"سفير الحرية" لقب يطلقه الفلسطينيون علي الأطفال  الذي ياتون للحياة نتيجة تهريب نطف والدهم من داخل السجن بعد أن أحكمت السلطات الأسرائيلية عليهم الخناق،فلايجد الأسير الذي يشتاق الي الحرية والدفء بين أحضان أسرته بعد ان حكم عليه المحتل أن يحدد نسله قصريا  الا أن يتحايل علي الظلم ليبقي علي قيد الحياة من خلال ذريته .. ،فأمام الجدار الحجري المرتفع فوقه لأمتار عالية، يحول بينه وبين الشمس والحياة التي أرادها سعيدة مليئة بالشغف والحب والحرية، محاولات كثير من المسجونين الي مواجهة هذا الصلف والتجهيز لعمليات نقل النطف سرا حتي يتثني لهم انجاب الأطفال من زوجاتهم

و بحسب أحدث إحصاءات هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، هناك 52 حالة لزوجات أسرى أنجبن أبناء لهن، بمجموع 65 طفلًا وطفلة، الأرقام الدقيقة غير متوافرة، نظرًا لسرية مثل تلك العمليات وعدم إفصاح كثير من الأسر عنها، لكن مبادرات كثيرة ، شجعت البعض على خوض التجربة.

 14مركزًا طبيًا للإخصاب تنتشر في فلسطين، موزعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، عادة ما يطلب المركز 3 آلاف دولار من أسرة الأسيرة لإجراء العملية،وهناك مراكز أخري تجري العمليات مجانا بشرط أن يتأكد من أن الأسير محكوم عليه بمدة طويلة في سجون الاحتلال.

تاريخ تهريب النطف

عبير علي مهنا الخطيب  الباحثة  المجتمعية والناشطه بالمقاومة الشعبيه  وعضو هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وأحد أبرز الفلسطينيات اللواتي تناولن  مسالة تهريب النطف من خلال دراسة قامت بها مؤخرا ونالت عنها جائزة أفضل بحث علي مستوي الجامعات الفلسطينية  وكرمتها الجامعة العربية مؤخرا ،و تناولت الدراسه اوضاع تاريخ بداية تهريب الحيوانات المنويه من الاسرى الفلسطينين حيث بدأ الاسرى التباحث في الفكره عام 2010 وبذلك تم تدارس شروطها وبحث إمكانية الحصول على فتوى شرعيه لتشريعها وكيفية نشرها داخل المجتمع الفلسطيني

"افريكانو الثقافي" التقت عبير مؤخرا علي هامش تكريمها بالجامعة الدول  العربية من خلال مسابقة الشاب النموذج بالوطن العربي والتي عقدت بالتعاون والتنظيم المشترك مع مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة برئاسة الدكتورة مشيرة أبو غالي والتي منحت "الخطيب" وسام الأمتياز

أول عملية ناجحة

وقالت الباحثة :تم الاتفاق على تداول هذه الطريقه لبث الحياة بأنجاب اطفال من الأسرى المتواجدين داخل قبور السجون الإسرائيلية لتكن اول عمليه ناجحة لتهريب النطف عام 2013 للاسير عمار الزبن من محافطه نابلس

وشملت الدراسه الضفة الغربية وقطاع غزه والقدس المحتله وفلسطين التاريخه حيث بلغت عدد اطفال النطف المهربة بالضفة الغربية 77 طفل والقدس المحتله 11 طفل اما قطاع غزه 11 طفل والداخل المحتل طفل واحد

