الخميس 02 مايو 2024 - 01:03 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع " لا اذكر اسمه" قصة : فكري عمر

 

 
 

" لا اذكر اسمه" قصة : فكري عمر

  الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 11:23 مساءً   




راح اسمه عن بالى فجأة وأنا أهم بدخول مكتبه. انسحبت فى ركن بحثًا عن زميل له؛ لأسأله.. - يا أستاذ لو سمحت، الأستاذ اللى جوه ده اسمه إيه؟ - قصدك مين؟ - اللى لابس قميص أبيض فى إسود، وبيشرب سيجارة ورا أختها.. ده. وأشير إليه من وراء الشباك الزجاجى المفتوح، فيخبرنى الآخر أنه لا يعرف اسمه بالضبط. "على.. عطية.. وائل.. محمود" تقريبًا. أقول إنه ليس واحدًا ممن ذكرت. أتذكر أنه صاحب اسم مُركَّب. به حرف (س) أو (ش).. هااا. سيأتى على بالى حالًا. أعصر ذهنى دون فائدة. يختفى ذلك الذى كنت أسأله. يأتى آخرون فى الطرقة بأوراقهم التى تنتظر إمضاءً، أو ختمًا. أسعى إليهم لأسألهم عنه ذاكرًا طباعه، وحركاته المميزة، وطريقته فى الكلام، ومنصبه هذه المرة. أذكر لهم كل شىء عدا اسمه. ورغم أن وجوههم كانت تتبدل كل لحظة، لكنى حين أرمقه فى جلسته الهادئة من وراء الشباك أجده جالسًا، ما يزال، على كرسيه الخيرزانى منكبًا على الأوراق التى أمامه. ليس من اللائق أن أدخل حجرة المكتب، وأقف أمامه مناديًا إياه بـ" أستاذنا، أو عمنا، أو يا ريس ". سيقول لى منزعجًا: خير يا أبو الأفكار؟ أنت جاى تشتغلنى؟! هو لا يحب كل تلك الألقاب، ولا أنا أيضًا، بحكم موقعى منه، يجوز أن أناديه بها؛ لذا قد ينقلب فى لحظة، فأحمل أوراقى ساعتها، وأمضى غير محتمل هذه الفُرقة بيننا بسبب أمر تافه. كانت الساعات تمضى بسرعة، وأنا أتبدل فى وقفتى من شارع، لطرقة، لعمارة، وأراه فى كل مرة من شباك المكتب، لا أعرف كيف، جالسًا فى مكانه بالضبط. جميع زملائه رحلوا، ولعل جميع الموظفين فى طريقهم ؛ لتوقيع الانصراف، والرحيل. هو فى الداخل، وأنا فى الخارج. ينتظر بالتأكيد تلك الأوراق التى اتصلت به من قبل بشأنها، وأنا أسعى لانهائها؛ حتى تأتى الترقية فى موعدها.. لعله يحتفظ لى بكل المودة لذلك ينتظرنى كل هذا الوقت، لكننى لا أستطيع الدخول دون أن أذكر اسمه. لا أعرف لمَ كان نسيان اسمه فى ذلك الوقت يصيبنى بهذا الكم الهائل من الاكتئاب، والألم؟ ولمَ وقفت مترددًا ساعات كثيرة أواجه نفسى بالسؤال القاسى: هل أستحق الصعود إلى رتبة وظيفية أعلى بعقلى هذا الذى لا يمكن الوثوق به؟! فكري عمر

 

أخبار اخرى فى القسم