الاثنين 20 مايو 2024 - 05:57 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير ياسمين مجدي تكتب : الصناعات التكنولوجية في أفريقيا

 

 
 

ياسمين مجدي تكتب : الصناعات التكنولوجية في أفريقيا

  السبت 04 يناير 2020 11:28 مساءً   




وفقاً لموقع فيس بوك، فإنّ هناك أكثر من 100 مليون مستخدم نشط من القارة الإفريقية، ومن المتوقّع أن يشهد هذا العدد زيادة ملحوظة خلال السنوات القليلة القادمة وذلك بعد أن أطلق فيس بوك مبادرة Internet.orgوالتي توفّر وصول مجاني إلى الإنترنت في بعض المناطق النائية من العالم.

طبعا هذه المعلومة تثير الدهشة نوعا ما، حيث أن أفريقيا من أكثر القارات عوزا وحاجة إلى أي مساعدة، والإنترنت والتكنولوجيا الحديثة المفروض أنها أبعد ما يكون عن قارة أفريقيا، ولكن في هذا المقال سنجد أن قارة أفريقيا بها الكثير من الإمكانيات البرمجية والتكنولوجية وسنسرد بعضا منها في هذا المقال.

عند الحديث عن قارة أفريقيا، يتبادر على الذهن الموارد الطبيعية والثروات الحيوانية العديدة، والصحراء المترامية الأطراف والجو الشديد الحرارة بالإضافة إلى اللغات واللهجات الكثيرة تغيرت وتنوعت حتى وصلت إلى لغة الطبول الأفريقية الشهيرة.

ولنأخذ الموضوع من بدايته ، من سبب تسمية قارة أفريقيا بهذا الاسم، حيث أنه تعود إلى كلمة إفريقيا والتي ما هي إلا اشتقاق لكمة إفري أو إفران وهي أمزينجية قديمة كانت تعني الكهف، وقد أطلقت على قبيلة بنو يفرن والتي كانت تسكن الكهوف، وفي رأي آخر يقول إنها ترجع إلى إفير الذي ذكر في التوراة وأنه أحد أحفاد نبي الله إبراهيم عليه السلام، وأيضا من كلمة "إفريكا" والتي تعني بلا برودة في الحضارة اليونانية القديمة وذلك لجو قارة أفريقيا الحار دائما، وفي الحضارة المصرية القديمة "أفرويكا" والتي تعني الوطن الأم.

ومن هنا نستكمل الحديث عن التكنولوجيا في أفريقيا ، حيث نجحت القارة الإفريقية خلال السنوات الماضية في اتخاذ خطوات حثيثة لسد الفجوة الرقمية بينها وبين دول أوروبا، حيث استطاعت تحقيق طفرة كبيرة في توظيف التكنولوجيا المستخدمة وتوفير بيئتها المتنوعة بما جعلها في وقت قصير علامة فارقة في قائمة الكيانات الأكثر تقدما في مجال التكنولوجيا.

وتتعدد الاستخدامات الخاصة بالتكنولوجيا في القارة لتشمل تبسيط العمليات الحكومية ومكافحة الجريمة وصولًا إلى تحسين الرعاية الطبية ومساعدة صغار المزارعين في الحصول على أفضل الأسعار لمحاصيلهم، وغير ذلك من المناقب الأخرى التي نجحت في تحقيق العديد من النجاحات فيها عبر هذه التقنية.

 

وعلى سبيل المثال على تعدد استخدامات التكنولوجيا في القارة، وصف بحث أجراه ستيفن ليفينغستون لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية كيف بدأت تترسخ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المشهد الأمني في أفريقيا، قائلا: “إن التوسع السريع وسهولة الوصول إلى تكنولوجيا الاتصالات النقالة في أفريقيا ساهما في خلق فرص جديدة لمكافحة الجريمة وتقوية مساءلة قوات الشرطة”، مضيفًا أن  رسم الخرائط وإرسال التحذيرات عبر الهاتف النقال ساعدت وبشكل كبير قوات الشرطة في جمع المعلومات.

