياأستاذ.. كانت تحمل بيدها شنطة المدرسة وتضمها بخجل الى صدرها، تناول يدها وشدها اليه معانقا اياها ويده تتحسس جسدها وسط ذهولها وجمودها لاتعرف ما ألم بها، أين يديها لتدفعه عنها. جاهدة تملصت منه مهددة اياه بالصراخ عاليا واندفعت دامعة العينين  بعد ان أفلتها تجرى وهى تبكى إلى أن دخلت حجرتها وأغلقتها عليها لاتعرف كيف وصلت الى بيتها وبماذا ردت على والدتها عندما اندفعت كالسهم صوب غرفتها وهى تهرول ورائها  مستفسرة عن سبب ماهى فيه.. افتحى يابنتى مالك فى ايه.. لم تقو على الرد طيب انا هاكلم ابوكى يجى يشوف مالك  فتحت الباب وعينيها متورمتان من البكاء، أخذتها أمها فى حضنها بقلق وهى تربت على كتفها بيد حانية مالك ياحبببتى كفا الله الشر فى ايه؟  بسم االله الرحمن الرحيم بس لو تحكي لى لو تقولى لى إيه اللى تاعبك. ابتعدت قليلا وفى صوت متهدج .. ماما أنا مش هادخل قسم علمى انا حادخل قسم ادبى .. وانفجرت باكية حلمها الذى ضاع فى أن تصبح طبيبة كما أراد لها أبيها ، باكية وهم العثور على حبيب بعد أن كشف عن وجهه فإذا به إنسان بلا ضمير لم يرحم طفولة مشاعرها ولم يحترم بكارة أحاسيسها ،كانت لاتتخيل أنها ستلقاه ثانية فى غرفة درس واحدة اذا ما اضطرت إلى دخول القسم العلمى وكان هو مدرسها لمدة سنتين. "ياسلام وده اللى قهرك قوى كده ! أدبى علمى اللى انتى عايزاه ياضنايا قومى اغسلى وشك بابا زمانه جاى على ماحضر الغدا   أبوها.. كيف ستواجهه؟ كيف ستردد على مسامعه ماقالته لأمها فى التو وكيف سيكون وقع هذا عليه! رجاء ! إنزلى بسرعة هاتي لى كيس ملح من البقال اللى تحت قبل مايجى بابا وانا لسه ماحضرتش الأكل .. تحركت رجاء كالتمثال وصوت السيارات وأصوات الكلاكسات لم تقطع عليها افكارها.. حاسبى يابنتى العربية.. صاح رجل خلفها و لم تدر إلا بشئ حاد يصدم جانبها الأيسر أصوات من بعيد.. لا الله الا الله  لاحول ولا قوة الا بالله .. حد ينادى الاسعاف ياجماعة..  صرخت امرأة وسعوا ياجماعة البنت هاتتخنق من الزحمة..  فتحت عينيها بصعوبة وبصوت ضعيف همست ماما ماتقوليش لبابا ان انا مش هادخل علمى انا هادخل كلية الطب زى ما إتفقنا وهابقى دكتورة زى ماوعدته. أغمضت رجاء عينيها وظل ابتسامة على شفتيها وطمأنينة قد عادت إليها..  الحمد لله ان بابا ماعرفش..والأصوات تتردد من حولها.. لاحول ولا قوة الا بالله..لا حول ولا قوة الا بالله

 

أخبار اخرى فى القسم