الجمعة 29 مارس 2024 - 05:11 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مكتبتى د. عزة بدر   : فى مقدمة " أعمال محفوظ المجهولة" القصة في مواجهة الحقائق

 

 
 

د. عزة بدر   : فى مقدمة " أعمال محفوظ المجهولة" القصة في مواجهة الحقائق

  الخميس 05 مارس 2020 03:17 صباحاً    الكاتب : افريكانو الثقافي




جديد الدكتورة عزة بدر هو واحد من كتبها المتنوعة في مختلف الإبداعات وهو صدر عن مؤسسة دار المعارف تتناول فيه من زواية مختلفة أديب نوبل وشيخ الحارة المصريةالراحل نجيب محفوظ ويحمل الكتاب عنوان " الحياة في مقام الحيرة قراءة في اعمال نجيب محفوظ المجهولة"  و الدكتورة عزة بدر صحفية وشاعرة وسارده وناقدة  وباحثة َهي    واحدة من المبدعات  تعكف  على كتاباتها بهدوء كما هي في  شخصيتها  تشبه   فنان يبدع منمنماته  بدقة شديدة فهي تعمل دون ضجيج تمتع  ذاتها وتمتع الأخرين  بما تكتب سواء كانت كتابات صحفية بمجلة صباح الخير   او شاعرة لها خصوصيتها  و  ناقدة  لاتستعجل الأشياء ثم قاصة وروائية مثلها مثل كل الشعراء ربما يرون السرد هو الأقرب الي العامة والشعر له مريدية وعزة بدر صدر لها اكثر من  عمل منها  ديوان شعر طائر بجناح وحيد ومكتوب بماء الورد و   في ثوب غزالة - رواية، أعناق الورد،  والمجموعات القصصية على باب الدنيا و  صورة للعائلة وكانت قد حصلت   الدكتورة عرة بدر على جائزة الدولة التشجيعية  في العام ٢٠٠٢ في ادب الرحلة والي جانب فوزها بجائزة اتحاد كتاب مصر في القصة هي تقول في مقدمة كتاب نجيب محفوظ وتأسرنى لحظات اكتشاف العوالم الأولى , وتحثنى خطوات جادة لاستقراء كتابات أعلامنا من الأدباء الذين عبدوا الطريق لآدبنا , ولأشهد على فترة مهمة من حياة أدبنا المعاصر , وفى تطور القصة المصرية القصيرة , وقد جلته المجلات الأدبية التى حفظت لنا تاريخ هذا الأدب وتطوره على صفحاتها وتضيف فيما فيما خط قلمها بمقدمة للكتاب حيث بدأت بعنوان" من سحر المنابع الأولى" مشيرة ان القصة سيدة فنون الآداب دون منازع لثلاثة قرون خلت من أزهى عمر البشرية , هى الفن الذى جذب إليه أكبر عبقريات الأدب فى جميع الدنيا المتحضرة المثقفة " , هكذا وصف نجيب فن القصة القصيرة فى أحد مقالاته , بل وقال : " إنها لا ترمى لمغزى يمكن تلخيصه فى بيت من الشعر لكنها صورة من الحياة " . وكان نجيب محفوظ قد كتب هذه المقالة بعنوان  : " القصة عند العقاد " الذى نشر وقتها كتابه " فى بيتى " وقال فيه : " إن خمسين صفحة من القصة لا تعطيك المحصول الذى يعطيه لك بيت كهذا البيت : " وتلفتت عينى فمُذ بعدت  / عنى الطلول تلفـَّت القلب " . وناقش نجيب محفوظ مقولة العقاد فقال : " أما الشاعر فقد تصَّور المعنى , وليس هو بالبعيد المنال , وصبه فى هذا القالب الجميل , أما القاص فينبغى أن يتصور إلى ذلك ذكرا , وأنثى , ويتخيل لكل منهما نموذجا بشريا خاصا , وعليه أن يصور زمانا ومكانا , وموقف وداع , تارة محسوسا تلفتت فيه الأعين , وتارة معنويا يتلف فيه القلب فليس هذا العرض هو نفسه البيت ولا أكثر , ولكن العلاقة بينهما كالعلاقة بين الشجرة النامية ذات الزهر والثمر والبذرة الضئيلة " . وقد انتقد محفوظ المقياس الذى اعتمده العقاد فى ترتيب الآداب , وهو مقياس الأداة بالمقياس إلى المحصول كما اختلف مع رأى العقاد حول الطبقة التى تنتشر فيها القصة فقال محفوظ : " يريد العقاد أن يقول إن القصة تنتشر فى طبقة لا يتناول إليها الشعر , وإذن فالشعر أرقى