يذكر أن أربعة دول إفريقية فقط تسيطر على نصف مراكز التكنولوجيا في القارة السمراء، هي كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وغانا، وتوفر هذه الدول 75 %تقريباً من تمويل الشركات الناشئة، وهو تمويلٌ يتزايد بوتيرةٍ متسارعةٍ بفعل تدفق المستثمرين على أفريقيا، وفي عام 2018 وحده، ازداد ذلك التمويل بواقع أربعة أضعاف مُقارنةً بالعام السابق.

وفي أثيوبيا لم تعد التكنولوجيا نوعا من الرفاهية في حياة الإثيوبيين كما كانت قبل سنوات، بل تحولت إلى ضرورة حياتية لا يمكن الاستغناء عنها، هذا ما أكده يقول بيتلهم داسي، وهو معلمٌ في مجال التكنولوجيا بمؤسسة "آي كوغ لابس" التي تعد أكبر مركز للذكاء الاصطناعي في البلاد، بقوله إن "التكنولوجيا تُستخدم في الدول المتقدمة لتوفير الراحة والرفاهية، لكنها في أثيوبيا توفر الضروريات نفسها".

وفي مجال البن وزراعته تم القضاء على غابات زراعة البن حيث أنه 124 نوعا من البن الخام معرض للانقراض، والكاكاو في نفس المأزق، وهنا تستطيع التكنولوجيا أن تلعب دوراً رئيسياً. تمثل البيانات، والتكنولوجيات الرقمية والاستشعار عن بُعد، وإنترنت الأشياء مستقبل الزراعة، وهي تستخدم بالفعل في المزارع الكبيرة في الدول الغنية. لكن التكنولوجيا من الممكن أن تساعد أيضاً صِغار المزارعين في الدول الفقيرة، حيث يجب تطوير وتجريب ودعم أساليب إبداعية والعمل على توسيع نطاقها.

أنتجت أفريقيا العديد من الأمثلة البارعة لهذا. ففي غانا، أدى التعاون بين الأعمال الزراعية، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية إلى إنشاء مبادرة SAT4Farming، التي تستخدم التكنولوجيا الرقمية والاستشعار عن بُعد لإنشاء خطط تنمية المزارع لصالح صِغار المزارعين. تعمل خطط تنمية المزارع الرقمية، التي طورتها مؤسسة جرامين بالشراكة مع تحالف الغابات المطيرة ومارس، على دمج البيانات الزراعية مثل الظروف البيئية، وتمويل الأسر، ومستويات الإنتاج، وتطبيق «المنطق الذكي» لتوليد خطط مدتها سبع سنوات لتوجيه استثمارات أصحاب الحيازات الصغيرة. ثم بعد ذلك يجري تعديل هذه الخطط كل عام، على غِرار بيانات الأرباح والخسائر، بناء على قرارات المزارعين.

أما في مجال التعليم، بدأ التعلم عن بعد ينطلق بالفعل في بعض أنحاء العالم، لكن تكنولوجيا الجيل الخامس من شأنها أن تعمل على تحسين جودة مثل هذا التعلم، بسبب سرعتها الفائقة ــ أسرع بنحو 100 مرة من تكنولوجيا الجيل الرابع ــ التي تسمح بالتفاعل الفوري، دون استهلاك كبير للطاقة، وهذا يعني أن الطلاب في القرى الإفريقية النائية سيكون بوسعهم المشاركة في الفصول الدراسية في الوقت الفعلي، بدلاً من مشاهدة مقاطع الفيديو التي يقدمها معلمون عن بُعد.

وهذا من شأنه أن يوسع إلى حد كبير المجمع المتاح من المعلمين المؤهلين لتزويد الشباب الإفريقي بالتعليم، ومع تمكن المتطوعين من مزاولة التدريس من أي مكان، لن تنشأ الحاجة إلى تدريب المعلمين المحليين أو اجتذاب معلمين أجانب إلى المناطق التي تعاني نقص الخدمات، بكل ما ينطوي عليه ذلك من تحديات بيروقراطية.

ومن المتوقع في المستقبل اكتساح للقارة الأفريقية في مجال البرمجيات أيضا ومنها تطوير اللينوكس والأبونتو ، والأبونتو في الأساس كلمة سواحيلية بمعنى المشاركة مما يدل على نجاح أبناء القارة السمراء في هذا المجال.

 

 

 

أخبار اخرى فى القسم