وواصلت " الخطيب" :لم تحظ هذه العملية نجاح في البداية وذلك بسبب عدم الخبره الكافية للأسرى بطرق الحفاظ على الحيوان المنوي على قيد الحياة وبعد تجارب عديده تمكن الاسرى من اتقان هذه العملية والتوصل لافضل الطرق لتهريب النطف ومن بعض هذه الطرق تهريب الحيوان المنوي داخل (قداحه)ولاعه وذلك بعد افراغها من محتواها الغازي وتطهيرها وسكب الحيوان المنوي داخلها . حبه تمر وذلك بعد نزع نواة التمر ولف حبه التمر من الداخل بكيس بلاستيكي ابيض على حجم حبه التمر ومن ثم وضع الحيوان المنوي داخلها واغلاقها ويقوم بعد ذلك الاسير بتسليم هذه الحبه لذويه عند الزيارة وذلك من خلال اتفاق بينه وبين عائلته انها تحتوي الحيوان المنوي الخاص به . ومن اشهر الطرق التي اعتمدها الأسرى وضع الحيوان المنوي في كيس بلاستيكي وبعد اغلاقه بأحكام يتم قصه على شكل كبسوله صغيره ويتم دسه في جيوب احد الزائرين من عائلة الأسير عند الزياره التي تسمح بها سلطات الاحتلال باللمس البدني بين الاسير وعائلته والتي تأتي كل 6 شهور مره واحده

عقوبات صارمة

تناولت الدراسه طرق النشر عن حمل زوجات الاسرى بالنطف المهربة داخل المجتمع الفلسطيني وبأختلاف الطرق ما بين قظاع غزه والقدس المحتله والضفة الغربية كما تناولت اهم العقوبات التي توقعها سلطات الاحتلال على الاسرى عند اكتشاف اداره السجون نجاح الاسير بتهريب النطفه او مسكه مسك اليد عند محاولته لتهريب النطف حيث توقع اداره السجون على الاسرى عقوبات مشدده من اهمها دفع غرامات وسجن انفرادي يصل ل 6 اشهر والحرمان من الكنتين

وتشير الباحثة الفلسطينة :الدراسه تمت عام 2019 وتناولت هذه العمليه منذ بدايتها 2013 حتى اخر عمليه تهريب والتي تمت بشهر 3 عام 2019 ب  الدراسه عن الأوضاع القانونيه لاطفال النطف المهربة حيث تمنع سلطات الاحتلال هؤلاء الاطفال من زياره ابائهم الاسرى داخل السجون بحجة عدم وجود صلة قرابه بين الطفل المهرب وابيه الاسير وهذا ما يحدث بالضفه الغربيه ليصل هذا المنع 6 سنوات أما قطاع غزه يتم المنع من الزياره مدى الحياه

اما القدس المحتله توقع سلطات الاحتلال اقصى انواع العقوبات المخالفه للقانون الدولي على هولاء الاظفال وذلك بحرمان سلطات الاحتلال هؤلاء الاطفال من منحهم اي وثيقه رسميه تثبت وجودهم على قيد الحياة وبذلك يتم حرمان هولاء الاطفال من الرعايه الصحية والتعليم والحصول على اي من حقوقهم المدنية لتصل بشاعه الاحتلال لحرمان هؤلاء الاطفال من اصدار شهاده وفاه اذا توفي احدهم وذلك كله بحجه عدم وجود صلة قرابه بين الاب والطفل وتمتنع سلطات الاحتلال من الموافقة على إجراء فحص الdna الذي يطالب به الاباء الاسرى لاثبات النسب حتى يتم منح هؤلاء الاطفال اوراق الثبوتية

 تحقيقات ومواجهات

ورغم كل القيود والعقوبات التي تمارسها سلطات الاحتلال على الاسرى وزوجاتهم اللواتي يتعرضن للتحقيق بعد اكتشاف نجاح عمليه التهريب من قبل اداره السجون للتحقيق من جهاز الشباك (المخابرات)

والذين يوجهون الأسئلة لزوجات الاسرى صاحبات هذا النجاح بكيفيه الحمل ومن اين جاء الطفل وكيف جاء وتوجييه ابشع الالفاظ اثناء التحقيق  ليقمن نساء الاسرى بدورهن بالتزام الصمت. او الرد على المحقيقين بردود جباره مثل ما حدث مع زوجات احد الاسرى التي بعد ضغوطات كبيره تعرضت لها بالتحقق لتجيبهم كما جاء عيسى ابن مريم جاء طفلي.