السبت 04 مايو 2024 - 01:22 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع د.زينب العسال تكتب ..تانجو من نافذة بيروت انطولوجيا القصة القصيرة اللبنانية (1)

 

 
 

د.زينب العسال تكتب ..تانجو من نافذة بيروت انطولوجيا القصة القصيرة اللبنانية (1)

  الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 05:13 مساءً   




 

أن تشارك فى ندوتين لمناقشة كتاب نقدى له طابع الأنطولوجيا– كما قال الناقد شوقى بدر يوسف، فى عنوان كتابه- فهذا أمر قد يبدو مرهقاً أوغير شائق، لكن مع كتاب " تانجو من نافذة بيروت، فإن المسألة مختلفة.

تعتمد هذه الدراسة على الطبعة الثانية من الكتاب، وهى من منشورات الهيئة العامة للكتاب، وللأسف فهى طبعة تقل فنياً عن الطبعة الأولى، من حيث نوع الورق المطبوع عليه الكتاب، أو الإخراج الفنى للكتاب، وغلاف الكتاب-  فى طبعته الأولى - كان يعتبر لوحة فنية دالة عن محتوى الكتاب، إضافة إلى حذف جميع صور الكاتبات اللبنانيات، فالصورة لها أهمية لدى المتلقى، بخاصة أن الكاتب اجتهد فى نشر مجموعة من الصور لبعض الكاتبات المجهولات للمتلقى سواء المصرى أو العربى.

أهمية هذا الكتاب أنه قدم لنا منطقة من الإبداع العربى لا يدرك المتلقى أبعادها أو اتجاهاتها بشكل واضح.

ينفى الكتاب تهمة تلتصق بالحركة النقدية المصرية، أنها لا تهتم إلا بالإبداع المصرى دون إلقاء الضوء على ما عداه.

إن مسيرة شوقى بدر يوسف النقدية تعلن عن اهتمامه برصد الاتجاهات والظواهر النقدية الجمالية، بجانب بحثه فى الكتابة النسوية، وتقديم الببليوجرافيا خاصة بها، مثل هذه الكتابات البحثية تقدم العون للباحثين من طلبة الماجستير والدكتوراه.

عنوان هذه الطبعة " تانجو من نافذة بيروت"، يثير التساؤل لماذا اختار الناقد التانجو؟ هل لتماثل هذه الرقصة مع ما تكتبه المبدعات اللبنانيات؟

لكى نتأكد من ذلك، لابد أن نعرف شيئاً عن هذه الرقصة الشعبية الأرجنتينية التى اعتبرتها اليونسكو من التراث الإنسانى .

هذه الرقصة تضم معان كثيرة فهى تعبر عن الرومانسية فى الحب، الرقة، العزوف، الهجر، الصد، التودد، هى رقصة تعتمد على تلامس الأيدى، يقوم بالأداء رجل وامرأة، وإن قدمـت امرأتان فى آخر مهرجان للتانجو فى باريس رقصة تانجو حازت إعجاب الجمهور. لكى نفهم مغزى العنوان ومحتوى الكتاب علينا أن نعرف كيفية أداء هذه الرقصة.

إن كلمة تانجو يقال إنها منحوتة من كلمة tomborالمستوحاة من اسم آلة الطبل، التى تنطق باللهجة الدارجة "الطنبورة"، وهناك من يرى أنها مأخوذة من التلامس باللغة الانجليزية.

تبدأ الرقصة بتحريك القدم اليسرى للرجل، ثم ترجع الفتاة قدمها اليمنى إلى الخلف.

تتكون الحركة من أربع حركات: سريع، ثم بطىء، ثم عودة إلى الوضع الأول، ثم تنتهى الرقصة بتقديم الرجل قدمه اليمنى للأمام، بينما تقدم المرأة قدمها اليسرى للأمام، بحيث يتحقق وضع الاستواء، ويعبر عن المساواة والقبول.