من القصة , وهذا قول وجيه من الظاهر لكنه لاينطوى على شىء خطير فمجرد انتشاره فن فى طبقة لا يدل على شىء مالم نبحث عن أسباب انتشاره ". ويخلص إلى أن القصة لاتزال أعظم انتشارا من الشعر , وهى تنتشر فى طبقات غير طبقة الخاصة لما تتميز به من سهولة العرض , والتشويق فضلا عما تحتويه القصص من قيم إنسانية مثلما يحوى الشعر الرفيع بل أن الخاصة التى تقرأ الشعر الرفيع , وتتذوقه تقرأ القصة الرفيعة وتُشْغف بها . هكذا عشق نجيب محفوظ القصة القصيرة وكتبها قبل أن يقرر التفرغ لعالم الرواية بل وفسر أسباب انتشارالقصة فى ثلاثينات  وأربعينيات القرن الماضى ذلك الانتشار الذى جعل لها السيادة المطلقة على  جميع الفنون الجميلة  فقال أن عصر العلم الذى نعيش فيه يحتاج حتما لفن جديد يوفق على قدر الطاقة بين شغف الإنسان الحديث بالحقائق وحنانه القديم إلى الخيال , وبذلك تكون القصة شعر الدنيا الحديثة فضلا عن مرونتها واتساعها لجميع الأغراض مما يجعلها فى النهاية أبرع فنون الأدب التى أوجدها خيال الإنسان المبدع فى جميع العصور".(1) وعندما حلت سنة 1944 , وهى السنة التى نُشرت فيها ثالث روايات نجيب محفوظ , وكانت جميعها تاريخية , كان قد نشر أكثر من سبعين قصة قصيرة تناولت موضوعات مختلفة كان معظمها معاصرا , ومع ذلك فقد ألف النقاد أن يسموا هذه المرحلة من كتابات نجيب محفوظ بالمرحلة التاريخية , ولعل السبب فى ذلك هو أن كل القصص التى كتبها حتى ذلك التاريخ لم تكن قد نشرت إلا فى الصحف والمجلات ولو أنها جُمعت فى كتب فى ذلك الوقت لخرجت فى ثلاث أو أربع مجموعات قصصية , ولتردد النقاد فى نعت هذه الفترة من كتابات الأديب الكبيربالمرحلة التاريخية , ولم ينشر منها فى كتب سوى مجموعته القصصية الأولى " همس الجنون "   (2) . وقد اهتم النقاد برسم صورة العصر الذى كتب فيه محفوظ قصصه ويُعد هذا بعدا مهما يضيف لتاريخ الأدب وتاريخ القصة فى بلادنا فلقد إزدهرت القصة القصيرة فى مصر أثناء الربع الثانى من القرن العشرين إزدهارا كبيرا حينما بدأ  محفوظ كتاباته القصصية الأولى فهو قد كتب بعد زمن قصير من نشأة المدرسة الحديثة ( أحمد خيرى سعيد , وإبراهيم المصرى , ومحمود طاهر لاشين , ويحى حقى ) , وكانت هذه المدرسة عند بعض كتابها تعتبر القصة أجل فنون الأدب بل هى جماع تلك الفنون , والإشارة إلى البيئة القصصية فى ذلك الوقت تعد ملمحا مهما ففى عام 1928 كان سيل من القصص ينهال على الصحف والمجلات لأن القصص كانت تلقى إقبالا كبيرا فتفرد لها الصفحات , ويقبل عليها القراء , وعند بدايات محفوظ القصصية كانت أسماء محمد زكى عبد القادر , وأحمد الصاوى محمد , وسلامة موسى , وحسين فوزى , وسعيد عبده , ومعها قصص محمود تيمور , ويحى حقى , وبالإضافة إلى هؤلاء الأعلام فى ذلك الوقت أو فيما بعد كانت كتابات محمود كامل وصلاح ذهنى . وقد أشار بعض النقاد إلى أن الأعمال القصصية الأولى لمحفوظ لم تلق القدر الكافى من الدرس والتحليل ( فلم يهتموا بإثبات أن محفوظ كان متأثرا بنقاد ومفكرين من الجيل الأقدم , من أمثال طه حسين , والعقاد , وسلامة موسى , ولم يهتموا بتبيان أثر جيل القصاصين السابق له مباشرة على إنتاجه القصصى فى تلك وتتطرق الي التحليل الفنى لبعض قصص محفوظ الأولى وصفات البناء الفنى لهذه القصص بأنه يقوم على الكشف عن مفارقات غريبة عجيبة مدهشة إلا أن هذه المفارقات على العكس من ذلك فلم تكشف عن غرائب الحياة ومفاجآت الأقدار فحسب بل كانت فى المحل الأول تكشف عن