تُشَاغِلٌني وَمضَةٌ من خَيالٍ

تَجَسَّدَ في صَيحةٍ من حُروفٍ

تُؤكِّدُ أصداؤها أنَّها

حُمِّلَت بالرِّياحِ

وطارَت، وطارَت

إلى حيثُ لا شَيءَ غيرَ السَّفَر

فَسَافَرتُ، سَافَرتُ

لا شَيءَ أحمِلُ غيرُ انشغالي

بكَيفَ وأينَ يكونُ اتصاليَ

بالومضَةِ الــ شَاغلَتني

وتلكَ الحُروفْ

ففي كُلِّ حَرفٍ يُرى صَوتُها

من بَعيدٍ بَعيدْ

تَسَمَّعتُهُ، والتقيتُ بهِ

في وَميضِ الصَّدى واتِّسَاعِ الخَيالِ

الخيالِ الفَصيحْ

بِما فيهِ من وَمضَةٍ شَاغلَتني

عن اليومِ والأمسِ والخُطوةِ القادِمَة

إنَّها وَمضَةٌ مُلهِمَة

تُبيِّنُ لي وِجهَتي نَحوَ رُوحي

ورُوحي بِها تَحتَفي بالوجود

وتَحكي لها عن دَمٍ طَيِّبٍ

شَاردًا كانَ يمشي بلا بَوْصَلة

ولمَّا أَتتْ شُكِّلَتْ فاصَلة

بين مَشيٍ وَمَشي

فَرَاحَ إليها بِوَعيٍ لَهُ

في كتابِ المُحِبِّينَ أحلى كِتابة

عن الومضَةِ الــ شَاغَلَتهُ

وحرَّكَتِ الماءَ في رُؤيةٍ

خَالَهَا فارَقَتهُ

فَشَفَّ وَخَفَّ إلى خُضرَةٍ

بُورِكَتْ بالدُّعَاءِ ومِلحِ العَرق

وَراحَ يُشاركُ شَمسَ الكتابةِ أضواءَها

ويأخُذُ من حَرِّها جُملَةً

جُملةً سَاطِعةْ

تكونُ البدايةَ في قِصَّةٍ

تَحتَويها قَصِيدَةْ

تُحَدِّثُ عن وَمضَةٍ شَاغلَتني

تَبينُ وتَخفى ولا تَستَقِر

وتَمشي وتَمشي لأرضٍ لها

في سَماءٍ إليها يَطيبُ الصُّعودُ

وفي إثرِها كُنتُ أصَعَدُ، أصَعَدْ

وعِندَ اقترابي لنورِ النُّجومِ

بلادًا رأيتُ وشُفتُ قُرى

وأُسمِعتُ صَوتًا يُنادي عليّْ:

                   تَعالَ اقتَرِبْ

صَوتُ مَنْ يا تُرى؟

رِعشَةٌ بالسؤالِ وقبضَةُ خَوفْ

ولَم أدرِ كيفَ تَطَاولَ حَولي،

كَعِفرِيتِ رُعبٍ، خَيالي

شَدَّني من سُؤالي وقالَ: انتبه

فانتبهتُ

أنا كُنتُ أمشي إلى وَمضَةٍ، سَيِّدِي

شَاغَلَتْ فِكرَتي

ومِن كثرةِ الفِكرِ طِرتُ

فَقالَ: ومَاذا؟

تَحَيَّرتُ كيفَ أَرُدُّ عَليهِ

فقالَ: أَجِبْ

فاستَجَبتُ

وخُيِّرتُ فاختَرتُ أمشي

إلى وَمضَتي

أهِ لكنني

في سِكَّتِي، لِنَوَالِها، تُهتُ