إن الحركة الأولى تعبر عن إقدام وتفوق الرجل، وأخذه بمبدأ المبادرة، فهو الذى يدير الأمر كله، بينما يتراجع دور المرأة، هى"سنيدة" للرجل، يقع عليها رد فعل إقدام الرجل، فنجد حركة الرأس تعود للخلف أو للأمام حسب حركة الرجل، وكأن حال المرأة بشكل عام، والمرأة المبدعة بشكل خاص، يتماثل مع خطوات هذه الرقصة، بينما تأتى زاوية الرؤية من نافذة لتدل على أن الرؤية هنا محددة ومحدودة الاتجاه، مصدرها مكان بعينه، وتعبر عن وجهة نظر محددة، فالعنوان دال وكاشف، وإذا دل على الرومانسية والنعومة والرقة التى تطابقت مع سمات التصقت بالمرأة لقرون، فإن الناقد فى كتابه يعبر عما يخالف ذلك تماما، فالمرأة متمردة، دائمة البحث عن ذاتها التى همشت طويلاً.

فى اعتقادى أن كتابات المرأة لا تمثل التانجو، أى النعومة والرومانسية، لأن كتابات الكاتبة اللبنانية - حتى منذ الإرهاصات - لم تكن رومانسيىة.

يأتى الإهداء إلى كل من الناقدة اللبنانية الكبيرة يمنى العيد و محمد دكروب ( ناشر وصاحب جريدة لبنانية)، فى هذا الكتاب يقدم شوقى بدر يوسف يمنى العيد كقاصة نشرت عدة قصص فى مجلة "أدب ونقد"، وبعض المجلات اللبنانية، إضافة إلى ما كتبته عن الإبداع النسوى.

كان دور الناقد هو الدراسة والاختيار، نلحظ أن هناك نصوصاً ضعيفة لا يليق أن تنضم لهذا الكتاب، وكان من الممكن التركيز على نماذج قوية، تضيف الكثير كمادة علمية توضع أمام الباحثين والنقاد، لكن هذا لا ينال من الجهد المبذول فى الاختيار والتحليل واستخدام أرشيفه الخاص.

تأتى البداية من تحديد المصطلحات، عرض الناقد شوقى بدر يوسف عدة مصطلحات: أدب المرأة والأدب الأنثوى والكتابة النسوية، وقد تحدثت فى كتابى " النقد النسائى للأدب القصصى فى مصر "وكتاب" عن المرأة وللمرأة "حيث ارتضيت أن يكون مصطلح الكتابة النسوية هو المصطلح الذى يتلاءم مع كتابة المرأة وما مرت به من مراحل، فالكتابة النسوية هى محاولة تسعى إلى لحلحة أو زعزعة القيم الثابتة التى يؤمن بها الرجل، ومستمدة من رؤية المجتمع للمرأة.

لقد سارت الكتابة النسوية فى ثلاثة مسارات:

الأول: يضع الصراع بين الرجل والمرأة فى البؤرة، وبطلات هذا الاتجاه يكلن الاتهامات للرجل،فهو المسئول الأول عن تدهور وضع المرأة وتخلفها.

الثانى: يصور المرأة السلبية المستكينة والراضية بوضعها المتردى، وهى تكيف نفسها، وتتعامل مع قاهرها كأنه قدر لا فكاك منه.

الثالث: ينظر هذا المسار إلى اضطهاد المرأة كنتاج عوامل تخلف تاريخية واجتماعية وثقافية خضع لها كل من الرجل والمرأة، فعليها التعاون لخوض معركة مشتركة لتغيير هذا الوضع، لكن الكاتب فى النهاية حدد المصطلح الذى ارتآه ملائما لوجهة نظره، فهو الكتابة النسوية.

يعلن الناقد عن الهدف من كتابة أنطولوجيا القصة القصيرة اللبنانية، وهو استرجاع المشهد منذ أن بدأ إلى أن صار التعرف من قرب إلى ما كتبته المرأة فى لبنان عن ذاتها، وعن واقعها، وعن قضاياها الخاصة والعامة، وعن حساسيتها تجاه هذا الجنس الأدبى المثير فى هذه المجموعة من المختارات القصصية " ص12

 

أخبار اخرى فى القسم