انسان بسيط بدأ حياته كواء او باللغة الدارجة "مكوجي" تشي لغته العربية المتواضعة عن قدر غير كاف من التعليم لكن حبه للوطن وموهبة الغناء صنعا منه نجما شهيرا في عالم الطرب الشعبي..هو الفنان شعبان عبد الرحيم الذي غادر الحياة اليوم الثلاثاء بعد صراع مع المرض بمستشفي المعادي العسكري عن عمر ناهز 62 عاما ،لتنتهي قصة المكوجي الذي صنعت شهرته أغنية البوم "انا بكره اسرائيل وباحب عمرو موسي" الذي لايعتبر البومه الاول حيث قدم ألبوما شعبيا بعنوان "كداب يا خيشة"، إلا أنه ظل مغمورًا لعدة سنوات، حتى جاء عام 2001 الذي قدم فيه أغنية شهيرة هي "أنا بكره إسرائيل"، في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي كانت سببا في شهرته وتكريمه في كثير من المناسبات وأثارت ايضا ردود فعل عالمية.
ولم تكن اغنية باكره اسرائيل الوحيدة التي أثارت ضجه لكن استمر شعبان عبد الرحيم في نهج الأغاني الشعبية ذات الطابع الهادف الي فضح كل ما يحاك ضد مصر من جانب الارهابيين حيث تلقي في عام 2015 تهديدًا بالقتل من جماعة "داعش" الإرهابية إثر أغنيته "أمير المجرمين" التي أظهرت السخرية منهم والاعتراض على إرهابهم، وكانت جملته الموسيقية الشهيرة التي يغني عليها تيمة"أيه" سببا آخر في شهرته الكبيرة وظلت معه حتي آخر أعماله..
ورغم ان عبد الرحيم قد غني محذرا من تدخين السجائر الا انه لم يعمل بالنصيحة حيث أصيب بمرض في الرئة من أثر التدخين ومنعه الأطباء من التواجد في مكان به مدخنون الي الحد الذي جعله يمنع التدخين في أي من حفلاته.
وأسم شعبان هو لقب فني اختاره عبد الرحيم لنفسه حيث ولد في منطقه العسال بالشرابية واسمه "قاسم"، ولكنه اختار لنفسه اسم "شعبان" فيما بعد كاسم فني لأنه ولد في شهر شعبان الهجري،حيث عمل فترة كبيرة في الغناء في الأفراح الشعبية ،حتي تعرف علي المغني الشعبي أنور العسكري، ، وتعرف بعدها على الملحن الشعبي وهبة الشاذلي الذي عرفه بالمنتج سيد عبد اللطيف، الذي أصدر له أول ألبوماته الكاسيت "أحمد حلمي اتجوز عايدة" والتي حققت شهرة لكن بين الأوساط الشعبية فقط،وكذاغنا لمحطات الميكروباص الخاص بالاقاليم في باب الحديد وزوج المحطات لبعضها (أحمد حلمي اتجوز عايده وكتب كتابهم الشيخ رمضان) .
ظهر شعبان عبد الرحيم في وقت أغاني "الأساتوك" مع مجموعة من المطربين الشعبيين امثال حمدي بتشان وغيره لكنه ظل يصول ويجول بملامحه الطيبة البسيطة وتعبيراته شبه العفوية وصوته المميز وجملته الموسيقية التي اخترعها لنفسه فيما يسمى الحانه وكلماته التي ينتقيها ويلقنها له مؤلفه الخاص على اعتبار انه لا يقرأ ولايكتب. وسبقه في الفن سامية جمالوزينات صدقي وعقيله راتب، وغيرهم ممن لا يقرأون او يكتبون.
خاض شعبان عبد الرحيم تجربة التمثيل، حيث اشترك في البطولة لفيلمين هما "فلاح في الكونجرس" و"مواطن ومخبر وحرامي" للمخرج الكبير داوود عبد السيد، كما شارك في عدد من الأعمال المسرحية والتليفزيونية والسينمائية منها مسرحية "دو رى مى فاصوليا" مع الفنان الكبير سمير غانم، و"سامحوني ماكنش قصدي"، وأيضًا كمقدم برامج للبرنامج الكوميدي بعنوان "هات من الآخر" ".
وأشتهر الفنان الراحل شعبان عبد الرحيم بملابسه واكسسواراته الغريبةمن دون كل المطربين الشعبيين، فاختار لنفسه أسلوبا خاصا يميزه فى الظهور على المسرح أمام جمهوره، وتمثل هذا الأسلوب فى ملابسه، إذ يظهر مرتديا "بدلة مشجرة" وملونة بأكثر من لون، إضافة إلى مجموعة من السلاسل تنتشر على صدره، وساعة ضخمة فى يده، وكان يقول : "بحب أعمل لنفسى لوك جديد هو أنا ماليش نفس زى الناس".
وكان آخر إكسسوارات شعبان عبد الرحيم "جزمة بـ5 ألوان" أهداها له صديق، حيث صرح المطرب الشعبي قائلاً: "واحد صديقى من دبى جاب لى جزمة فيها 5 ألوان، وأول ما لبستها ورحت أحيى فرح الناس كانوا بيبصوا للجزمة، وبيصوروها، وفرحانين بيها أكثر منى"، ويضيف: "الحاجات الغريبة دى بتعمل منظر للواحد".
