الأحد 12 مايو 2024 - 08:43 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير نيرمين عيد تكتب : أشياءالواقع المعاش وعلاقتها بحياتنا

 

 
 

نيرمين عيد تكتب : أشياءالواقع المعاش وعلاقتها بحياتنا

  الأحد 07 أبريل 2019 01:16 مساءً   




 

 

الطبيعة الصامته مشاركة للحياة الكونية، فكل شىء يلتحم و يتناغم في الوجود، فكل شىء مهما بدا صغيرا أو تافها أو ساكنا صامتا ما هو إلا جزء من كل، فالكلية الشاملة للحياة تضم كافة العناصر العضوية وغير العضوية والتجربة الإنسانية تعتمد على كمال الحياة والمعرفة ومن ثم تنفتح على العالم الساكن المحيط متبنية وعي خلاق بكل ما يحيط بنا من أشياء، فتلك الأشياء ليست مجرد سواكن صماء ولكنها تعكس مفاهيمنا وأحاسيسنا الداخلية لذا قد يستخدم الفنان  الواقع الأصم المحيط والملتصق بنا بوصفة مشاركا لوجودنا من الميلاد للممات، تلتحم بنا، تنصت لنا وننصت لها، أحيانا نتفاعل معها أكثر من الأشخاص، لذا تندمج الذات مع هذا العالم المحيط في رؤية موأنسنه، فهذا الالتحام يصبغها بواقعية ميتافيزيقية إنسانية وهذا تجلي في العديد من النصوص الفنية, وقد يفتح الفنان النص ليتواشج مع الذاتى والتاريخى، والفنى والإنسانى معا فى علاقة نصية فعمل مثل "الأيدى النظيفة" (عرض العمل في  متحف الفن الحديث بمدينة بازل بسويسراسنة2005) للفنان السويسرى الإيطالى الأصل "جيانى موتى"عبارة عن صابونة مصنوعة من شحم حقيقى لرئيس الوزراء الإيطالى "سيلفيو بيرلسكونى" حصل عليها الفنان من عملية قام بها بيرلسكونى لشفط الدهون، ينفتح النص هنا ليزاوج بين الزائل العابر والأبدى الخالد، ليعيد القارئ التساؤل عن معنى الأيدى النظيفة – فتلك الأيدى ستخالط الشخصى، والزائل باستمرارية وستزول أيضاً بفعل الاستعمال وما يحفظ لها الديمومة هو حفظها كنص فنى جمالى، ويثير اسم العمل تساؤلات عن المعنى الدلالى للنظافة وعلاقتها بالرؤية الإعلامية الاستهلاكية التى تعلى من أهمية التجميل حتى باتت عمليات التجميل وشفط الدهون من ضروريات الحياة المعاصرة, ففى عمل ملتصق بالبيت للفنانة منى حاطوم( فنانة فلسطينية ولدت بلبنان سنة 1952، عرض العمل في معرض دوكيومنتا 11.)المكون من غرفة تضم مائدة طعام مع كراسيها، أدوات مطبخ، سرير عارى شماعة وفرن ، كرسى عريض، تربيزة صغيرة، مصابيح كهربية، أباجورات، فالغرفة تصغير لتكوين محتويات البيت ويرتبط الأثاث ببعضه بواسطة سلك كهربائى ملتوى يملأ أرضية الغرفة ويزحف على الأثاث، يبدأ السلك في الاشتعال في ضعف ثم يزداد مع المصابيح الكهربائية ما بين الارتفاع والانخفاض، ويلعب النص على إرجاء المعنى النهائى، فبالإمكان تصور مدى كابوسية الحياة داخل البيت ونتساءل ما هو ذلك الشئ الملتصق بالبيت؟ هل هو الخطر عبر السلك الملتوى رمزاً لما قد يعانيه الفرد داخل بيته الصغير الخاص من تشابك لعلاقات قاهرة؟ وخاصة فيما يخص النساء من قهر السلطة الذكورية أو على المستوى العام بما يمثله البيت من دلالة على الوطن – وربما يعبر عن العلاقات الخطرة عندما ندرك أن الفنانة فلسطينية الهوية، أو يفتح على العلاقات الاجتماعية داخل جدران  البيت العارية من الأمان والسكينة فالسرير في العرض عارى مجرد ألواح معدنية جافة ، فالعرض يقدم رؤية متعددة المعنى تتيح للمتلقى أن يضع نصه الخاص عبر قراءة دلالات العرض , بينما يطرح العرض الراقص التونسي هس Chutt(عرض بمهرجان الرقص المسرحي الحديث الحادي عشر، بالقاهرة، 2010)مسرح باليه سيبيل Dans sybel ballet theareللفنانة سهام بلخوجة  syeham BelKhodjaمدى الالتحام الاجتماعي والنفسي لأنبوبة البوتجاز كطبيعة صامته وعلاقتها الوطيدة مع المرأة. ففي أحد المشاهد ترقص فتاة رقصة منفردة بمصاحبة أنبوبة بوتجاز زرقاء اللون على خلفية موسيقية حزينة في حركات شديدة التعبيرية والبراعة واعتمدت على الحركات الالتوائية الأفقية تكشف عن مدى ارتباطها بحياة المرأة خاصة في المنزل إذ تلتصق بها في كل حركاتها المنزلية فهي تتطبخ بها، وتغسل بها، وتنظف بها، وعبر الحركات التعبيرية الراقصة برزت أنبوبة البوتجاز بمثابة كائن صامت يشارك ربة البيت مشاركة فعالة في تفاصيل اعمالها الاعتيادية المنزلية ومن ثم فهي تحمل دلالات متناقضة، فبقدر ما هي قطعة حميمة للمنزل لاغني عنها لربة البيت إلا أنها قد تثير مشاعر الخوف والقلق من احتمال انفجارها وبالتالي فهي حاملة لتناقض ما بين الخوف من خطر الإصابة بنيرانها والاحتياج، درأ الخطر والاعتمادية ومن ثم يطرح المشهد علاقة شديدة الإنسانية لأنبوبة البوتجاز لم تعد فيه مجرد قطعة ساكنة صماء، وتطالعنا الأدوات المنزلية بأبعاد شديدة الإنسانية داخل لوحات الفنان الألماني"كوانراد كلافيك  Konoral klapheck(1935)"ففي لوحته" زوجة الأب،1967نري مكواة البخار كشخصية/عنصر وحيد للوحة وينبعث منها البخار وتشير خطوطها وألوانها إلى ملمس الحديد الناعم الأملس، أن انسنه المكواة عبر إطلاق اسم زوجة الأب يثير التساؤل حول العلاقة الرابطة بين زوجة الأب ونعومة وسخونة المكواة، وتحيلنا إلى تصور عنف العلاقة الخفي / الباطني مجسدا ( عبر البخار المتصاعد) بين الأبناء وزوجة الأب، وفي نفس الوقت تبدو على المستوى السطحي علاقة ناعمة هادئة وبالتالي تجسد المكواة وجهي العلاقة المراوغة مع زوجة الأب، فكل منهما فاعل ومفعول، فكلاهما الزوجة والأبناء شخصيات فاعلة مجسدة في رمزية المكواة في حين يمثل ما يتم كيه الموضوع/ الحدث/العلاقة ذاتها وما يعتريها من متغيرات للأحاسيس والمشاعر التي تتراوح من البروده والانفعال

 

أخبار اخرى فى القسم