الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 06:00 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مسافة فى عقل المفكر اللبناني فرحان صالح ل"افريكانو":" الشعب سبق الحكومة بخطوة

 

 سيناريو الاستجابة للاصلاحات الأضعف في لبنان
 

المفكر اللبناني فرحان صالح ل"افريكانو":" الشعب سبق الحكومة بخطوة

  الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 07:46 مساءً    الكاتب : زينب عيسي




حاورته زينب عيسي

"صالح" : ضمير الحكام في لبنان مات والانحياز الوحيد لمصالحهم

أكد المفكر  والناقد اللبناني المعروف فرحان صالح  أن المظاهرات اللبنانية ليست وليدة اليوم لكنها جاءت كنتيجة لسلسلة من التراكمات والأوضاع المتردية التي يعيشها لبنان منذ سنوات طويلة أبتعدت فيها السلطة الحاكمة عن الشعب وانحازت الي مصالحها ،وقال أن الشعب اللبناني في انتفاضته  الأخيرة قد توحد علي الهموم  التي دفعته الي الثورة ضد الاوضاع الاقتصادية المتردية والتي تزداد سوء يوما بعد يوم.

 

وأشار"صالح" في حوار خاص ل "أفريكانو الثقافي " الي انه لم يعد ممكنا العودة الي الوراء خاصة وقد أدت تلك الأوضاع الي هجرة كثير من العقول الشابة وحلت محلها كوادر موالية للسلطة ،مشيرا الي ان الحرب الاهلية والطائفية أحد اهم التراكمات الي دفعت بجموع الشعب اللبناني الي النزول للميادين للمطالبة باقالة الحكومة التي علي حد وصفه "متأخرة" دائما بخطوات تجاه الاستجابة لمطالب الشعب.

 

والي نص الحوار:

 

تؤكد أستاذ صالح أن  الوضع اللبناني الحالي لم يأت من فراغ ..كيف ذلك؟

 

 اتصور أن لبنان قد مر خلال الخمسة عقود الماضية باربعة مراحل شكلت الخريطة الموجودة حاليا ودفعت بالأحداث  الثوريةالتي يشهدها لبنان اليوم  أولها الحرب الاهلية اللبنانية وما حدث فيها ،ومن استفاد منها و بالتالي هذه المرحلة أدت الي تدمير مدن لبنانية وامكانات لبنان الأقتصادية وبذات الوقت ادت الي استشهاد مايزيد عن 150 الف مواطن فضلا عن عدد يتجاوز 300 الف جريح .

 

وهل ساهمت مسألة الطائفية في تأجيج الأوضاع؟

 

بالتأكيد  الطائفية من أهم الاسباب التي فاقمت من الوضع في لبنان حيث استلمت السلطة مابين 1992 -2012 وهو ما أدي الي هجرة مليون و500 الف شاب معظمهم لديهم امكانات علمية وثقافية للتوظيف بلبنان ولسوء الحظ تم اسبعاد هذا الجيل والاتيان بجيل يخضع للطبقة السياسية التي نقلت مليشياتها من الشارع  وفق انتمائها الي مؤسسات الدولة  التي سيطرت عليها  تلك الكوادر التي تفتقر الي الامكانيات المحفزة علي النجاح والانجاز .

 

الأمر الآخر الديون التي تراكمت عام 1992 حين أستلم الحص الحكومة وكان علي لبنان ديون تصل الي مليار ونصف دولار وكان علي السلطة ان تسيطر علي الوضاع وقتها التي صاحبتها بحبوحة في العيش رغم تأثيرات الحرب علي الوضاع الاقتصادية والاجتماعية ،ومنذ عام 1992 الي اليوم فاقت الديون 80 مليار دولار وهذا الوضع حدا بالاقتصاديين الكشف عن أن المشروعات التنموية لم يتجاوز ما منح لها 10 مليارات دولار بمناطق معينة ،في حين ذهب الي جيوب الزعامات السياسيىة اكثر من 15 مليار دولارتحت حجج واهية ولاشئ يقدم للمجتمع اللبناني علي أرض الواقع وهو ماأدي الي العامل الرابع من عوامل تدهور الوضع في لبنان وهو تدني الخدمات علي صعيد الكهرباء والماء وغيرها من الخدمات،ويكفي أن نعرف ان الكهرباء في عام 2006 كانت مستمرة دون انقطاع لمدة 16 ساعة في اليوم والآن لاتتجاوز خدمة الكهرباء10 ساعات وباقي اليوم يعيش الناس في ظلام ناهيك عن توقف كل الخدمات التي لها علاقة بوجود الكهرباء.