تناقضات أوضاع اجتماعية . كما تكشف القصص الأولى لمحفوظ  أيضا عن أثر موباسان فى بعضها فى ملمح مهم عن غرابة الحياة الإنسانية , وشدة تقلباتها حيث الحس العابر والعارض من السمات التى ارتبطت بطبيعة القصة القصيرة فى العصر الحديث , عصر عزلة الفرد فى واقع متشظ لا تحركه إرادة الأفراد , ويسير بمنطق مفارق لأهدافهم وهي ترى انه كان هذا عاملا مشتركا بين موباسان ومحفوظ , لكن التأثر بموباسان كان رافدا واحدا فى قصص بدايات محفوظ  . (5) وقد نالت قصص المجموعة القصصية الأولى لمحفوظ وهى مجموعة " همس الجنون " اهتمام النقاد على اعتبارها  بداية الطريق الخاص به لتصوير وضع الإنسان فى العالم من حيث القضايا الكبرى , قضية الحرية , والحكم الصالح , وعلاقة الوجود الروحى بالوجود المادى , والحياة بالموت , وهى القضايا التى تشغل جانبا مهما من عالمه الروائى , وعالمه القصصى فى مراحل النضج . وهى التى تحمل حيرة الإنسان ، وبحثه عن الكمال ،إنها مرحلة من مراحل الحياة فى مقام الحيرة. ومن الملاحظ أن القصص المجهولة الأولى لمحفوظ  لم تحظ نقديا بالإهتمام الكافى على اعتبار أنها مرحلة تاريخية من حياته الأدبية لذا فصدورها مجموعة فى كتاب قدمه الكاتب محمود على – وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان " قصص نجيب محفوظ التى لم تنشر"  لهو حدث ثقافى كبير لأنه سيتيح للباحثين فرصة قراءة وتحليل هذه الأعمال ليس لأنها نواة بعض رواياته فيما بعد بل لقيمتها فى حد ذاتها إذ تكشف التكوين الفنى الأول لعالم نجيب محفوظ , وتعبر عن مكان تلك القصص فى تطور القصة المصرية ومن الصحيح أن هذه القصص لم تنشر فى كتب لكنها نُشرت على صفحات المجلات الأدبية فى ثلاثينات وأربعينيات القرن الماضى , وقد أشار إليها وإلى مواضع نشرها بإطلالة نقدية أولى د. عبد المحسن طه بدر فى كتابه الرائد " نجيب محفوظ – الرؤية والاداة " , ود. حمدى السكوت فى كتابه : " نجيب محفوظ – ببليوجرافيا تجريبية وسيرة حياة ومدخل نقدى " . وفى كتابى هذا قمت بتناول قصص نجيب محفوظ المجهولة  تلك التى نشرت فى ثلاثينات وأربعينيات القرن الماضى , وضمتها صفحات المجلات الأدبية التى تعد الحافظ الأمين لسجل الأدب العربى الحديث لنها ضمت بداياته وبواكيره الأولى بين طيات صحائفها سجلا للتاريخ , وها نحن ننهل من موردها العذب , وقد استخرجها محمود على من مكامنها مستعينا بأضواء كاشفة وأبحاث علمية رائدة أشارت إليها وكشفت عنها وها أنا أقدم قراءة ومقاربة لهذه الأعمال القصصية لنجيب محفوظ تغلبنى حاسة التذوق الأدبى , وهي تقول في مقدمة كتابها آثرت أن أورد كل قصة مرفقة بمقاربة نقدية لها حتى يسهل على القارىء تتبع أفكار ورؤي هذه القراءة  حيث تكون القصة بين يدى القارىء , ويستطيع أن يتفق أو يختلف معى حول ما أطرحه من رؤى , وقد أصبحت هذه القصص ملكا للتاريخ الأدبى , ولاتزال فى حاجة إلى جهود نقدية واجتهادات فكرية وأدبية تحقق ما نصبو إليه من تحقيق علاقة وثيقة بين عالم الصحافة وعالم الأدب , والكشف عن بذور تكون هذا الأدب ومكامنه .. عن سحر المنابع الأولى كتاب الدكتورة عزة بدر عن نجيب محفوظ ربما كان منبعه هو دراسة نقدية كتبتها في إحدى الأعوام بمجلة روزاليوسف متناولة جانب ربما اغفله النقاد عند أديب نوبل وهو منابع ابداعه الأول القصة وان كان اذا كان تأثر بالقصة لكنها كان القصة هي التقاط انفاس من الرواية وربما ختم بها حياته في أحلام فترة النقاهة .

 

أخبار اخرى فى القسم