 

وهل صحيح ما تداولته وسائل الأعلام من انتشار مرض السرطان في قري لبنانية نتيجة فقر الخدمات؟

 

ما حدث من تدني الخدمات دفع المواطنين الي  الاستعانة  بالقطاع الخاص وهو ما مثل عبء كبير ،في نفس الوقت ازداد الفقر وانتشرت المخلفات في كل مكان لدرجة ان بعض القري في البقاع قد أنتشر فيها مرض السرطان بشكل كبيرنتيجة عدم أهتمام الحكومة بالبيئة وعدم وضع ضوابط علي ما يضر بالبيئة فالعديد من المؤسسات الاقتصادية والمصانع ترمي مخلفاتها في الانهار ماادي الي تلوث في مياه الشرب وانتشار الامراض المختلفه.والكارثة أن أحدي القري المحاذية لنهر الليطاني انتشر فيها مرض السرطان حيث توفي مئات المواطنين من هذا المر نتيجة التلوث والفقر .

 

علي حد قولك تدهور  القطاع التربوي في لبنان أحد أهم المخاطرفي السنوات الأخيرة ..  ما الأسباب التي أدت الي ذلك؟

 

تم تدمير الطبقة الوسطي بالكامل مما أدي الي أرتفاع نسبة الفقر والأمية في لبنان  فلاول مرة تنتشر نسبة الامية في لبنان من 16% الي 20 % وهو امر طبيعي نتيجة حرمان القطاع التربوي من موارده المالية حيث كانت ميزانيته 23% قبل الحرب والان  تراجعت بنسبة رهيبة، مشيرا الي ان المهمة الاساسية للسلطة تعبئة جيوب الحكام من مليشيات انتقلت للسلطة ونقلوا معهم أذنابهم مما جعل المواطن لايتحمل تبعات السياسات التي تتبع ضده مصلحته .

 

في رأيك ما أهم الاسباب التي أدت الي المظاهرات اللبنانية الثائرة ضد الحكومة ؟

 

ضميىر من يحكمون في لبنان قد مات ولم يعد لديهم حس تجاه المواطنين فضلا عن الوعود الزائفه بتحسن الاوضاع والضرائب المتراكمة ،فالمواطن العادي يدفع للدولة ضرائب من 800 الي 1000 دولار شهريا ،وتراكم هذه الاوضاع خلال 30 عام ادي الي مانراه الآن من اضرابات وتظاهرات حيث توحد المجتمع اللبناني علي الهموم التي ادت الي انتفاضته الحالية.

 

وما رأيك في مشاركة بعض الأحزاب في المظاهرات ؟

 

خلال الست  ايام الأولي و هي بداية شرارة الثورة حدثت بعض محاولات لشق الصف اللبناني وتفريق المتظاهرين  وهو ما قوبل بحدة من جانب  المتظاهرين واصرار علي الاستمرار للتخلص من الاوضاع المتردية ،وهو مايكشف عدم امكانية السلطة المتهمة بالفساد بمواجهة  الشعب الذي اتحدت فيه كل العناصر ،حتي حزب الله وعدد عناصره مليون و300 الف بلبنان وجدنا مايزيد عن 250 الف قد شاركوا بالمظاهرات وهو ما يدلل علي ان المظاهرات حجمت جميع الاطراف.

 

ماذا تتوقع خلال الفترة المقبلة ..وهل سيستجيب الشارع  اللبناني للورقة الاصلاحية المقدمة من الحكومة؟

 

سيناريوهات للمرحلة القادمة  أضعفها أن يستجيب الشارع اللبناني لما قدمته الحكومة من ورقة أصلاح اقتصادي ،وهو ما أصفه ب"المتأخر" وأكثرهم قربا للمنطق أن يسعي اللبنانيون بارادة موحدة الي تغيير الواقع ورسم صورة مغايرة للسلطة الحاكمة ،أما الاتجاه الأخير يكمن في توقع لحكم عسكري في لبنان بقيادة جوزيف عوض.

 

أخبار اخرى فى القسم